مع كل إعلان من الأرصاد الجوية عن منخفض جديد، تسارع أمانة عمّان إلى رفع راية الطوارئ وتحديد درجة الاستعداد، وكأن المدينة على موعد مع استنفار محكم. لكنّ المشهد على الأرض يقدّم رواية مختلفة تمامًا؛ فمع أول ساعات هطول المطر تتكرّر السيناريوهات ذاتها: شوارع تغرق، مناهل غير مهيأة، وبُنى تحتية تُختبر فتفشل.
ولعلّ حادثة سقوط الشابة جوري في حفرة مفتوحة، والتي كادت تودي بحياتها، كانت دليلًا جديدًا على فجوة واسعة بين "الجاهزية المعلنة” و"الجاهزية الحقيقية”. فهذه المشاهد لم تعد استثناءً، بل سلسلة تتجدد مع كل منخفض، رغم قلة الحالات هذا الموسم.
اليوم، وبعد تكرار الأخطاء ذاتها عامًا بعد عام، لم يعد المواطن بحاجة إلى سماع بيانات الطوارئ بقدر حاجته إلى رؤية نتائجها. المطلوب من الأمانة أن تنتقل من مرحلة التصريحات إلى مرحلة التنفيذ، فالكلام سهل… لكنّ الميدان هو الحكم، والشارع ملّ الوعود التي تنتهي دائمًا في وادٍ مختلف عن وادي الأفعال.