نشر ناشطون عراقيون في البصرة وبغداد، معلومات عن فتح مكاتب تطوع للقتال في لبنان أظهرت توافد أعداد كبيرة من المتطوعين للتسجيل، وسط تأكيدات بأن المكاتب تابعة لفصائل عراقية مسلحة، وليست جهات دينية أو أحزابا سياسية، فيما قال عضو بارز في كتائب "سيد الشهداء"، التي تمتلك جناحاً مسلحاً لها في سورية اليوم الثلاثاء، إنهم اتخذوا قراراً بدعم الحزب برياً منذ الساعات الأولى لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حيث كانت كل المؤشرات تُرجح التوغل البري، مؤكداً أن "الأراضي اللبنانية ستكون مقبرة للاحتلال"، رافضا الادلاء بأي تعليق آخر.
وأكدت مصادر أمنية عراقية في بغداد، أن مناطق القائم ومكر الذيب وحصيبة، الحدودية مع البو كمال السورية شهدت تحركات واسعة للفصائل المسلحة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. ومن المرجح، وفقا للمصادر ذاتها، عبور مقاتلين مع معداتهم الخاصة إلى سورية، وهو ما قد يعني قرارا بالتوجه إلى لبنان، أو على الأقل البقاء داخل سورية على جهوزية تامة للتدخل.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن فجر اليوم الثلاثاء، بدء شنّ "عملية برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف" في جنوب دولة لبنان ضد ما قال إنها أهداف تابعة لحزب الله، في عدوان جديد يضرب فيه كل مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والتحذيرات العربية والدولية من مخاطر الشروع بهذه العملية.
في الأثناء، تترقب الأوساط موقف جماعة "المقاومة الإسلامية"، في العراق، والتي تضم ستة فصائل مسلحة بتعداد يبلغ قوامه قرابة 70 ألف عنصر، وهي "كتائب حزب الله"، و"حركة النجباء"، و"أنصار الله الأوفياء"، و"سيد الشهداء"، و"كتائب الإمام علي"، و"سرايا الأشتر"، حيث أكدت الجماعة في مواقف سابقة أن تدخلها بريا سيكون في حال أي اجتياح بري صهيوني لدولة لبنان.
وحتى الساعة التاسعة بتوقيت العاصمة بغداد من اليوم الثلاثاء، لم يصدر عن فصائل المقاومة العراقية أي موقف رسمي بشأن الخطوة التالية لها، من جراء التطورات في لبنان. بالجانب المقابل، ضمن العراق الرسمي، تستنفر حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، جهودها للحفاظ على تهدئة المشهد الأمني ومنع أي رد فعل أميركي على تحركات الفصائل وهجماتها الأخيرة، التي كانت أبرزها ليلة أمس الاثنين، باستهداف قاعدة "فيكتوري" الأميركية الملاصقة لمطار بغداد غربي العاصمة بصاروخي كاتيوشا.
ونشرت منصات العتبة الكاظمية في العاصمة بغداد، وهي إحدى أربع عتبات دينية شيعية في العراق بعد العتبة الحسينية والعتبة الحيدرية والعتبة العسكرية، إحدى آيات القتال في القرآن الكريم، دون أي عبارة أخرى، حيث أوردت الآية 38 في سورة الحج ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)).
وفي الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، أكد اجتماع لفصائل "المقاومة الإسلامية"، في العراق، "الدخول بالمعركة بشكل مباشر إلى جانب حزب الله والمقاومة في لبنان ضد أي اجتياح بري محتمل من العدو الصهيوني". وذكر مسؤول بارز في الجماعة لـ"العربي الجديد"، أن "اتصالات بين قيادات حزب الله وقادة فصائل عراقية في هذا السياق للتنسيق والتفاهم". وتتبنى جماعة "المقاومة الإسلامية"، التي تضم عدة فصائل عراقية مسلحة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة عمليات عسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحلية، وأخرى تستهدف قواعد أميركية في سورية والعراق، ردا على دعم واشنطن المفتوح لجرائم الإبادة التي ينفذها الإسرائيليون في فلسطين ولبنان.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، حذر في كلمة له خلال أعمال الاجتماع الوزاري لدول التحالف ضد تنظيم "داعش"، من أن استمرار الحرب على لبنان سيؤدي إلى اندلاع حروب أخرى في المنطقة، معتبرا أن "استمرار الحرب سيؤدي إلى اندلاع حروب أخرى في المنطقة، وسيسهم في خلق عصابات إرهابية جديدة أو إعادة إحياء العصابات الإرهابية القديمة والفكر الإرهابي التكفيري"، وفقا لقوله.