أفاد وزراء إسرائيليون، خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي، بأن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تبحث عن دول مستعدة لاستقبال وإعادة توطين فلسطينيي غزة.
وخلال الاجتماع الذي عقد يوم السبت الماضي، أقرّ المجلس الوزاري الأمني المصغر مقترحا قدمه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يقضي بإنشاء مكتب للهجرة الطوعية لسكان غزة الراغبين في الانتقال إلى دول أخرى.
ونُقل عن كاتس تأكيده أن "هذه الخطوة ستكون متوافقة مع القوانين الإسرائيلية والدولية، ومتماشية مع رؤية ترامب. وسيتم إنشاء المكتب ضمن وزارة الدفاع الإسرائيلية، إذ سيخضع مباشرة لإشراف وزير الدفاع، وسيعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية والجهات ذات الصلة وفق توجيهات القيادة السياسية، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وسيتولى المكتب تنسيق جهود مختلف الوزارات الحكومية المعنية، وسيتكفل بتنظيم عمليات نقل آمنة ومنظمة لسكان غزة الراغبين في المغادرة، مع ضمان أمنهم خلال التنقل. كما سيوفر ممرات سفر مخصصة، إلى جانب نقاط تفتيش للمدنيين عند معابر محددة داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى التنسيق اللازم لتسهيل السفر برا وبحرا وجوا إلى الدول المستضيفة.
وخلال الاجتماع، صرح كاتس قائلا: "نعمل بكل الوسائل المتاحة لتنفيذ رؤية الرئيس الأمريكي، وسنسمح لأي مقيم في غزة يرغب في الانتقال إلى دولة ثالثة بالقيام بذلك طوعا".
ومن المقرر أن يعقد المكتب الجديد أول اجتماع رسمي له خلال الأسبوعين المقبلين، وفقاً لمصدر إسرائيلي تحدث لصحيفة "جيروزالم بوست". كما أشار المصدر إلى أنه سيتم تعيين رئيس للمكتب خلال الفترة ذاتها، ومن بين الأسماء المطروحة العميد (احتياط) عوفر وينتر.
يشار إلى أن دولا رفضت خلال الفترة الماضية، مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتوطين الفلسطينيين من قطاع غزة على أارضيها، هي مصر والأردن، كما نفى مسؤول سوري رفيع المستوى لوسائل إعلام أمريكية، تلقي أي طلبات من واشنطن أو تل أبيب حول توطين سكان غزة، كذلك الحال بالنسبة لإقليم أرض الصومال، التي نفى وزير خارجيتها، عبد الرحمن ظاهر أدان، أنباء بشأن تلقي مقترحا من أمريكا أو إسرائيل، بشأن إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة.
كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن بونتلاند المغرب من الأماكن المرشحة لاستقبال الفلسطينيين، الذين ترغب إدارة في تهجيرهم.
فيما رفضت كلا من ماليزيا وإندونيسيا أي مقترح للتهجير القسري للفلسطينيين، أو تغيير التركيبة السكانية للأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدتان أنه سيشكل تطهيرا عرقيا وانتهاكا للقانون الدولي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد صرح مؤخرا، أنه "لن يطرد أحدا من غزة، ولا أحد يجبر سكان القطاع على المغادرة".
ويعد تصريح ترامب بمثابة تراجع واضح عن مقترحه السابق بشأن طرد الفلسطينيين من غزة وإقامة "ريفييرا" الشرق الأوسط في القطاع، وهو الاقتراح الذي واجه رفضا عربيا وعالميا واسعا.
جاء تصريح ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن، وبحثا الأوضاع في قطاع غزة.
وكان ترامب قد دعا، في وقت سابق، إلى نقل عدد كبير من الفلسطينيين إلى كل من الأردن ومصر و"دول عربية أخرى"، الأمر الذي أثار ردود أفعال واسعة رافضة لهذا الطرح، ومؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في التمسك بأرضه والبقاء فيها.
واستضافت القاهرة قمة عربية طارئة لبحث الأوضاع والتطورات في قطاع غزة، الأسبوع الماضي، مع انتهاء المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الأحد الماضي، دون اتفاق على تمديدها أو على بدء المرحلة الثانية.