شهدت أسعار الطماطم في اليمن انخفاضاً نسبياً، بعد استيراد كميات كبيرة من الأردن، ليزيد حجم المعروض من الطماطم في أسواق الخضار، خاصة في العاصمة المؤقتة عدن.
ويباع الكيلوغرام الواحد من الطماطم الأردنية في أسواق عدن بمبلغ 1500 ريال (الدولار = 2030 ريالاً)، وذلك بعد الارتفاع الكبير لأسعار الطماطم خلال الأسابيع الماضية، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 4000 ريال.
وتعج الأسواق اليمنية في الأيام الأخيرة بالطماطم المستوردة من الأردن، والتي تم استيرادها لتغذية النقص في المعروض بالأسواق.
وتصل الطماطم الأردنية إلى الأسواق اليمنية بجودة عالية نتيجة حفظها في ثلاجات خاصة، ما يجعلها مرغوبة لدى المتسوقين الذين رحبوا بعملية استيراد الطماطم من الخارج، بعد أن عجز معظم المواطنين عن شرائها بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها.
استيراد الطماطم من الأردن سبّب أيضاً انخفاض سعرها في محافظة تعز، أكبر المحافظات اليمنية بعدد السكان، حيث انخفض سعر الكيلوغرام من الطماطم من 4000 إلى 2000 ريال.
المواطنة، هنود العماري، قالت لـ"العربي الجديد" إن "الطماطم من المواد التي لا يمكن لليمنيين الاستغناء عنها، حيث تدخل في تكوين معظم الوجبات والأكلات اليمنية، وبالتالي فارتفاع أسعارها بشكل جنوني أثر تأثيراً سلبياً على المواطنين الذين يعانون وضعاً معيشياً كارثياً وصعباً بسبب الحرب التي تشهدها البلاد".
وأضافت العماري "أنا مع دعم استيراد الفواكه والخضروات من الدول المجاورة من أجل انخفاض أسعارها في الأسواق نتيجة وجود المنافسة، وكثرة العرض، أما الاعتماد على ما تنتجه الأسواق المحلية فقط فيتسبب بارتفاع الأسعار بشكل كبير، حيث يتحكم المزارعون بأسعار الفواكه والخضروات بعيداً عن الرقابة الحكومية، وهذا ما يجعلهم يرفعون الأسعار تحت مبررات تكون في الغالب غير منطقية".
ويأتي استيراد الطماطم من الأردن في ظل ضعف الموسم وقلة المعروض، حيث امتنع عدد من المزارعين عن توريد المحصول إلى الأسواق احتجاجاً على عملية الاستيراد من الخارج.
ارتفاع الاسعار في اليمن صاحب محل لبيع الخضروات والفواكه، منصور الريمي، قال لـ"العربي الجديد" إن الارتفاع الكبير في أسعار الطماطم أثر سلباً على عمليات البيع، بما أني بائع خضروات وفواكه فقد كنت أبيع ثماني سلل طماطم أي 160 كيلوغراماً باليوم الواحد في الأيام العادية، وبعد ارتفاع أسعارها صرت أبيع سلة إلى سلة ونصف فقط، وحالياً انخفض السعر قليلاً وأبيع ثلاث سلل يومياً، والسبب أن الوضع الاقتصادي للمواطنين لا يسمح لهم بشراء الكيلو الواحد بسعر 4000 ريال.
وأضاف الريمي "كوننا بائعين نتمنى أن يتم استيراد الفواكه والخضروات من الخارج لتغذية الأسواق اليمنية في حال النقص، لأن نقص المحصول يؤدي إلى ارتفاع سعره ونتضرر نحن، والمواطن بالدرجة الأولى، ولذا لا بد للدولة ممثلة بوزارة الزراعة أن تضع خططاً لزراعة المحاصيل الزراعية، وتقوم بإنشاء برادات لحفظها".
ويسرد المزارعون عدداً من الأسباب التي يقولون إنها تقف وراء الارتفاع الكبير في أسعار الطماطم، مؤكدين أن هذه الأسباب تتحملها الدولة بالدرجة الأولى.
المزارع، علي الضبابي، قال لـ"العربي الجديد": "نحن المزارعين نعاني ارتفاع أسعار الديزل، واختلاف أسعار الصرف بين مناطق سيطرة الحكومة الشرعية ومناطق سيطرة الحوثيين، ونعاني الانهيار اليومي لسعر الصرف، وارتفاع تكاليف العمال والنقل، وزيادة أسعار الأسمدة والمبيدات والمواد الزراعية، بالإضافة إلى قلة توفر الماء هذا الموسم، وهذه الأسباب مجتمعة تقف وراء ارتفاع أسعار الطماطم".
وأضاف الضبابي: كما امتنع الكثير من المزارعين عن زراعة الطماطم وانتقلوا إلى محاصيل أخرى، لأن تكاليف زراعة الطماطم أكثر من قيمة بيع المحصول في الموسم الواحد، ومن ثم ف يرى المزارع أن الانشغال بزراعة الطماطم وبيعه أمر غير مربح له.
وبلغت مساحة زراعة الطماطم في اليمن في 2021، نحو 8.4 آلاف هكتار، بإنتاجية وصلت إلى قرابة 163 ألف طن، وفق كتاب الإحصاء الزراعي السنوي لوزارة الزراعة والري في صنعاء.