كتب أسامه الراميني
"ربيع ساخن" أقرب ما يكون إلى طوفان نقابي تعيشه هذه الأيام نقابة المقاولين التي ستفتتح موسم الأعراس الإنتخابية النقابية في دورة اليوبيل الفضي الخامس والعشرين في انتخابات لم تعشها هذه النقابة من قبل ولن تعشها في ظل وجود متغيرات وأدبيات وقرارات وتعليمات لهذا العرس بوجود عريسين متنافسين بكتلتين مكتملتين أحدها كتلة العمل والانجاز والثانية كتلة المقاول .
كتلة العمل والانجاز يقودها النقيب الحالي فؤاد الدويري والنقابي لأكثر من دورة عبد الحكيم البستنجي وآخرين لهم شأن ووزن كبير في الكتلة وبعضهم شغل مناصب نقابية في المجالس السابقة مثل الدكتور أنس القروم والمهندس رفيق مراد والمهندس عزمي ازريقات وآخرين ، وبالمقابل فإن الكتلة الأخرى "المقاول" لا تقل شأناً عن كتلة العمل والإنجاز فهي بقيادة وائل طوقان والنقابي معروف الغنانيم.
الهيئة العامة ومنذ أكثر من شهر وهي تموج بالأفكار والتحاليل والرؤية حول واقع الانتخابات كل يدلي بدلوه ويحاول تفسير وتبرير هفوات أو نظرات لكلتا الكتلتين.
ولا نبالغ أبداً إذا ما تم وصف مشهد مرحلة الاتعداد للإنتخابات التي بدأت عقاربها باستخدام العد التنازلي والعكسي بأنها مواجهة ومعركة تستخدم بها كافة الرهانات والأسلحة على كافة المستويات ولكل كتلة أشياع وأنصار مؤازرين ومريدين ومؤيدين وكل طرف يقدم نفسه بأنه صاحب المبادرة وصاحب الغلبة والاكثر انجازاً ونشاطاً وعملاً بإعتباره متسيداً للمشهد والميدان ولكن تبقى المعركة التي ستقام يوم الجمعة مواجهة سيتم فك بها الألغاز والطلاسم والأسرار والخفايا وستكشف حقيقة وزن وميزان كل كتلة.
الكتلتان قامتا بعملية مسح ضوئي والكتروني وجغرافي لحدود الوطن بكل محافظاته حيث تواجد الجميع في لقاءات واجتماعات انتخابية كل فرد بها بطولاته وعضلاته وانجازاته وخبراته لكي يقنع الهيئة العامة التي تصنف بأنها من الهيئات قليلة العدد إذا ما تم مقارنتها بالهيئات العامة لنقابات أخرى مثل المهندسين والمحامين والأطباء.
المعركة التي بدأت منذ شهور ويتم تسخينها بجولات هنا وهناك بفعل تدخلات من كل المرجعيات والقوى الخفية التي تتصارع أيضاً كونها تدعم بالسر والعلن كتلاً بعينها وبعضهم يدعم نقيب على حساب منافسه خصوصاً بعد أن استقرت حالة الرؤية الذي بدأ أكثر وضوحاً مع نسائم الربيع الذي يلقي بظلاله على الصورة بتحديثاتها واعداداتها الجديدة خصوصاً بعد ان انسحب البعض من الترشح وهو ما كان متوقعاً ضمن تكتيك انتخابي ربما سينعكس سلباً على الداعمين باعتبار ان هذه الخطوة كانت تحشيد انتخابي ومجرد دعم نفسي ومعنوي لا يمكن ان تعطي نتائج في ظل ساحة حرب يعرف الجميعالعدو من الصديق بالرغم من المجاملات التي تحاول تقريب الساحة بأنها ساحة حب وود بين زملاء ولكن الحقيقة لا تشي بمثل احلام وامنيات البعض ، فالرادارات تلتقط الاشارات والذبذبات بالرغم من محاولات التشويش على المشهد بأساليب باتت مكشوفة وبعيدة عن كل المهنية التي اخرجت الحكماء والعقلاء ودفعتهم للتدخل السريع لاحتواء الفوضى او لمحاولات ترقيع الثوب الذي يتمزق يوماً بعد يوم في ظل وجود شحن وكهرباء زائدة قد تنفجر في اي لحظة .
التحديات والملفات عديدة ومتعددة وبعضها يحتاج الى رص الصفوف بدلا من سياسة الانفلات التي يعيشها قطاع المقاولات وتحديداً اعضاء الهيئة العامة او ممن عاصروا مسيرتها ويكتشفون بأن هناك من يحاول اختطاف النقابة او سرقة انجازها وتكسير سياجها والتعدي على هيبتها بإعتبار أن معركة المقاولين تمثل أم المعارك من نظرهم على الأقل خصوصاً وأن الأصوات تختلط وتتمادى كثيراً في الوقت التي تختفي بها الحقيقة بصمت وعن قصد ولأسباب عديدة لا نريد الخوض بها الآن على الأقل.
كتلة العمل والإنجاز بزعامة الدويري الذي يبدو أنه يتمدد يوماً بعد يوم ويحظى بقاعدة أوسع من زعيم كتلة المقاول وائل طوقان الذي يتمتع بسيرة طيبة ولكنه لم يحسن اختيار الوقت عامل السن الذي حد من قوته ومن فرصته كثيراً في ظل مرحلة تحتاج نقيب قادر على الحركة والنشاط والمشاركة في كل المحافل والتجمعات واللقاءات وهذا ما يكرره أعضاء الهيئة العامة الذين يجدون بفؤاد الدويري الأكثر قدرة على متابعة أعمال المقاولين في كافة الوزارات والهيئات في ظل وجود مشاكل عديدة ومتعددة وتغول من راعي هذا القطاع وزارة الأشغال.
النقابة تعيش إنقسام عامودي وأفقي بسبب مخلفات وخلافات عاشتها وجعلتها على سطح الغسيل تتشمس بشق الأنفس حيث سنقوم بنشر الحلقة القادمة في قراءتنا للمشهد الانتخابي الحقيقي المعبر عن واقع ما يجري فانتظرونا.