يُنظر إلى هؤلاء العاملات بازدراء في كثير من الأحيان، باعتبارهن فتيات أنيقات في عالم فاخر، حيث يتزلجن طوال اليوم، ويسهرن في الحفلات طوال الليل، لكن الواقع بالنسبة لغالبيتهن أقل بريقًا.
من هنّ "فتيات الشاليه"؟
يجسّد فيلم "فتاة الشاليه" (Chalet Girl) من عام 2011 نظرة الكثيرين تجاه هذه المهنة، حيث لعبت الممثلة تامسين إيغيرتون شخصية "جورجي" كفتاة شاليه نموذجية، إذ كانت أنيقة، وساذجة، وتُغازل الضيوف، ومهووسة بالشرب حتى ساعات الصباح الباكر.
وأكّد آندي ستورت من "VIP Ski" "ليس لهذا الفيلم علاقة إطلاقًا بصناعة الضيافة اليوم"، بينما وجدعدد من مضيفي الشاليهات، الحاليين والسابقين، في حديث معCNN،أنّ النساء لا يزلن يهيمنّ على الوظيفة، لكن عدد الرجال العاملين فيها آخذ في الارتفاع.
كما أنّ زيادة مستوى الاحترافية والتنافس على هذا الدور أدّت إلى تراجع الصور النمطية المرتبطة بمضيفي الشاليه كمحبي الحفلات الصاخبة.
وقالت مضيفة تعمل حاليًا في شاليه فاخر بمنتجع فرنسي "قضيتُ أسبوعًا لم أنم فيه سوى ثلاث ساعات فقط"، وأضافت: "لا يُمكن أن تبدو بمظهرٍ سيء، وأن تفوح منك رائحة الكحول أمام هؤلاء الضيوف الرائعين.. يجب أن تكون مُتماسكًا، لذا هناك حدود لما يُمكنك القيام به".
لكن رأى موظفو الشاليهات أنّه رُغم تراجع الجوانب الممتعة في العمل، إلا أنّها لم تختف تمامًا.
وشرحت كروذر، التي عملت كطاهية سابقة في شاليه فرنسي فاخر "كنّا بحاجة إلى التنفيس عن بعض الضغوط بالتأكيد".
وظيفة مخصصة لأبناء الطبقة الراقية؟
لطالما انحدرت "فتيات الشاليه" حصريًا من الطبقة الراقية، ولكن يصعب تحديد إلى أي مدى يظل الأمر قائمًا اليوم.
وذكرت المؤسِّسة المشاركة والمديرة الإدارية لشركة "Consensio Chalets"، سيري تينلي "هذه الصورة النمطية لا تتوافق مع تجربة التوظيف عندنا".
وقالت المضيفة التي تعمل في شاليه بفرنسا عن خلفية زملاء لها: "الكثير من الأشخاص ينحدرون من خلفيات مرموقة، خاصةً إذا كانوا من بريطانيا".
ماذا تفعل "فتيات الشاليه" على أرض الواقع؟
يعيش ضيوف الشاليهات في رفاهية، ولكن لا ينطبق الأمر ذاته على المضيفات.
وأوضحت مضيفة شاليه حالية "أنت تعمل في قطاع الرفاهية، لكنك لست ضيفًا".
يبدأ يوم الموظفين غالبًا بمشي صباحي شاق يدوم بين 20 و30 دقيقة صعودًا على الجبل وسط الثلوج.
وخلال فترة عملها كطاهية في شاليه فاخر بمنتجع "ليه جيه" الفرنسي، كانت كروذر تقيم في مساحة سكنية تقع أسفل حانة.
وقالت "في بعض الأيام، لم نكن نستطيع النوم حتى الرابعة صباحًا تقريبًا بسبب الضجيج. كنّا نضطر لوضع سدادات أذن".
تبدأ أيام العمل عادةً قبل السابعة صباحًا، وغالبًا ما تنتهي بعد منتصف الليل.
خلال هذه الفترة، يُحضّر الموظفون وجبات الطعام، ومعدات التزلج، والمشروبات للضيوف، ويُنظّفون المكان، ويُرتّبون الأسرّة، ويبذلون قصارى جهدهم لقضاء بعض الوقت على المنحدرات كلما أمكنهم ذلك.
في المقابل، يتوقع الضيوف الذين يدفعون أكثر من 3 آلاف دولار للشخص الواحد أن تُلبّى جميع احتياجاتهم.
وقالت هوغ عن فترة عملها كمضيفة في شاليه فاخر: "لا مجال للرفض، فهي عبارة عن خدمة رفيعة المستوى".
أما عندما يأتي الأمر للأجور، فهي ليست مرتفعة بشكل عام.
وأفاد البعض أن رواتبهم الشهرية تبلغ حوالي ألف جنيه إسترليني (1،325 دولارًا أمريكيًا)، وهو ما قد يكون أقل من الحد الأدنى للأجور في المملكة المتحدة عند أخذ ساعات العمل بعين الاعتبار.
وعادةً ما يُضاف إلى هذا الراتب إكراميات قد تفوق قيمة الراتب الشهري.