في صلب التوتر الذي يسود شبه الجزيرة الكورية بين الجارتين كوريا الجنوبية وعدد سكانها 52 مليون نسمة وحليفتها الولايات المتحدة ، وكوريا الشمالية وسكانها 26 مليون نسمة وحليفتها روسيا .
تشأت أزمة دستورية في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي نتجت عن فرض الأحكام العرفية بقرار من الرئيس الكوري لأول مرة منذ الثمانيتات ، بدواعي مواجهته العزلة السياسية داخل البلاد والصراعات مع أحزاب المعارضة ومن أجل حماية اقتصاد البلاد .
وشهدت البلاد على أثره احتجاجات شعبية ونقابية تطالبه بالاستقالة وقدم وزراء في الحكومة ومعاوني الرئيس استقالاتهم وعرض وزير الدفاع لاستقالته بعد الأحداث التي أعقبت اعلان الرئيس حالة الأحكام العرفية ، أجبرت الرئيس على التراجع عن قراره الأربعاء ورفع الأحكام العرفية التي أثارت غضبا داخليا وقلقا دوليا .
وأعلنت الولايات المتخدة أنها تراقب التطورات الأخيرة في كوريا الجنوبية بقلق بالغ ، وتحالفها معها قوي .
وبالرغم من التراجع ، الا أن البرلمان الكوري الممثل للشعب قد يصوت على عزله من الحكم ودعا الحكومة الى الاستقالة بعد فشل الأحكام العرفية التي فرضها الرئيس ، فيما دعت أكبر النقابات العمالية الى اضراب عام مفتوح لحين استقالة الرئيس وفق التقارير الاعلامية .
تحولت كوريا الجنوبية من دولة مزقتها الحرب مع جارتها الشمالية بين السنوات1950- 1953 وهو ما عرف بالحرب الكورية راح ضحيتها 1،5 مليون جندي من الجانبين و العلاقات بينهما بعد انقضاء سبعة عقود يشوبها الصراع والتوتر القائم و كل من الدولتين تدعي امتلاكها الحكومة الشرعية الوحيدة والسلطة الحاكمة لجميع أجزاء كوريا ، الى قوة تكنولوجية ومعجزة اقتصادية وتنموية عمرها 75 عاما وقيادية في صناعة السيارات ، وهي رابع اقتصاد في أسيا والثالث عشر بين أكبر اقتصادات العالم بحجم اقتصاد 1،7 تريليون دولار ، والمركز الثاني عالميا بين أكبر مصدري أشباه الموصلات ، والمركز الخامس بين مصنعي السيارات في العالم ، ومقرا لثاني أكبر شركة لبناء السفن على وجه الأرض .
تساهم الصادرات بنسبة 40% من اقتصاد كوريا الجنوبية مما يجعلها تلعب دورا بارزا وفعالا في الانتاج الاقتصادي السنوي للبلاد ، وتشكل قوة رقمية عالمية وتستثمر بشكل فعال في التقنيات المبتكرة .
وفي المجال الرياضي ، لم تغب كوريا الجنوبية عن بطولات كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1986 ، وتتصدر حاليا مجموعتها للمرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026 التي تضم الى جانبها كل من العراق والأردن وسلطنة عمان والكويت وفلسطين ، وتعتبر المرشح الأقوى للتأهل عن المجموعة الى جانب منتخب عربي أخر .
وفق مراكز دراسات ، تواجه كوريا الجنوبية زلزالا سياسيا له تداعيات واسعة وتتوقع استمرار الصدام السياسي فيها وقد أخطأ الرئيس في تقدير الأزمة ، وأربكت الأزمة السياسية المستثمرين مما يهدد استقطاب الاستثمارات الخارجية وخروجاستثمارات حالية وانخفضت العملة والأسواق المالية الكورية ، وستؤثر الأزمة على علاقاتها التجارية مع العالم وأن الصراعات الحالية تمثل جرس انذار للاقتصاد العالمي .
و أشار وزير المالية الكوري الجنوبي ، أن الاضطرابات السياسية لن تؤثر على استقرارها الاقتصادي و الحكومة ستتخذ التدابير اللازمة لضمان عدم تعطل الأنشطة الاقتصادية .
أما جارتها كوريا الشمالية ، فان حلف الناتو وجه اتهاما الأربعاء الى روسيا بدعم البرنامج النووي الكوري الشمالي مقابل امدادها بالصواريخ الباليستية والجنود في حربها مع أوكرانيا وقد وصل عددهم المتواجدين على الأراضي الروسية الى عشرة الاف جندي كوري .
وهناك صراع دائر بين الولايات المتحدة والغرب من جهة وكوريا الشمالية من جهة أخرى ، حولالصواريخ الباليستية العابرة للقارات وتثير القلق التي تمتلكها كوريا والتجارب التي تجريها بهذا الخصوص وتسقطها في البحر .
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية ، أنها تتابع أوضاعالأردنيين المقيمين والمتواجدين في كوريا الجنوبية وهم بخير وتهيبهم بضرورة توخي الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات .