اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في الضفة الغربية حيث شنت حملة اعتقالات طالت نحو 30 مواطنا، فيما شددت من حصارها على مدينة نابلس.
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على الحواجز المحيطة بمدينة نابلس لليوم الثاني على التوالي، وشمل ذلك حواجز دير شرف، والمربعة، وعورتا، ما خلق أزمة للمركبات للخارجة من نابلس.
وتشهد الحواجز تشديدات عسكرية في أغلب الأوقات، مما يعوق تنقلات المواطنين، ووصولهم إلى أماكن عملهم في باقي مدن الضفة الغربية.
واعتقلت قوات الاحتلال 30 فلسطينيا على الأقل، وهو ما يرفع حصيلة حملات الاعتقال منذ عام إلى أكثر من 11 ألف و100.
وأفادت مصادر محلية في نابلس بأن قوات الاحتلال اعتقلت شابين، كما اقتحمت بلدة بيتا حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، قبل الانسحاب.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر الديك غرب سلفيت، وأغلقت طريقا ترابيا يؤدي إلى منطقة «أم البابين»، وهو ما يعوق وصول المزارعين إلى أراضيهم، لقطف ثمار الزيتون.
ومن بلدة الخضر جنوب بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال شابين، كما شنت حملة دهم وتفتيش في بلدة بيت أمر شمال الخليل، واعتقلت 12 مواطنا، وترافق ذلك مع مواجهات أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز والرصاص المطاطي.
وفقا لمصادر محلية، تسببت هذه المداهمات في ترويع الأهالي، حيث قامت تلك القوات بتكسير أبواب بعض المنازل وتفتيشها بشكل عنيف، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
كما أفادت المصادر بأن الاقتحام ترافق مع مواجهات محدودة بين جنود الاحتلال والشبان في المنطقة، حيث أطلق الجنود قنابل الغاز والرصاص المطاطي، ولم يبلغ عن إصابات.
واعتقلت قوات الاحتلال أيضا من بلدة السموع جنوب الخليل 10 من الشبان. كما اقتحمت مخيمي عقبة جبر وعين السلطان، في مدينة أريحا.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال داهمت عدة حارات في مخيم عين السلطان وحاصرت منزلا، بالتزامن مع اقتحام قوة أخرى مخيم عقبة جبر.
اقتحامات في الأغوار
وفي الأغوار، اقتحمت قوات من جيش الاحتلال، تجمع عرب المليحات شمال غرب أريحا.
وأفاد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، بأن قوات الاحتلال طاردت مركبات المعلمين أثناء قدومهم للانتظام بعملهم في مدرسة عرب الكعابنة الأساسية الواقعة في التجمع.
وأضاف أن جيش الاحتلال قام بتفتيشهم والتدقيق في هوياتهم الشخصية.
ووفق مليحات فإن هذا الاقتحام «يأتي في سياق هجمات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين المستمرة ضد التجمعات البدوية في الأغوار، وتجسيد سياسات التطهير العرقي، وتفريغ الأرض من الفلسطينيين عبر عمليات التهجير القسري من قبل الاحتلال الذي يسعى للسيطرة والاستيلاء على هذه المناطق».
تنكيل بالأطفال المعتقلين
وفي ملف الأسرى، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تصعد من وتيرة عمليات الاعتقال بين صفوف الأطفال، فيما تواصل إدارة سجونها فرض إجراءات تنكيل بحقهم، وفقا لزيارة أجراها محامي الهيئة للأشبال مؤخرا.
وأضافت الهيئة، في بيان، إن إجراءات الاحتلال بحق الأسرى الأطفال لا تقل بمستواها عن الإجراءات الانتقامية التي فرضتها بحق الأسرى البالغين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.وأكدت أنهم «محتجزون في زنازين مجردة من أي شيء، ومعزولون بشكلٍ مضاعف، ومحرومون من زيارة عائلاتهم، وذلك في ضوء استمرار حرمان آلاف الأسرى من زيارة العائلة، كذلك يواجهون سياسة التجويع التي تنفذها إدارة السجن بحقهم فالطعام المقدم لهم سيئ كما ونوعا».
وجددت الهيئة مطالبتها للمؤسسات الحقوقية الدولية، بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري بحق الأسرى، و»منهم الأطفال الذين يتعرضون لكل أشكال الانتهاكات والجرائم المروعة».
يذكر أن عدد الأسرى الأطفال (الأشبال) في سجون الاحتلال تجاوز 250 طفلا، وهم محتجزون في سجني «مجدّو» و»عوفر».