نفتح اليوم الصفحة الثالثة من كتاب الفوسفات بين روايتين حيث عاد ملف الشركة مرةً أخرى على صفيحٍ ساخن إلى السطح وخصوصاً بعد الحديث الذي أدلى به رئيس مجلس الإدارة الدكتور محمد الذنيبات وتصريحاته التي نحاول أن ندققها ونمحصها من جديد ونقصد هنا تصريحاته في برنامج "نيران صديقة" والذي أذيع على تلفزيون عمان TV مع الاعلامي الدكتور هاني البدري وبعدها أدلى المهندس عامر المجالي بحقائق ومعلومات تفند تصريحات الدكتور محمد الذنيبات في مقالة جريئة حملت عنوان "زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون" حيث وضع المجالي النقاط على الحروف وقرأ المشهد كما هو دون زيادة أو نقصان مقدماً (10) معلومات يفند بها ما قاله زميله الذنيبات ، وبعدها قدم الدكتور أمجد العوران الخبير والاستشاري الإداري في مجال إعداد الدراسات والهيكلة وأنظمة الصناديق رواية ثالثة مهمة على برنامج قضايا ساخنة للإعلامي محمد الحباشنة قررت الصورة وجعلتنا ننظر إليها من أبعادها المختلفة بهدف الوصول للحقيقة حيث أصبحت سردية الفوسفات وحكايتها بين عدة روايات حيث حملت الحلقة الاولى عنوان " معلومات ذكرها محمد الذنيبات جعلت الوزيرة سهير العلي على ألسنة الناس في الأردن" فيما حملت الحلقة الثانية عنوان نجاحات وليد الكردي في الفوسفات .. بناء وشراء الشركات الحليفة والتابعة ما رأي الذنيبات ؟" واليوم نتحدث عن الحلقة الثالثة لنكشف به أو نفند به ما قاله الدكتور الذنيبات الذي يحاول إخفاء العملية الجراحية الكبرى لهيكلة الفوسفات التي كانت سبباً بتوفير مئات الملايين ومعالي الدكتور الذنيبات وللأسف قال في برنامج نيران صديقة أنه صاحب السبق الوحيد في تحقيق مئات الملايين من الأرباح في منهجية للسرد لا تعترف مطلقاً بالعمل الجماعي وتغفل عن قصد دور أصحاب السبق والفضل في المجالس السابقة ومنهجية الذنيبات في الطرح لا تتوافق مطلقاً مع الشرع والدين والحق في عدم الإعتراف بأصحاب الفضل في المجالس السابقة والله ذكر كثير من الآيات التي تنكر فضل الآخرين ودورهم وخيرهم ولا مجال بذكر تلك الآيات فالدكتور الذنيبات يحفظها عن ظهر قلب وتعلمها وعلمها وندخل هنا لسردية الدكتور العوران الذي قدم رأي موضوعي علمي واضح محدد والذي كان صادقاً في توصيف المشهد في كل أبعاده وتحديد الأولويات في نقل الروايات الذي قال عن الهيكلة التي وصفها بالعملية الجراحية الكبرى كمرحلة أساس وقاعدة وبناء تجرع مجلس الادارة فيها السم وكان جندياً مجهولاً تحمل على ظهره كل العبىء والمعاناة والخسائر في بداية مشروع الهيكلة الذي اصبح لاحقاً مدراً لمئات الملايين كأرباح في عهد الذنيبات الذي نشط في هذا المضمار مستثمراً هذه الفرصة والنتيجة ولم يذكر اي فضل لمن سبقه في هذا الانجاز بل على العكس واصل فتح رشاش هجومه على المجلس السابق مسلطاً الضور على فترته مخالفاً منهجية قوله تعالى "هل جزاء الاحسان الا الاحسان" وقوله " ولا تنسوا الفضل بينكم ".

وفي ضوء ذلك سنلقي الضوء على إنجازات كبرى تحققت في زمن المجلس السابق برئاسة م . عامرالمجالي وقبل ان يدخل الذنيبات لإدراة الشركة بسنوات:-

وهي مرحلة اتسمت بالبحث والتقصي بهدف تحديد المشاكل التي تواجه الشركة في ذلك الوقت حيث جمع العديد من الخبراء من شركة الفوسفات والشركات الحليفة خصوصاً الشركة اليابانية وتبين بعد التقصي وجود معوقات عددية ونوعية تواجه الشركة ومنها وأهمها في ذلك الوقت التضخم الشديد في عدد الموظفين الذي زاد عن 4000 موظف تقريباً، وتضخم في قيم الرواتب التي وصلت في ذلك الوقت الى 123 مليون دينار وتوقع زيادة سنوية ثابته بسبب الانظمة بين 5% إلى 9%، مما يعنى تضاعف كلفة الرواتب التي بلغت ما يقارب ضعف رأس المال تقريبا في ذلك الوقت الامر الذي سيؤدي إلى إنهيار الشركة، مما دفع المجلس لإنتهاج السياسة التالية لمعالجة هذا الواقع في الشركة:-

1- قرر المجلس استدعاء خبراء من الشركات الحليفة وهي الشركة اليابانية وهم الدكتور امجد العوران والمهندس سرمد ابوليلي ليرأسوا فريق عمل في الفوسفات مكون من مدير الموارد البشرية السيد ليث القصير ومحامي الشركة وممثل عن النقابة.

2- قرر المجلس الاشراف مباشرة على خطوات العمل من خلال لجنة من المجلس نفسه نخص بالذكر الدكتور منذر حدادين والذي كان له اشراف مباشر على العمل وتعامل وتداول يومي لمدة شهور مع فريق العمل وكان لمعالي عبد الكريم الملاحمة دوراً خاصة وقوياً في دعم الفريق كذلك كان لمشاركة السيد محمد المنيفي ممثل الكويت في المجلس وباقي اعضاء المجلس الكرام اكبر الاثر، وكذلك السيد خالد زاهر رئيس النقابة والذي قدم كل الدعم من جهة النقابة لمشروع الهيكلة.

3- استخدم المجلس قاعدة الشك المستمر لكل نتائج الدراسة ، بل وطلب خبراء من خارج الشركة للتأكد من سلامة الدراسة وكلف معالي الدكتور منذر حدادين للاشراف المباشر اليومي وكان للدكتور حدادين حساسية مفرطة في اختبار البيانات لمرات عدة، بل وكان يجمع فريق الدراسة لمواجهة مع الفريق المالي امامه.

4- قامت الدراسة على نظام حوافر معدل لنظام نهاية الخدمة الموجود اساساً مرناً وليس اجباريأ، بل اختياري يقوم على مبدأ تقليل مدة حضانة الموظف بخروج اختياري مريح ومكسب للطرفين، حوّل الشركة الى شركة رشيقة بنصف العدد السابق وبنصف الكلفة وبسلم رواتب جديد ومناسب للسوق.

5- عرف المجلس السابق ان قراره صعباً وسيظهر خسائر في مرحلة الهيكلة الاولى وعلم المجلس انه سيدفع ثمناً اعلامياً ، الا ان قرر التعامل بمسؤولية وكجندي مجهول يعمل بحيث يحصد النتائج من يليه.

6- حصلت الدراسة على موافقة مجلس الادارة بالاجماع بما فيها ممثلي بروناي والكويت والضمان والحكومة والقطاع الخاص.

وهي المرحلة الاهم والتي كان المجلس السابق برئاسة المجالي يعلم يقيناً انها ستظهر قريباً وبوفر بمئات الملايين، وهذه المرحلة هي المرحلة التي تسلم معالي الذتيبات الادارة وكان فيها ما يلي من نتائج :-

1- نزل عدد الموظفين الى اكثر من النصف بفضل الله اولاً، ثم المجلس السابق وحولت الشركة الى شركة رشيقة ومرنة.

2- نزلت كلفة الموظفين الى النصف الامر الذي سبب وفراً وربحاً هائلاً بمئات الملايين وهذا ايضا انجاز للمجلس السابق برئاسة المجالي، وليس للمجلس الحالي برئاسة الذنيبات في هذه ارباح الهيكلة ناقة ولا جمل.

3- عودة الشركة الى الرشاقة ووجود سلم رواتب جديد ومناسب اعطى الفرصة للتعيين من جديد، وهذا ما استفاد منه الذنيبات الا انه انقلب على سلم الرواتب وحرم الكثير من الموظفين الجدد من الكثير من الامتيازات السابقة.

4- النتائج الحالية للشركة من ارباح وغيره كان نصيب الاسد للهيكلة التي وهبها المجلس السابق لادارة الذنيبات، ولا ننسى فضل الادارة الحالية في وفر التعدين على الارباح ايضاً.

واننا بعد ذكر كل ما سبق من انجازات للمجلس السابق وللهيكلة، وبعد سماع الرواية الثالثة والمخفية للدكتور امجد العوران، نطرح السؤال التالي لمعالي الذنيبات :-

ماذا لو قمنا بإعادة تعيين وهمي لكل موظف خرج؟، أو تخيّلنا ان المجلس السابق لم يفعل شيئاً، فماذا سيكون حالك وحال ارباح الشركة؟ ولمعالي الدكتور الذنيبات كل الحق في الرد ان استطاع الرد على هذا السؤال.

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة التي نفصل فيها عملية الأردنة الكبرى لشركة الفوسفات التي قام بها المجلس السابق برئاسة المجالي بالتعاون مع حكومة عبد الله نسور.