أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأربعاء، بمقتل مستوطن إسرائيلي خلال معارك مع حزب الله في جنوب لبنان، بعد دخوله "دون موافقة رسمية" برفقة صديق له برتبة قائد كتيبة في قوات الاحتياط. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القتيل هو زئيف إيرليك، وهو "باحث أثري" يعيش في مستوطنة عوفرا، قرب رام الله.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المستوطن دخل برفقة رئيس مقرّ لواء "غولاني"، الذي أصيب أيضاً خلال الاشتباكات، إلى قلعة أثرية في إحدى قرى جنوب لبنان، لكنه فوجئ بوجود عنصرين من حزب الله اشتبكا مع قوات جيش الاحتلال، ما أدى إلى مقتل المستوطن وجندي آخر، وإصابة مقرّ لواء "غولاني". وبحسب ما نشرت التقارير الإسرائيلية، فإن القتيل من المستوطنين الأوائل الذين استوطنوا في عوفرا قرب رام الله في الضفة الغربية، وقد أسّس مدرسة استيطانية زراعيّة في المستوطنة ذاتها.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إيرليك مقاتل برتبة رائد في قوات الاحتياط، قُتل خلال الاشتباكات مع عناصر من حزب الله، لكن بيان الجيش لم يشر إلى أن المستوطن دخل إلى لبنان دون موافقة رسمية، وأنه لم يكن ضمن فترة خدمته العسكرية.
وتظهر عمليات البحث عن المستوطن أنه كتب عشرات الدراسات حول الآثار في الضفة الغربية، يزعم فيها أن المعالم الأثرية في المنطقة هي ملكية يهودية، كما أنه داعم قوي للاستيطان في الضفة الغربية، كما تبين أن المستوطن المذكور هو محاضر في كلية يعقوب للتراث.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن إيرليك كان يرتدي الزي العسكري لجيش الاحتلال، كما كان يحمل سلاحاً، فيما كشفت إذاعة جيش الاحتلال أن المستوطن "قُتل في منطقة عمليات الفرقة 36 في الخط الثاني من قرى جنوب لبنان. وفي المنطقة نفسها سقط مقاتل من الكتيبة 13 التابعة لغولاني قبل أيام".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على لبنان من خلال غارات تستهدف مناطق متفرقة من البلاد مخلفة عشرات الشهداء والجرحى يومياً، آخرها على الضاحية الجنوبية لبيروت، مواصلا خرق القوانين الدولية والأعراف الإنسانية في غاراته التي تستهدف الكوادر الطبية والإسعافية وفرق الدفاع المدني.
في موازاة ذلك، يواصل حزب الله التصدي لمحاولات تقدّم جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، والتصدي لمسيّراته وطائراته الحربية، واستهداف مواقع وقواعد وانتشار جيش الاحتلال ومستوطناته في شمال فلسطين المحتلة وعمقها.