في مقابلة أجريت يوم الأحد مع برنامج 60 دقيقة، تحدث مسؤولون سابقون في وزارة الخارجية الأمريكية مع الصحافية سيسيليا فيجا وقدموا نافذة على كيف أسهمت الولايات المتحدة في تسريع وتيرة المذبحة في غزة .
وقد غادرت هالة راريت، الدبلوماسية الأمريكية التي قضت 18 عامًا في العمل على حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، منصبها في الربيع الماضي – لتصبح أول دبلوماسية في وزارة الخارجية تستقيل علنًا بسبب سياسات إدارة بايدن الداعمة لحصار إسرائيل على غزة، وفقًا لـ Democracy Now!.
وبحسب برنامج 60 دقيقة، كانت راريت ترسل تقارير يومية إلى كبار القادة في واشنطن تتضمن "صوراً مروعة وتحذيراتها” . وتروي راريت: "كنت أظهر التواطؤ الذي لا يقبل الجدل. شظايا قنابل أمريكية إلى جانب مذابح… معظم ضحاياها من الأطفال”.
وكشفت راريت في المقابلة أنها تلقت الأوامر بالصمت بشأن ما يحدث في غزة، وقالت :”كنت أعرض صور أطفال يموتون جوعاً. وفي إحدى الحوادث، تعرضت لتوبيخ شديد، وقالوا لي: "لا تضعي هذه الصورة هناك. فنحن لا نريد أن نراها. ولا نريد أن نرى الأطفال يموتون جوعا”.
وقدّمت الولايات المتحدة دعمًا غير مقيد إلى حد كبير لإسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما لا يقل عن 17.9 مليار دولار كمساعدات عسكرية لحليفتها في الشرق الأوسط، وفي أوائل يناير/ كانون الثاني أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس عن صفقة بيع أسلحة مخطط لها بقيمة 8 مليارات دولار .
ويقول مسؤولو الصحة المحليون في غزة إن عدد الشهداء في الجيب بلغ أكثر من 46000. ومع ذلك، يقدّر تحليل نُشر مؤخرًا أن هجوم إسرائيل على غزة أسفر بالفعل عن استشهاد 64260 شخصًا بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و30 يونيو/ حزيران 2024، وهو رقم أعلى بكثير من الرقم الذي أبلغت عنه وزارة الصحة في الجيب.
في هذه الأثناء، قالت منظمات حقوق الإنسان المتعددة إن سلوك إسرائيل في غزة يشكل إبادة جماعية أو أعمال إبادة جماعية.
وتشير إحصاءات برنامج 60 دقيقة إلى أن 13 مسؤولاً في البيت الأبيض والجيش ووزارة الخارجية استقالوا علناً احتجاجاً.
وقال جوش بول، المدير السابق لمكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية والذي استقال بعد وقت قصير من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، لبرنامج 60 دقيقة: "هناك ارتباط بين كل قنبلة يتم إسقاطها في غزة والولايات المتحدة، لأن كل قنبلة يتم إسقاطها من طائرة أمريكية الصنع”.
"وبعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، لم يعد هناك مجال للمناقشة أو الحوار. كنت جزءاً من سلسلة رسائل بريد إلكتروني كانت تحمل توجيهات واضحة للغاية تقول: "هذه هي أحدث الطلبات من إسرائيل. يجب الموافقة عليها بحلول الساعة الثالثة بعد الظهر”،” قال بول، الذي شارك في التوقيع على المساعدات الأمنية الأمريكية لدول أخرى.
وكان أندرو ميلر، نائب مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، قد استقال في يونيو/ حزيران الماضي لقضاء المزيد من الوقت مع عائلته، ولكنه منذ ذلك الحين أعرب علناً عن مخاوفه بشأن دور الولايات المتحدة في الحرب ، وهو أعلى مسؤول رسمي يفعل ذلك حتى الآن، وفقاً لبرنامج 60 دقيقة.
وفي إشارة إلى القنابل التي تزن 2000 رطل والتي زودت بها الولايات المتحدة إسرائيل، قال ميلر إن "الإسرائيليين كانوا يستخدمون هذه القنابل في بعض الحالات لاستهداف فرد أو اثنين في مناطق مكتظة بالسكان. وفي حالات كافية، رأينا أن هناك تساؤلات حول كيفية استخدام إسرائيل لهذه القنابل. وقد تم تعليق استخدام هذه الأسلحة”.
وقد أوقفت الولايات المتحدة شحنة قنابل تزن 2000 رطل إلى إسرائيل في ربيع عام 2024، على الرغم من استمرار تدفق الأسلحة بشكل عام .
وفي رده على تعليقات ميلر بأن إسرائيل قصفت مناطق مكتظة بالسكان، كتب أحد المراقبين يوم الأحد: "إن برنامج 60 دقيقة يكشف أخيرا عن سلسلة توريد الإبادة الجماعية”.