أنت صاحب خبرة ذكي وتعرف تماماً ما تتحدث عنه، إذن لماذا يحدث أحياناً أن يقاطعك الآخرون في الحديث، أو يتجاهلون رسائلك الإلكترونية، أو لا يولون أفكارك الاهتمام الكافي؟ في كثير من الأحيان، يعود السبب إلى الكلمات التي تستخدمها.
تقول لورين ك. لي متحدثة رئيسية، ومدرّبة عبر LinkedIn Learning، ومؤلفة كتاب Unforgettable Presence، والتي درّبت عشرات الفرق في شركات من قائمة Fortune 500 على كيفية التواصل بسلطة وثقة، إن التغيرات الأكثر تأثيراً في الانطباع الذي تتركه تأتي من تغيير التفاعلات الصغيرة اليومية، سواء كنت تكتب بريداً إلكترونياً، أو تتحدث في اجتماع، أو حتى تراسل زملاءك عبر Slack. الطريقة التي تختار بها التعبير عن نفسك في هذه اللحظات تلعب دوراً كبيراً في كيفية رؤية الآخرين لك.
فيما يلي تسع عبارات شائعة في الحياة اليومية قد تعمل بصمت ضدك وما يمكنك قوله بدلاً منها إذا أردت أن يتوقف الآخرون عن تجاهلك ويبدأوا في أخذك على محمل الجد:
1. "أعتقد..."
إذا كنت تبدأ أفكارك باستمرار بعبارة "أعتقد"، فقد توحي بالشك، حتى عندما تكون واثقاً.
ما الذي يمكن أن تقوله بدلاً من ذلك؟
احذف المقدمة واستبدلها بعبارة قوية: بدلاً من أن تقول "أعتقد أننا يجب أن نمضي في الاقتراح الجديد"، قل "أوصي بالمضي في الاقتراح الجديد".
يمكنك دائماً تخفيف النبرة لاحقاً. التوصية لا تعني بالضرورة أنها الإجابة الصحيحة، لكنها تُظهر أن لديك قناعة، وهو ما يقدّره القادة.
2. "هل هذا منطقي؟"
هذه العبارة تضع عبء الفهم على المستمع، وتوحي بأنك لست واثقاً مما قلته.
ما الذي يمكن أن تقوله بدلاً من ذلك؟
يمكنك ترك المجال للأسئلة من دون أن توحي سلفاً بأنك لم توضح فكرتك. جرّب:
"أخبرني إن كنت ترغب في أن أوضح أي نقطة"
"يسعدني التوسيع في الشرح"
"سعيد بتوضيح أي شيء إضافي إذا كان ذلك مفيداً"
لا تزال هذه العبارات مفتوحة وتعاونية —ومفيدة من دون أن تبدو غير واثقة— كما أنها تُبقيك في موضع السلطة.
3. "آسف على الإزعاج..."
أنت تقلل من قيمة رسالتك حتى قبل أن يقرأها أحد. في معظم بيئات العمل، المتابعة أو تقديم طلب يُعد جزءاً طبيعياً من المهام، وليس مصدر إزعاج.
قل بدلاً من ذلك:
ابدأ بهدف واضح:
"أردت المتابعة على ملاحظتي السابقة لأعرف إن كنت تمكنت من الاطلاع عليها."
"أحتاج لإبلاغ مديري بحلول يوم الخميس، لذا أردت التحقق من الأمر."
4. "لست خبيراً، لكن..."
قد تحاول أن تبدو متواضعاً، لكن هذه العبارة تجعلك تبدو غير مؤهل. وإذا كنت خبيراً فعلاً، فأنت بهذه العبارة تقوّض مصداقيتك.
قل بدلاً من ذلك:
إذا كنت ترغب في إظهار الانفتاح مع إيصال وجهة نظرك، جرّب:
"هذا ما ألاحظه بناءً على خبرتي."
"من الزوايا التي يمكن النظر منها إلى هذا الأمر..."
هذه العبارات تُظهرك واثقاً، وتمنحك بعض المرونة في حال لم تكن متأكداً بنسبة 100%.
5. "كنت أتساءل ما إذا كان بالإمكان..."
إذا كنت حذراً أكثر من اللازم، فقد يبدو طلبك أو فكرتك غير مهمة، ومن السهل تجاهلها.
قل بدلاً من ذلك:
الكثير من الموظفين يقدمون طلبات لبعضهم البعض يومياً في العمل. وإذا كان ذلك يجعلك تشعر براحة أكبر، فكّر فيه على أنه جزء ضروري من مهامك. كن مباشراً (ولطيفاً):
"هل سيكون مناسباً أن أطلب [طلب محدد]؟"
"هل يمكننا تحديد وقت الأسبوع المقبل للمناقشة؟"
كلما كنت أكثر وضوحاً، أصبح من الأسهل على الآخرين الرد عليك.
6. "أردت فقط المتابعة..."
كلمة "فقط" من أكثر الكلمات التي تُضعف رسالتك. مثل: "أردت فقط أن أضيف ملاحظتي بسرعة." أو "فقط أتابع..." وهكذا. إنها تقلّل من أهمية ما تقوله وتجعلك تبدو متردداً، حتى وإن كان طلبك مشروعاً تماماً.
قل بدلاً من ذلك:
مرة أخرى، كن واضحاً ومباشراً. جرّب:
"أتابع بخصوص الاقتراح الذي أرسلته. أود التأكيد على الخطوات التالية بحلول يوم الجمعة."
"فكرة إضافية للنظر فيها..."
التخلّي عن كلمة "فقط" يعزّز نبرة حديثك على الفور.
7. "سأحاول أن..."
هذه الصيغة توحي بعدم الالتزام. عندما أسمعها، لا أعلم ما إذا كنت ستحاول فعلاً أم أنك ستنجز المهمة. حتى وإن كانت نيتك حسنة، فقد تجعل الآخرين يشكّون في مدى التزامك.
قل بدلاً من ذلك:
استبدلها بلغة موجّهة نحو الفعل. جرّب:
"سأتولى ذلك بحلول يوم الخميس."
"سأقوم بتحديث الشرائح قبل اجتماعنا القادم."
8. "سعيد بالمساعدة في أي شيء تحتاجه."
تبدو هذه العبارة كريمة، لكنها قد تُعرّضك لأن تصبح الشخص الذي يُطلب منه تنفيذ المهام العشوائية أو منخفضة التأثير. وقد يتم تجاهلك عندما يحين وقت المشاريع المهمة، أو لا يُنظر إليك بجدية إذا لم توضّح نقاط قوتك أو تفضيلاتك.
قل بدلاً من ذلك:
لا تخشَ أن تكون واضحاً حتى وأنت تُبدي استعدادك للمساعدة. جرّب:
"يسعدني دعم العرض التقديمي أو المساعدة في التحضير لاجتماع العميل الأسبوع المقبل. ما الذي سيكون أكثر فائدة؟"
9. "قد يكون هذا سؤالاً غبياً، لكن..."
هذه أسرع طريقة لتقويض مصداقيتك وإظهار انعدام الثقة بالنفس. وإذا كان لديك سؤال، فهناك احتمال كبير أن يكون لدى شخص آخر نفس التساؤل.
قل بدلاً من ذلك:
اطرح سؤالك مباشرةً دون مقدمات محبطة. جرّب:
"سؤال سريع — أود معرفة كيف تنظر إلى [الموضوع المحدد]؟"
"فقط للتوضيح..."
احذر من استخدام لغة سلبية من هذا النوع. فأنت لا تريد من زملائك أن يسمعوا كلمة "غبي" ويربطوها بك بشكل لا واعٍ!