كل يوم يمر على وادي صقرة، يصبح المواطنون المرتادون للشارع أكثر حزناً وألماً فالجرافات الصفراء، التي ارتبطت بذاكرة الأردنيين في عمليات بناء وتطوير كبرى، تتحول اليوم إلى أداة للهدم والتحطيم، حيث تجتاح حدائق الملك عبدالله التي كانت يوماً ما ملاذاً للراحة وملجأً للذكريات والذكريات.
تلك الحدائق التي لطالما ضجّت بضحكات الأطفال، والأسر التي كانت تتنفس فيها بعضاً من هواءٍ نقي، تحولت الآن إلى منطقة مغلقة، يتصاعد فيها صوت الآلات الثقيلة، وهي تدمر ما تبقى من مبانٍ كانت جزءاً من هوية المكان وذاكرته.
حاولت "أخبار البلد" التواصل مع أمانة عمان الكبرى لفهم سبب هذا الهدم وما هو المشروع القادم الذي ينتظر هذا المكان الذي يحمل في طياته قلوب الأردنيين، لكن، ومع الأسف، لم نجد جواباً شافياً من الأمانة كل ما أُشير إليه هو أن "إزالة المباني تأتي ضمن متطلبات العطاء"، عبارة مقتضبة لا تجيب عن تساؤلات المواطنين، بل تزيد من مخاوفهم وغموض القصة.
كيف لأمانة عمان الكبرى أن تمضي في مشروعها دون تواصل أو توضيح رسمي للرأي العام، الذي يعتبر هذه الحدائق جزءاً من تاريخه الشخصي؟ أين الالتزام بالتواصل مع المواطنين، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمكان ذي أهمية ثقافية واجتماعية؟
لا يُعلم حتى الآن ما هي الخطة المستقبلية لهذا المكان، لكن قلوب الأردنيين لا تزال تنبض حزناً على هذه الحديقة التي كانت يوماً ما واحةً صغيرةً في قلب المدينة.