أكد أستاذ علم الاجتماع، الدكتور حسين الخزاعي، أن الحادثة الأخيرة التي شهدتها إحدى المدارس الأردنية لم تكن تصرفًا عفويًا، بل تعكس نية مسبقة لدى بعض الطلبة، وهو سلوك غير مألوف في المجتمع المدرسي الأردني.
وأوضح الخزاعي أن هذه الحادثة تسلط الضوء على ضرورة إعادة النظر في دور المعلمين، مشددًا على أنهم ليسوا مجرد ملقنين للمعلومات، بل يجب أن يكونوا موجهين وداعمين للطلبة من خلال فهم احتياجاتهم النفسية والاجتماعية. كما دعا إلى استثمار الفعاليات المدرسية في تقديم الإرشادات والنصائح التي تعزز القيم الإيجابية بين الطلبة.
وأشار إلى أهمية تشكيل لجنة متخصصة داخل كل مدرسة، بالتعاون مع المرشدين التربويين، تكون مهمتها متابعة الطلبة ذوي الميول للعنف والتنمر، والعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم لمنع تكرار مثل هذه السلوكيات غير المقبولة.
وفي السياق ذاته، شدد الخبير التربوي الدكتور حسين الخزاعي على أن الحادثة كشفت عن وجود خلل في بيئات التعلم، مما يستدعي إعادة النظر في معايير الأمان داخل المدارس. وأكد ضرورة منع الطلبة من التعامل مع المواد الخطرة، مع تعزيز الرقابة من قبل وزارة التربية والتعليم لضمان استخدامها فقط من قبل الكوادر المختصة.
كما دعا إلى إعادة تفعيل مجالس أولياء الأمور لدعم الشراكة بين المدرسة والأسرة في العملية التعليمية والتربوية، بالإضافة إلى زيادة دور المرشد التربوي داخل المدارس لتقديم التوعية اللازمة للطلبة.
وفي ختام حديثه، أكد الخزاعي على أهمية فصل وزارتي التربية والتعليم العالي نظرًا لاختلاف خصوصية كل منهما، مشددًا على ضرورة تدريب الكادر التعليمي والإداري على أساليب توفير بيئة تعليمية آمنة. كما طالب بوضع آليات واضحة لحفظ المواد الخطرة داخل المدارس، بحيث يكون هناك مسؤول محدد لمتابعتها، إلى جانب تنفيذ زيارات ميدانية مفاجئة من قبل الجهات المعنية لضمان تطبيق معايير السلامة المدرسية.