بعد سنوات من التعطيل والتأخير كلفت خزينة الدولة الملايين، استطاعت هيئة النقل البري، بقيادة مديرها العام علاء الشبيلات، أن تواجه التحدي الذي عجز عنه الآخرون، وتثبت أن الإنجاز لا يعرف المستحيل، الأول من أمس شهد حدثًا استثنائيًا في تاريخ النقل العام بالأردن، مع بدء تشغيل مجمع سفريات الكرك الجديد في منطقة زحوم، ليُحدث نقلة نوعية في تنظيم حركة النقل وإحياء المنطقة المحيطة به، بعد انتظار دام أكثر من عقد.
يقع المجمع الجديد شرقي مدينة الكرك، وقد تم إنشاؤه على مساحة 28 دونمًا بكلفة بلغت حوالي 4 ملايين دينار، ورغم ثلاث محاولات فاشلة سابقة لتشغيله بسبب رفض المشغلين الانتقال إليه، تمكنت الهيئة، بالتنسيق مع محافظة الكرك وبلدية الكرك وإدارة السير والأجهزة الأمنية، من وضع خطة تشاركية تضمن نجاح المشروع.
وقال مدير مكتب هيئة النقل بالكرك، سراج العوران، إن الخطة جاءت استجابة لإيعازات المدير العام علاء الشبيلات، الذي شدد على ضرورة التواصل الدائم مع المشغلين والمواطنين، والعمل على تحقيق توازن بين مصالح جميع الأطراف.
يهدف المجمع الجديد إلى إنهاء الفوضى المرورية وتعدد مواقف الاصطفاف داخل مدينة الكرك ويضم المجمع 76 مسربًا بطاقة استيعابية تزيد عن 300 وسيلة نقل، ليصبح نقطة انطلاق ووصول رئيسية لجميع الخطوط الداخلية والخارجية، باستثناء بعض الخطوط المتصلة بجامعة مؤتة. كما يوفر المجمع خدمة نقل مثلى للمواطنين مع ضمان عدم زيادة أجور النقل، بل إن بعضها قد ينخفض على خطوط معينة.
على الرغم من السلاسة التي شهدها اليوم الأول لتشغيل المجمع، ظهرت بعض الملاحظات التي يتم معالجتها ضمن خطة تقييم مستمرة وأشار العوران إلى أنه سيتم إجراء دراسة شاملة لمسارات وخطوط النقل وتقييم التعرفة الحالية لضمان تقديم خدمات تلبي احتياجات المواطنين والمشغلين على حد سواء.
بقيادة حازمة وشجاعة، أثبت علاء الشبيلات أن هيئة النقل البري قادرة على مواجهة التحديات وإنجاز المشاريع العالقة، ليضع حدًا لسنوات من التراخي والتهرب من المسؤولية، مجمع سفريات الكرك الجديد ليس مجرد مشروع نقل، بل هو شهادة على قوة الإرادة والإدارة الناجحة التي وضعت مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.