خاص - في خطوة وصفت بأنها الأكثر جرأةً وإثارةً في تاريخ المقاومة، وبعد اعلان حزب الله اللبناني مؤخراً عن انتقاله إلى مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي وصفها الحزب بـمرحلة "إيلام العدو"، وقع الحدث الأبرز والتنفيذ الحقيقي لهذه التهديدات في منطقة قيساريا، حيث مقر الإقامة الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
رسالة نارية عابرة للحدود
مع ساعات الصباح الأولى، استفاق سكان إسرائيل على دوي انفجار كبير وعلى وقع أنباء صادمة مفادها أن طائرة مسيرة مفخخة، انطلقت من الأراضي اللبنانية وتجاوزت الحدود الإسرائيلية دون أن يتم رصدها أو التصدي لها من قبل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، والهدف؟ منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا.
الطائرة، التي تتبع لحزب الله، أصابت بشكل مباشر منزل نتنياهو، ولكن لسوء الحظ، كان نتنياهو وعائلته في مكان آخر وقت وقوع الحادث.
هذا الحدث، الذي لم ترافقه أي صفارات إنذار أو إشارات تحذير، أثار حالة من الذهول والقلق في الأوساط الإسرائيلية، لأنها سابقة تاريخية خطيرة سطرتها المقاومة الاسلامية لأول مرة، حيث نجح حزب الله في تنفيذ محاولةة اغتيال داخل الأراضي الإسرائيلية لرأس الأفعى بنفسه دون أن تلتقطه الرادارات أو يتم التصدي له.
وعود بالأمان تتحطم أمام الواقع
بنيامين نتنياهو، الذي لطالما قدم نفسه كضامن لأمن إسرائيل وطمأن شعبه بأنهم يعيشون في أمان تحت قيادته، يجد نفسه اليوم في موقف لا يُحسد عليه، فبعد سنوات من وعوده بتعزيز الأمن، نجحت طائرة مسيّرة بسيطة في اختراق الحصون الأمنية الإسرائيلية والوصول إلى غرفة نومه.
وفي رد فعله الأول بعد ساعات من الحادثة، خرج نتنياهو بتصريحات يحاول من خلالها التخفيف من وقع الصدمة، مؤكداً أنهم سيواصلون حتى النهاية دون أن يردعهم أحد، ورغم نبرته المعتادة في الحديث عن الحزم والقوة، إلا أن الجميع بدأ برى أن اسرائيل تعيش أتعس أيامها تحت قيادتة النتنياهو.
ماذا بعد؟
الضربة التي تعرضت لها إسرائيل هذه المرة لا تعتبر مجرد حادثة عابرة نهائياً، فالنجاح في اختراق الأنظمة الدفاعية والوصول إلى منزل رأس الأفعى في قيساريا، حيث يفترض أن الأمن فيها في أعلى مستوياته، يفتح الباب أمام تساؤلات حول القدرات الدفاعية الإسرائيلية ومدى استعدادها للتعامل مع هجمات غير تقليدية.
الكيان المحتل الآن يقف أمام معضلة كبيرة، فهو سيسعى بشتى الطرق للرد على هذا الهجوم للحفاظ على هيبته المزعومة الأمنية والعسكرية والتي انهارت بالأصل منذ السابع من اكتوبر من العام الفائت، ومع ذلك، فإن أي تصعيد آخر قد تلجأ اليها اسرائيل في حال قررت ضرب ايران سيعقد الأوضاع الإقليمية بشكل أكبر.
ما بين الطموحات الأمنية والحقيقة المرة
الأحداث الأخيرة تثبت أن الطموحات الأمنية الإسرائيلية في السيطرة الكاملة وحماية حدودها باتت تواجه تحديات جديدة وغير متوقعة، فحزب الله، من جانبه، يبدو أنه يرسل رسالة واضحة مفادها أن الحماقات التي يرتكبها الاحتلال في المنطقة لن يمر دون عقاب، وأن المقاومة قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية متى شاءت وفي أي توقيت تحدده هي بتوقيت بيروت وغزة.
وبينما يتساءل الجميع عن مستقبل المنطقة في ظل هذه التطورات المتسارعة على جميع الجبهات، يبدو أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الصراع بين حزب الله وايران وغزة وإسرائيل، فهل سيمثل هذا الفشل شرارة وبداية مرحلة جديدة أكثر خطورة في المنطقة؟