محرر الشؤون المحلية - لم يكن خبر الإطاحة بمدير عام هيئة تنشيط السياحة عبدالرزاق عربيات مفاجئاً تماماً، كما لم يكن متوقعاً بالشكل الذي حدث. فالهيئة التي ارتبط اسمها بعربيات لأعوام طويلة، بدت وكأنها متلازمة إدارية وشخصية لا تنفصل بين الرجل والمؤسسة، حتى بات يُنظر إلى الهيئة من خلال شخصه، ويُقرأ أداؤها من خلال بصمته.
الهيئة، خلال الأعوام الماضية، شهدت محطات متناقضة بين الإخفاق والنجاح. فقد تمكنت من تحقيق حضور لافت للأردن في عدد من الأسواق السياحية العالمية، ونجحت في الترويج لوجهات غير تقليدية في المملكة، لكنها في المقابل واجهت انتقادات حادة تتعلق بآليات العمل، وتوزيع الحملات، وطريقة إنفاق الموازنات، وضعف المتابعة الميدانية في بعض المناطق.
قرار إنهاء خدمات عربيات شكّل نقطة انقسام واضحة في الوسط السياحي والإعلامي؛ ففريق يرى أنه كان منقذ السياحة الأردنية وصاحب مبادرات نوعية ساهمت في إبراز الأردن على الخارطة السياحية العالمية، بينما يرى آخرون أن مرحلة عربيات استنفدت طاقتها، وأن الهيئة بحاجة إلى نَفَس جديد ونهج مختلف في الترويج وإدارة الموارد.
اللغز الحقيقي وراء القرار لا يزال غامضاً، فبينما يلمّح البعض إلى تغييرات قادمة في المشهد السياحي الأردني، يؤكد آخرون أن القرار جاء بتنسيق مباشر بين وزير السياحة ورئيس الوزراء، ضمن حزمة تغييرات إدارية أوسع.
هيئة تنشيط السياحة التي تأسست لتكون الذراع التنفيذي لترويج الأردن، تقف اليوم أمام اختبار جديد: كيف ستكمل طريقها بعد رحيل أحد أبرز من قادوها لأطول فترة؟ وهل ستتمكن الإدارة القادمة من الحفاظ على ما تحقق وتجاوز الإخفاقات القديمة؟
أسئلة كثيرة تدور في الأوساط السياحية، لكن ما هو مؤكد أن السياحة الأردنية تمر بمرحلة حساسة، تحتاج فيها إلى عمل مؤسسي منظم يعيد التوازن بين الفكرة والنتيجة، وبين الجهد والمردود.
ويبقى لغز الإطاحة بعربيات عنواناً لمرحلة جديدة في هيئة تنشيط السياحة، بين من يصفها بأنها خطوة تصحيحية، ومن يراها خسارة لاسمٍ ارتبط بالهيئة لسنوات.