بدأت بعد ظهر اليوم السبت الاجتماعات العربية والدولية في مدينة العقبة جنوبيّ الأردن حول سورية، باجتماع للجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سورية التي تضم الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، بحضور وزراء خارجية الإمارات، والبحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، وقطر.
وستعقد اللجنة بعد ذلك اجتماعاً مع وزراء خارجية تركيا، والولايات المتحدة الأميركية ووزير خارجية فرنسا، وممثلين عن بقية أعضاء اللجنة المصغرة حول سورية، المملكة المتحدة وألمانيا، إضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي حول سورية.
مبعوث الأمم المتحدة يؤيد عملية سياسية "موثوقة وشاملة" في سورية
وحضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، اليوم السبت، القوى الخارجية على بذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية عقب إسقاط نظام بشار الأسد. وأعرب بيدرسون، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماعات العقبة، عن تأييده لعملية سياسية "موثوقة وشاملة" لتشكيل الحكومة المقبلة. وقال: "يجب ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن". وأضاف: "إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فقد تكون هناك فرصة جديدة للشعب السوري".
وقبيل بدء الاجتماعات، قال بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والمغتربين الأردنية قبل بدء الاجتماعات إنه "بدعوة من الأردن، يعقد وزراء خارجية لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سورية، المشكّلة بقرار من الجامعة العربية والمكوّنة من الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، اجتماعاً في العقبة، يحضره أيضاً وزراء خارجية الإمارات، والبحرين (الرئيس الحالي للقمة العربية)، وقطر".
وستبحث الاجتماعات "سبل دعم عملية سياسية جامعة يقودها السوريون لإنجاز عملية انتقالية وفق قرار مجلس الأمن 2254، تلبي طموحات الشعب السوري، وتضمن إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، وتحفظ وحدة سورية وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وحقوق جميع مواطنيها"، بحسب البيان.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، خالد شنيكات، في تصريحات صحفية، إنّ "الاجتماع يُعقد من أجل ترتيب ردود الفعل بالنسبة إلى دول المنطقة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ما يتعلق بالتطورات داخل سورية". وأضاف أنّ "جميع هذه الدول تترقب ما سيحدث في سورية بحذر شديد، وكيف ستسير عملية الانتقال السياسي، ومسألة العدالة، وكيف تفكر الحكومة الانتقالية وفصائل المعارضة في علاقتها مع الخارج، خصوصًا الولايات المتحدة التي تتخوف من أن تشكل فصائل المعارضة السورية خطرًا حقيقيًا على إسرائيل. ولهذا، أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لإسرائيل لاحتلال منطقة جبل الشيخ، وتدمير أسلحة الطيران والصواريخ الباليستية، وأسلحة الدفاع الجوي".
وتابع قائلًا إن "الولايات المتحدة لديها وجود وقواعد في شرق سورية، وهي ترغب في الحفاظ على وجودها ومصالحها، وكذلك علاقتها مع قسد "قوات سوريا الديمقراطية"، مشيرًا إلى أن "الدول مثل الولايات المتحدة قد تطلب حكمًا ذاتيًا للأكراد، وهذا ما تحدث عنه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بضرورة حصول الأكراد على حكم ذاتي أو الاستقلال". أما بالنسبة إلى الأردن، فقال شنيكات إنه "يشدد على أهمية الحفاظ على وحدة سورية وعدم التقسيم، وهو ما يتطابق كذلك مع موقف العراق وتركيا، إضافة إلى وجود ملفات أخرى تشكل أولوية بالنسبة إلى الأردن، مثل أمن الحدود، وملف اللاجئين، وضرورة استقرار سورية، واستئناف العلاقات الاقتصادية".