على الرغم من الربع الثالث المزدحم واحتفاظ أسعار الذهب بمكاسب قوية عند 4000 دولار للأونصة، ما زالت البنوك المركزية حول العالم نشطة في سوق الذهب، وفقًا لبيانات محدثة من مجلس الذهب العالمي.
ورغم أن بنك الشعب الصيني يواصل أداءه الثابت في السوق، إلا أن البنك الوطني البولندي يبقى المشتري الأكثر نشاطًا وهيمنة. وأوضح كريشان غوبول، كبير المحللين الإقليميين في مجلس الذهب العالمي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن بولندا اشترت 16 طنًا من الذهب الشهر الماضي، وهي أول زيادة شهرية منذ مايو.
وقال غوبول إن احتياطيات الذهب في البنك بلغت الآن 530 طنًا، أي ما يمثل نحو 26% من إجمالي الاحتياطيات، وهو ما يزال دون الهدف الجديد المحدد عند 30%.
وفي منشور آخر، أشار غوبول إلى أن الصين اشترت طنًا واحدًا من الذهب الشهر الماضي. ورغم أن البنك المركزي الصيني كان مشتريًا قويًا وثابتًا خلال السنوات الماضية، فإن هذه الكمية تمثل أضعف زيادة شهرية له منذ ثلاث سنوات.
وأضاف أن إجمالي حيازات الذهب لدى الصين بلغ 2304 أطنان، بزيادة قدرها 25 طنًا منذ نهاية عام 2024.
كما كشف غوبول أن البنك الوطني التشيكي اشترى هو الآخر نحو طنين من الذهب الشهر الماضي، مواصلاً وتيرته المنتظمة في الشراء على مدار العام. وأوضح أن مشتريات البنك منذ بداية العام بلغت 18 طنًا، لترتفع احتياطياته الإجمالية إلى أكثر من 69 طنًا، مشيرًا إلى أن هدف البنك المعلن هو الوصول إلى 100 طن من الذهب بحلول عام 2028.
أوزبكستان ترفع احتياطياتها والتقارير تؤكد زيادة الطلب
وفي تحديث أخير، أشار غوبول إلى أن البنك المركزي في أوزبكستان رفع احتياطياته من الذهب بمقدار 9 أطنان خلال أكتوبر. وأضاف أنه رغم أن البنك ما زال يُعد بائعًا صافياً منذ بداية العام، فإن الفارق تقلص ليصل إلى 12 طنًا فقط، بينما بلغ إجمالي حيازاته من الذهب 371 طنًا بنهاية الشهر.
ويأتي هذا النشاط الجديد بعد صدور تقرير الطلب الفصلي لمجلس الذهب العالمي الأسبوع الماضي، والذي أظهر أن البنوك المركزية اشترت نحو 220 طنًا من الذهب خلال الربع الثالث، بزيادة قدرها 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
لكن المحللين يشيرون إلى أن وتيرة الشراء منذ بداية العام ما زالت أقل من معدلات الأعوام الثلاثة الماضية، إذ بلغ إجمالي مشتريات البنوك المركزية حتى الآن 634 طنًا، في حين يُتوقع أن تتراوح الزيادة في الاحتياطيات الرسمية بين 750 و900 طن بنهاية العام.
توقعات عام 2025 ومستقبل الطلب على الذهب
ورغم أن الطلب من البنوك المركزية تباطأ في عام 2025، فإن المحللين لا يتوقعون انعكاس هذا الاتجاه قريبًا. وقال ماثيو بيغوت، مدير قسم الذهب والفضة في شركة ميتالس فوكس، إن ارتفاع الذهب بنسبة 50% هذا العام كان أحد الأسباب وراء تراجع وتيرة الطلب من البنوك المركزية، موضحًا أن الارتفاع القوي في الأسعار يجعلها بحاجة إلى شراء كميات أقل لتحقيق أهدافها من حيث التوزيع.
وأضاف بيغوت أنه من الصعب تصور توقف البنوك المركزية عن شراء الذهب كليًا، لأن حالة عدم اليقين الاقتصادي والحاجة المستمرة إلى تنويع الاحتياطيات ستبقي على وتيرة التراكم المستمرة للمعدن الأصفر.