وحصل الخشاشنة (مرشح قائمة "وطن") على 3972 صوتا، متفوقا على منافسه الرئيسي الدكتور طارق التميمي الذي مثّل قائمة "طموح"، والذي حصل على 3411 صوتا.
أما بالنسبة لعضوية مجلس النقابة، ففازت قائمة "وطن" بتسعة مقاعد، بينما حصلت قائمة "طموح" على مقعدين فقط.
وفاز بعضوية مجلس النقابة، كل من الأطباء، حازم القرالة (5088 صوتا)، مظفر الجلامدة (4843 صوتا)، طارق الخطيب (4717 صوتا)، محمد عبد الرحمن (4713 صوتا)، صدام الشناق (4632 صوتا)، ياسر القضاة (4593 صوتا)، محمد الطراونة (4357 صوتا)، شوقي صبحة من مقعد القدس (4149 صوتا)، شادي بني هاني (4109 صوتا)، كاتبة الربضي (4032 صوتا)، بلال العزام (3999 صوتا) ومحمد الكوفحي (3919 صوتا). فيما حاز عضوية الاحتياط الأول الدكتور محمد الفاعوري، وعضوية الاحتياطي الثاني الدكتور شاهر أبو هديب، وكلاهما من قائمة "وطن".
رقم غير مسبوق
إلا أن ما ميّز الانتخابات الحالية، هو الرقم غير المسبوق الذي شهدته الانتخابات، بمشاركة 8036 طبيبا وطبيبة من بين 17200 يحق لهم الاقتراع من أصل 46 ألف عضو، وهو أعلى رقم في تاريخ النقابة.
كما أسفرت النقابة عن رقم آخر غير مسبوق، وهو حصول الدكتور حازم القرالة على أعلى عدد أصوات في تاريخ انتخابات نقابة الأطباء منذ تأسيسها، بحده 5088 صوتا.
في حين ظهر غياب واضح للمرشحين المستقلين، وممثلي القائمة الخضراء التقليدية التي سيطرت في مجالس عدة على المشهد في نقابة الأطباء.
واستفادت قائمة "وطن" من تنظيمها القوي وتحالفاتها الواسعة التي ضمت تيارات وطنية ويسارية، ما مكّنها من جذب قاعدة انتخابية عريضة.
وجاءت قائمة "وطن" بعد تحالف القائمة المهنية المستقلة وتيار "نمو" قبل أسابيع من موعد الانتخابات، ما منح زخما قويا لهذا التحالف الذي بسط سيطرته على النتائج، باستثناء مقعدين ذهبا لقائمة "طموح" وهي القائمة البيضاء القديمة.
وركزت قائمة "وطن" في حملتها الانتخابية على قضايا تهم الأطباء، مثل تحسين الأجور، وتطوير البنية التحتية الصحية، وتعزيز حقوق الأطباء في مواجهة التحديات المهنية.
وفي ظل وجود شخصيات بارزة وذات خبرة نقابية مثل الدكتور عيسى الخشاشنة، الذي يحظى بشعبية واسعة بفضل مواقفه الداعمة للأطباء، وهو ما أسهم في تعزيز ثقة الأطباء الناخبين.
وعاد من المجلس السابق، كل من الدكتور حازم القرالة، والدكتور مظفر الجلامدة، والدكتور صدام الشناق، والدكتور طارق الخطيب الذين تميّزوا بسجل مهني قوي ونشاط نقابي بارز، ما جعلهم خيارا مفضلا لدى الأطباء.
واعتمدت قائمة "وطن" على حملات إعلامية مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك موقع "فيسبوك"، حيث نشرت برامجها ورؤاها للمرحلة المقبلة، وهو ما عزز من حضورها.
وركزت حملات القائمة على قضايا ملحة مثل تحسين بيئة العمل، وزيادة المخصصات المالية للنقابة، وتطوير الخدمات الصحية وإيجاد حلول جذرية لمشاكل الأطباء في القطاعين العام والخاص، ما لاقى صدى لدى الناخبين.
وأظهرت الانتخابات الأخيرة، مشاركة واسعة من الأطباء في مختلف المحافظات، في حين ساعد هذا التوزيع، قائمة "وطن" على حشد أصوات من مناطق متعددة، خصوصا في العاصمة التي تضم العدد الأكبر من الأطباء.
تحديات قديمة وجديدة
وفي المحصلة، فإن أمام مجلس النقابة الجديد، تحديات ورثها من مجلس النقابة الماضي- الذي شاب عمله بعض التقلبات في الآراء والقرارات- ستشكل اختبارا لقدرته على تحقيق تطلعات الأطباء، من أبرزها، تحسين الأوضاع المالية للأطباء الذين يعانون من تدني الأجور مقارنة بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، خاصة في القطاع العام.
ويُطالب أطباء القطاع الخاص بمراجعة لائحة الأجور التي تعتبر من أهم القضايا التي تمس مهنتهم وحياتهم.
ويواجه القطاع الصحي تحديات قانونية، مثل الدعاوى القضائية المرتبطة بالأخطاء الطبية، ما يتطلب من النقابة تقديم دعم قانوني أقوى وتطوير تشريعات تحمي الأطباء دون التهاون في المسؤولية المهنية.
كما تبرز الحاجة لتنظيم ممارسة المهنة، خاصة مع تزايد أعداد الأطباء وتداخل عمل الأطباء الاختصاصيين، لضمان الحفاظ على معايير الجودة.
وشهدت السنوات السابقة توترات داخلية في نقابة الأطباء، بما في ذلك حلّ المجلس في عام 2020 بقرار حكومي، حيث يتعين على المجلس الجديد تعزيز الوحدة بين الأطباء، وتجنب الصراعات السياسية أو الفئوية التي قد تعيق العمل النقابي.
وعلى مجلس النقابة الجديد، الاستجابة لتطلعات الأطباء الشباب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من الهيئة العامة، وهم يطالبون بفرص تدريب أفضل، وتحسين ظروف العمل، وزيادة الفرص المهنية في الخارج.
ويحتاج المجلس إلى برامج مخصصة لدعم هذه الفئة لضمان استمرارية المهنة.
كما أن التعامل مع الأزمات الصحية المستقبلية هو في صلب التحديات الملقاة على كاهل مجلس النقابة الجديد، خصوصا بعد تجربة جائحة كورونا، إذ أصبح من الضروري أن تكون النقابة في صدارة الجهود لتطوير خطط طوارئ صحية، بما يضمن حماية الأطباء والمرضى في حال تكرار مثل هذه الأزمات.
ويطالب أطباء، مجلس نقابتهم الجديد، بإعداد إستراتيجية شاملة عبر وضع خطة عمل واضحة تركز على تحسين الأوضاع المالية والمهنية للأطباء، مع تحديد أولويات قابلة للقياس.
وشددوا على أهمية التعاون مع الجهات ذات العلاقة عبر بناء شراكات قوية مع وزارة الصحة والجهات الحكومية لدعم مشاريع تطوير القطاع الصحي، بالإضافة إلى دعم الأطباء الشباب من خلال إطلاق برامج تدريب وتأهيل تستهدف هذه الفئة من حديثي التخرج لتعزيز مهاراتهم المهنية.
الغد