عايش: من غير المنطقي ربط امن الطاقة بمزاج سياسي متقلب وما جرى مع مصر خير دليل
عايش: الأردن لديه بديل غاز مع قطر والتي ستمد سوريا به
راكان الخوالدة - قال الخبير الاقتصادي حسام عايش إن اتفاقية الغاز التي وقعها الأردن مع إسرائيل لمدة 15 عامًا بقيمة 15 مليار دولار، بواقع نحو مليار دولار سنويًا، تمثل أحد مصادر توليد الكهرباء في الأردن، وتسهم في توفير نحو 250 مليون دينار سنويًا مقارنةً بالأسعار العالمية المرتفعة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى نوع من الاستقرار في كلفة الطاقة.
إلا أن عايش حذر وفق تصريحات خاصة لـ"أخبار البلد" من الاعتماد المفرط على الغاز الإسرائيلي، معتبرًا أنه "رغم كونه مصدرًا للطاقة، إلا أنه الأكثر انعدامًا لليقين" في ظل سلوك إسرائيل "المنفلت من أي التزامات قانونية أو إنسانية"، إذ قد تتحلل من الاتفاقية لأي سبب، سواء لأسباب عسكرية تتعلق بالمجهود الحربي، أو في حال انخفاض مخزونها من الغاز.
وأشار إلى أن تجربة مصر مع إسرائيل دليل واضح، حيث قامت الأخيرة سابقًا بتقليص أو وقف صادراتها من الغاز لمصر، دون أن يمنعها وجود اتفاقيات ملزمة.
وشدد عايش على أن الأردن بحاجة ماسة لتنويع مصادره الغازية، والاستثمار في مشاريع محلية مثل حقل الريشة، الذي قد يلبي نحو 50% من حاجة المملكة بحلول عام 2030، رغم محدودية الكميات المتاحة حاليًا. كما دعا إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة التي تشكل حاليًا نحو 30% من مزيج الطاقة في المملكة، لكن استخدامها يتطلب تقنيات تخزين تضمن استدامتها خارج أوقات الإنتاج كضوء النهار أو هبوب الرياح.
الأردن لديه بديل غاز مع قطر والتي ستمد سوريا به
كما طالب بإعادة إحياء ملف الصخر الزيتي، سواء من خلال المشاريع القائمة مع شركات صينية أو عبر استثمارات محلية، لما يشكله من مصدر مهم للطاقة البديلة. ودعا أيضًا إلى تعزيز التعاون العربي في ملف الطاقة، مثل استيراد الغاز من قطر أو الجزائر، أو التعاون مع العراق لاستخدام الغاز المصاحب لعملية استخراج النفط، والذي يذهب حاليًا سدى بكمية تصل إلى 4 مليارات متر مكعب.
وفي ظل الوضع الإقليمي المتأزم، حذر عايش من غياب الأمن الطاقي، خصوصًا في حال توسع الحرب الإسرائيلية على غزة، وما قد يرافقها من تصعيد في المنطقة، مثل استهداف حقول النفط أو تعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو ثلث صادرات النفط العالمية.
مطالبة باحياء الصخر الزيتي وتعزيز التعاون العربي في ملف الطاقة من خلال استيراد الغاز من قطر او الجزائر
وأكد في ختام حديثه على ضرورة أن يتحرر الأردن من الابتزاز السياسي والاقتصادي المرتبط بمصادر الطاقة، وأن يضع أمنه الطاقي في مقدمة أولوياته، من خلال بناء احتياطات استراتيجية كافية من الغاز والمشتقات النفطية، وتوقيع اتفاقيات بديلة تحمي المملكة في أوقات الأزمات، مشددًا على أن "السلوك الإسرائيلي في التحلل من الاتفاقات يجعل من غير المنطقي ربط أمن الطاقة الأردني بمزاج سياسي متقلب لا يحترم المواثيق الدولية".