أوقفت شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة خططها لإطلاق عملات مستقرة في هونغ كونغ، بعد أن أثارت بكين مخاوف بشأن صعود العملات التي يسيطر عليها القطاع الخاص.
وأعلنت شركات، منها مجموعة "آنت غروب" المدعومة من "علي بابا" ومجموعة التجارة الإلكترونية "جيه دي دوت كوم"، خلال الصيف الماضي، أنها ستشارك في برنامج هونغ كونغ التجريبي للعملات المستقرة أو ستصدر منتجات مدعومة بأصول افتراضية، مثل السندات الرمزية.
لكنها علّقت منذ ذلك الحين طموحها المتعلق بالعملات المستقرة بعد تلقيها تعليمات بعدم المضي قدما من الجهات التنظيمية الصينية، بما في ذلك بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) وإدارة الفضاء الإلكتروني الصينية، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر وصفتها بالمطلعة.
والعملات الرقمية المستقرة هي رموز رقمية مرتبطة بعملات ورقية، مثل الدولار الأميركي، وتعد حجر الزاوية في تداول العملات المشفرة.
مخاوف
حسب 5 مصادر، فإن مسؤولي بنك الشعب الصيني نصحوا بعدم المشاركة في الطرح الأولي للعملات المستقرة بسبب مخاوف بشأن السماح لمجموعات التكنولوجيا وشركات الوساطة بإصدار أي نوع من العملات.
وقال مصدر مطلع على إحاطات البنك المركزي لمجموعات التكنولوجيا إن إصدار عملات مستقرة يديرها القطاع الخاص يُنظر إليه أيضا على أنه تحدٍّ لمشروع العملة الرقمية لبنك الشعب الصيني، "اليوان الرقمي".
ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر قوله: "يكمن القلق التنظيمي الحقيقي في من يملك الحق النهائي في إصدار العملات: البنك المركزي أم أي شركات خاصة في السوق؟".
ورفض السلطات الصينية يؤكده مدى حرص الجهات التنظيمية حول العالم على الاستجابة لظهور العملات المستقرة، لا سيما بعد أن روجت لها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبارها ركيزة للتمويل ووسيلة لاستعراض هيمنة الدولار الأميركي.