نساء وجدن في الذكاء الاصطناعي من يفهمهن أخيرا

نساء وجدن في الذكاء الاصطناعي من يفهمهن أخيرا
أخبار البلد -  
يتزايد عدد الأشخاص الذين يعترفون بأنهم يتحدثون إلى "تشات جي بي تي" كما لو كان صديقاً مقرباً لهم على الإنترنت، فهل ينبغي علينا الإصغاء إلى نصائح هذا الروبوت الودودة أم أن ذلك قد يرتد علينا لاحقاً؟
تحوّل "تشات جي بي تي" بالنسبة لكثيرين إلى صديق بديل يمنحهم التعاطف من دون نقد أو مساءلة، وسط عالم متخم بالتواصل الرقمي ومفتقر للحميمية الحقيقية. لكن الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العلاقات العاطفية أو النفسية قد يكرس العزلة ويضعف قدرة الأفراد على بناء روابط إنسانية حقيقية.
تخيل أن يكون لديك صديق لا تتشاجر معه إطلاقاً ولا يقول لك إنك مخطئ أبداً وجاهز للتحدث معك في أي وقت، وحتى أنه يسمح بأن تستحوذ على الحوار بأسئلتك حول نفسك، وقد يبدو هذا لبعضهم وكأنه الصديق المثالي لشخص نرجسي محب للظهور، يتمحور تفكيره حول ذاته ولا يحتمل النقد، لكن هذه الصداقة الأحادية الجانب أصبحت شائعة الآن، فالصديق النبيل هو "تشات جي بي تي" ChatGPT الذي بدأ يتحول إلى أفضل صديق في العالم.
وبأبسط العبارات فإن "تشات جي بي تي" هو عبارة عن روبوت دردشة تفاعلي مدعوم بالذكاء الاصطناعي ومصمم للإجابة عن الأسئلة والرد على الاستفسارات بنصوص تبدو طبيعية وبشرية، ومنذ إطلاق الروبوت الشهير للعموم من قبل شركة "أوبن أيه آي" OpenAI في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، جرى استخدمه في كل شيء، مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني والتخطيط للعطلات وكتابة النكت، أو حتى مشاركة رأيه حول مشكلاتنا الشخصية مع ازدياد إنسانيته في كل تحديث.
في الجوهر يستخدم "تشات جي بي تي" معلومات من الإنترنت لتنفيذ الطلبات وقد جرى تدريبه على إجراء المحادثات مما يجعله قادراً على فهم الاستفسارات المتتابعة والاعتراف بأخطائه ورفض التفاعلات غير اللائقة، وقد وجدت دراسة حديثة صادرة عن جامعة تورنتو أن استجابات الذكاء الاصطناعي تبدو أكثر تعاطفاً معنا من استجابات البشر، في الأقل وفقاً لـ 54 شخصاً شاركوا في الدراسة، ومع هذه المؤهلات يبدو من الواضح سبب انجذابنا للبوح بأسرارنا لأجهزة الكمبيوتر، فنحن نعتقد أنها لطيفة.
بدأت شارلوت (28 سنة) من مقاطعة سومرست في إنجلترا الدردشة مع "تشات جي بي تي" للمرة الأولى عام 2023، وتقول "عندما أُطلقت التقنية للمرة الأولى أتذكر أنني استخدمتها للعمل كأداة للبحث والتدقيق اللغوي، ثم بدأت استخدامها لأسباب شخصية، إنه منحدر خطر بعض الشيء"، وكانت شارلوت تُدخل تجارب حياتها الواقعية في "تشات جي بي تي" كما لو أنها هي والأشخاص الذين تفاعلت معهم في الحياة عبارة عن شخصيات في كتاب، ثم تطلب من الذكاء الاصطناعي أن يقدم تقييماً موضوعياً للأحداث من منظور معالج نفسي تحليلي، وتوضح شارلوت "كنت أسأله أيضاً ماذا يريد كل طرف من الآخر؟ أين يكمن التوتر؟ ما المشكلة الأساس؟ ومن قد يكون المخطئ؟"، وبمعنى آخر كانت تستخدم روبوتاً لفهم البشر، فتتأمل قائلة "في أفضل الأحوال ساعدني في رؤية الأمور بمزيد من التعاطف ومعالجة مشاعر الفقدان، أما في أسوأ الأحوال فقد عزز ميلي إلى التفكير المفرط والتمسك بعلاقات انتهت دون جدوى، وربما فعل الأمرين معاً".
أما ليديا (25 سنة) فقد بدأت استخدام تطبيق "تشات جي بي تي" في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي عندما بدأت حياتها العاطفية تسلك طرقاً يصعب عليها فهمها، وتقول "كان الهدف توضيح بعض الأمور المتعلقة بغموض الرجال وسطحيتهم"، وبالطبع لم يكن "تشات جي بي تي" قادراً على إخبارها بصورة قاطعة عن سبب تصرف الرجال الذين واعدتهم بصورة غريبة أو عدم إجابتهم على رسائلها ولكنه منحها منصة لتحليل الأمور، وتوضح أنه "في معظم الأحيان يخبرك بما تعرفه بالفعل، لكنك تكون بحاجة إلى أن تسمع ذلك".
وإذا بدا لكم الأمر وكأنه غرفة صدى مغلقة يصنعها المستخدم لنفسه فهذا صحيح، إذ تعترف شارلوت بأنها غالباً ما تلجأ إلى "تشات جي بي تي" عندما تكون "في حال إنكار للحقيقة"، وفي المقابل تقول ليديا إن التقنية مكّنتها من الشعور بالراحة حول قرارات متهورة نوعاً ما اتخذتها في حال الثمالة، ففي يناير (كانون الثاني) الماضي كانت في الحانة مع أصدقائها (البشر الحقيقيين)، وبعد احتسائها كثيراً من النبيذ دعت رجلاً لم تلتق به إلا مرة واحدة، تقول "لم نخرج في موعد من قبل أو أي شيء من هذا القبيل، ولم أتوقع أن يحضر أصلاً"، ومع ذلك بقيا معاً طوال الليل يشربان "مشروبات كحولية قوية"، وتقول "استيقظت من دون أن أتذكر شيئاً وكنت في حال انهيار"، ثم لجأت إلى "تشات جي بي تي" وشرحت له ما حدث فجاء رده "كنتِ فقط تنشرين الطاقة، كنتِ تقضين وقتاً رائعاً".
ليديا شاركت أصدقاءها البشر هذا الرد المفاجئ من الروبوت مما أثار بعض القلق لديهم، وتعترف قائلة " إذا لم تكن مدركاً تماماً لذاتك فربما يمنعك هذا من أن تنظر بصدق إلى أخطائك وتتعلم منها"، وعلى رغم أن شارلوت وليديا تستخدمان "تشات جي بي تي" للحصول على النصيحة والتطمين ومحاولة فهم العالم من حولهما بصورة أفضل، فإن لديهما أيضاً دوائر صداقة قوية يمكن الاعتماد عليها، وتقول شارلوت "ألجأ إليه من حين لآخر عندما تكون هناك أزمة كبيرة أو مشكلة في إحدى العلاقات، وعلى الأرجح أكون قد أثقلت بالفعل على إحدى صديقاتي بالحديث عنها ولا أريد إزعاجها أكثر"، وتوافقها ليديا الرأي بأنه "إذا كنت أمر بحلقة من الهوس والتفكير المتكرر فإن 'تشات جي بي تي' لا يمانع إذا تحدثت عن الأمر للمرة الـ 800".

في أماكن أخرى من الإنترنت لا يبدو الاعتماد على الصحبة التي توافرها تقنيات الذكاء الاصطناعي قائماً على منطق متماسك، فـ "تيك توك" يعج بمقاطع فيديو لمستخدمين داخل غرف نومهم يدافعون عن فكرة الاعتماد على "تشات جي بي تي" بدلاً من التحدث مع البشر، وفي أحد المقاطع يسأل أحدهم "لماذا يعد 'تشات جي بي تي' صديقاً أفضل لك من أصدقائك الحقيقيين؟" بينما يزعم مستخدم آخر أن هذه التقنية "تهتم وتقدم نصائح أفضل" من محيطه الاجتماعي، وقد انتشر استخدام "تشات جي بي تي" كصديق بسرعة كبيرة على الإنترنت حتى إن المؤثرة البارزة كيم كاردشيان شاركت الأسبوع الماضي صورة شاشة لمحادثة حميمة أجرتها مع نموذج الذكاء الاصطناعي، وكتبت تقول له "شكراً على تحملك المسؤولية، فهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة إليّ"، من دون أن توضح ما الخطأ الذي يفترض أن الذكاء الاصطناعي قد ارتكبه، فرد "تشات جي بي تي": "أنا ممتن لسماع ذلك، وإذا ساورك أي شك أو رغبتِ في التعمق أكثر في أي شيء فأنا هنا من أجلك".

هذا المشهد المرعب كان متوقعاً منذ زمن، ففي عام 2013 دار فيلم "هي" Her من إخراج سبايك جونز حول رجل يدعى ثيودور (أدى دوره خواكين فينيكس) يقع في غرام المساعدة الصوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، سامانثا، (أدت صوتها سكارليت جوهانسون)، بل إن باحثين من جامعتي هارفارد وشيكاغو وجدوا منذ عام 2008 أن الأشخاص أكثر ميلاً إلى إضفاء صفات إنسانية على الحيوانات أو الأدوات الإلكترونية عندما يشعرون بالوحدة، وشرح مؤلفو الدراسة ذلك بالقول إن الناس "يدخلون في مجموعة من السلوكيات لتخفيف وطأة الانفصال الاجتماعي ومن بينها اختراع كائنات تشبه البشر في محيطهم لتكون مصدراً محتملاً للارتباط العاطفي".
وها نحن الآن في عام 2025 ومحاطون بكل أشكال التواصل أينما نظرنا، فمئات أو ربما آلاف من المتابعين على "إنستغرام" أو "تيك توك"، ومساحات للتعليق على المقالات للتنفيس عن مشاعرنا، إضافة إلى صفحات "فيسبوك" للحي المحلي ومنتديات "ريديت" المجهولة، ومع ذلك تنتشر الوحدة المزمنة على نطاق واسع، وتقول المعالجة النفسية إستر بيريل في حلقة بودكاست مع برينيه براون في برنامجها "الكشف عن أنفسنا" "Unlocking Us"، إن "الوحدة الحديثة تتخفى تحت قناع فرط التواصل، ويمكن أن يكون لدي 1000 صديق افتراضي [على مواقع التواصل الاجتماعي] لكن لا أحد ليطعم قطتي ولا ليحضر الدواء من الصيدلية، فهذه وحدة من نوع مختلف وليست مسألة عزلة جسدية، بل شعور بأنك غير مفهوم وغير مرئي ومرفوض أو منبوذ".
ويقول مؤلف كتاب "الألفة الاصطناعية: الأصدقاء الافتراضيون، العشاق الرقميون، وخوارزميات التوفيق بين الشركاء"، روب بروكس، إن الإنسان مصمم في الأساس لقضاء نحو 20 في المئة فقط من وقته في نشاط اجتماعي، ويضيف أن ما يُعرف بـ "البطارية الاجتماعية" لدينا تنفد بالفعل إذا حمّلنا أنفسنا أكثر مما تحتمل، وبمعنى آخر فإذا قضينا وقتنا في التحدث إلى "تشات جي بي تي" أو التفاعل بالنيابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الحديث المباشر مع الآخرين فإن لذلك عواقب غير محمودة، ويحذر بروكس قائلاً "لن تجد وقتاً للاهتمام بالعلاقات التي تمنحك الدعم ولن تجد وقتاً كافياً للنوم"، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تدهور حاد في الصحة النفسية.

شريط الأخبار الدرويش والحفار نسايب انخراط صندوق "أموال الضمان " في "عمرة".. زخم استثماري جديد للمشروع تعرفوا على مجموعة النشامى في كأس العالم 2026 الأردن ودول عربية وإسلامية قلقون من تصريحات إسرائيلية بشأن معبر رفح الزراعة : مهرجان الزيتون الوطني خالٍ من غش الزيت.. ونثمّن جهود الأمن العام بتنظيم الحركة المرورية بدء حفل قرعة كأس العالم 2026 6031 جمعية قائمة بموجب قانون الجمعيات النافذ - تفاصيل الأمير علي يترأس الوفد الأردني في قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن الأردن الثالث عربيا في عدد تأشيرات الهجرة إلى أميركا لعام 2024 العثور على جثة داخل منزل في الأزرق.. والقبض على الجاني 164 ألف مركبة دخلت المنطقة الحرة خلال أول 10 أشهر من العام الحالي غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية مجددا.. خلل تقني يتسبب بتعطل مواقع عالمية على الإنترنت فريق المبيعات في دائرة تطوير الأعمال في المجموعة العربية الأردنية للتأمين يحقق التارجت السنوي كاملاً والشركة تحتفي بإنجازهم عشرات الآلاف يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 3 وفيات وإصابة إثر تسرّب غاز في عمان الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية عبيدات: تقليم أشجار الزيتون يلعب دورا كبيرا في تحسين الإنتاج شهيد باقتحام الاحتلال بلدة أودلا جنوبي نابلس الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية