أخبار البلد -
أثارت قضية إعدام فتاة وشاب بتهمة الزواج دون إرادة الأسر في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان موجة من الغضب على وسائل التواصل الإجتماعي. وتخيّم حالة من الغضب والحزن في أوساط رواد وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن نشرت مشاهد مصوّرة تظهر إعدام الفتاة وسط تجمع للمشاهدين.
وبعد الغضب العارم بين المواطنين حيال القضية قالت الحكومة المحلية في إقليم بلوشستان إن القضية تحت المراقبة وأنها اعتقلت الرجل الذي أطلق النار على الفتاة، وهي تحاول أن تعتقل أيضاً أعضاء الاجتماع القبلي الذي قرّر قتلهما بحكم أنها تزوجا دون رضى أسرتَي الفتاة والشاب.
وقال رئيس الوزراء في الحكومة المحلية سرفراز بكتي، في بيان له، إنّ الحادث مأساوي للغاية، وإنّه وقع قبل أيام ولكن جاء إلى العلن الآن، مؤكداً أن الحكومة شنت حملة اعتقالات ضدّ كل من ساهم في عملية الإعدام وقد اعتقلت الجاني الذي أطلق النيران على الفتاة وهو أخوها.
وتظهر المشاهد المصورة أن مجموعة بحدود 50 شخصاً مع عدة سيارات وقفوا في وسط صحراء ثم يُنزل شخص فتاة تلبس ملابس محلية ولتقف أمام الحضور متوجهة نحو الصحراء وسط أصوات وضجيج، ثم يطلق عليها شخص وابلاً من الرصاص ويرديها قتيلة، بينما تظهر مشاهد أخرى شاباً قد قُتل أيضاً على مقربة من الفتاة.
وقال مصدر قبلي في المنطقة لـ"العربي الجديد"، إنّ فتاة بلوشية تدعى شيتل بلوش عمرها تقريباً 26 عاماً، كانت تحب شاباً من قريتها يسمى زرك بلوش، وكانت أسرته لا ترضى بزواجها به، وانتظرت الفتاة سنوات ولكن الأسرة كانت ترفض، فتزوجت بعيداً عن أنظار أقاربها منذ ستة أشهر. وحاولت الأسرة الوصول إليهما حتى تمكنت منهما، ثم انعقد مجلس قبلي وقرّر قتل الشاب والفتاة وهو ما حصل فعلاً.
وأثارت القضية غضباً عارماً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقول الناشط إيمل عبد الله على صفحته في فيسبوك: "أي إجرام هذا؟ على العرقية البلوشية التي تعمل من أجل الانفصال عن باكستان والاستقلال أن تعمل من أجل الاستقلال من هذه العادات الإجرامية".
فيما تقول الكاتبة والإعلامية تهمينة كوثر رانا على صفحتها على فيسبوك أيضاً: "أنا أسجل الدعوى في محكمة الشعب والحكومة وأقول هذه الفتاة تعرضت للقتل فقط لذنب أنها تزوجت بإرادتها وتريد أن تعيش مع شخص هي تحبه، هل هذا ذنب يا ناس؟ هل المحبة ذنب؟ هل الزواج مع شخص تراه الفتاة لنفسها مناسباً ذنب؟ في هذه البلاد أصل الذنب الكبير أن تكون فتاة وامرأة". وتتسائل الكاتبة حول دور المعنيين بحقوق الإنسان، وأولئك الذين يرفعون أصواتهم من أجل مصالح سياسية، لماذا لا يعملون من أجل الإنسانية وكرامة المرأة.
وأثار الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أسئلة كثيرة حول القضية، معربين عن خيبة أملهم حيال ما تقوم به الحكومة والمعنيين بحقوق الإنسان، كما انتقد الكثيرون العادات القبلية واعتبروا التخلص منها حياة حقيقة للمرأة القبلية.
إعدام شاب وفتاة تزوجا ضد رغبة القبيلة يثير الغضب في باكستان