ألقى رئيس حركة "حماس" الفلسطينية بالخارج، خالد مشعل، كلمة في رثاء رئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار.
وأكد مشعل في كلمته عبر الفيديو في حفل تأبين يحيى السنوار، أمس الأحد، في مدينة إسطنبول التركية، على "صمود حركة المقاومة الفلسطينية في نضالها ضد الكيان الصهيوني حتى تحرير فلسطين"، مشددا على أن "خيار المقاومة قائم حتى تحرير فلسطين".
وأوضح: "لقد خسرنا خلال عملية "طوفان الأقصى" عددا كبيرا من قادة المقاومة في غزة والضفة والخارج وأبناء المخيمات، وقد قدمت هذه الحركة قادتها على درب الاستشهاد والفخر وتحرير الأرض، والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتاله الكيان الصهيوني عام 2004".
وتابع: "لقد ودعت قيادة هذه الحركة قادتها وشيوخها في مسيرتها الطويلة، وقبل أسابيع قليلة فقدنا أخانا إسماعيل هنية، وبالمثل ضحينا بعدد كبير من أحبابنا خلال "طوفان الأقصى" وقبلها"، وفق قوله.
وأكد مشعل أن "القادة والقيادات الشهداء هم رموز الأمة الفلسطينية، وأن اغتيال يحيى السنوار لن يثني المقاومة عن هدفها المنشود وهو التحرر من الاحتلال الصهيوني".
وقال خالد مشعل: "بارك الله في هذه الشهادة"، مضيفا أن "الشهداء منصورون عند الله"، وأنهم يستحضرون روحا عظيمة في حركتهم وأمتهم.
وأكد رئيس "حماس" بالخارج أن "حماس ستظل وفية لطريقها لدرب الشهداء، لمبادئها، لقيمها لاستراتيجياتها في القيادة والمقاومة، هذه حركة لا تتخلى عن ميراثها... وتطمئن أبناء شعبنا، وتطمئن إخواننا وأبناء أمتنا".
ولفت إلى أن "حماس" ستظل ترقب ما يجري في الميدان... سيظل قلبها وعقلها مشغولا بحاضنتنا في غزة، هذه الحاضنة العظيمة التي تحملت مشوار المقاومة منذ عقود".
وشدد مشعل على أن قيادة الحركة "ستظل تعمل على وقف العدوان عليها، ووقف هذا الظلم وهذا الدم الزاكي الذي يسفك من سنوات بعيدة، خاصة في عام الطوفان، وفي الأسبوعين الأخيرين، حيث المجازر ترتكب في شمال غزة، في جباليا وبيت لاهيا".
ووجه خالد مشعل رسالة إلى أهل غزة، مؤكدا لهم: "سنعمل على رفع الظلم عنكم، ووقف العدوان والمجازر بكل ما أوتينا بصلابة وبإرادة تفاوضية، سنبحث فيها عن كل مخرج، والانفتاح على كل حل يضمن حقنا، ويرفع الظلم عنا ويوقف العدوان، ويؤدي إلى رحيل الاحتلال عن أرضنا".
وأعاد مشعل التأكيد على أن "حماس حينما رفعت الراية إلى جانب أخواتها من قوى المقاومة، ما زالت على استراتيجيتها في هذا النهج، حتى نستعيد الأرض ونظهر القدس، ومقدساتنا المسيحية والإسلامية".
وتوجه مشعل في خطابه إلى "قادة وحكومات وزعماء الأمة، ولماء الأمة، وقادة التنظيمات والحركات بكل ألوانها، قائلا: "إنها لحظة الحقيقة، الطوفان ليس معركة الفلسطينيين وحدهم... إن لم تبادروا إلى فتح الصراع مع هذا العدو، الذي فتح الصراع ضدكم، لن يقبل منكم إلا الخضوع، ونحن أمة عظيمة لا تقبل الخضوع ولا الهوان".
يشار إلى أن خالد مشعل من الأسماء المرشحة لخلافة الراحل، يحيى السنوار، كرئيس للمكتب السياسي لحركة "حماس"، بعد أن تم اغتيال السنوار على يد الجيش الإسرائيلي، في منطقة تل السلطان في رفح جنوب غزة، يوم الأربعاء الماضي.