شاركت جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان الأردني في مؤتمر "مستقبل الأسواق المالية والاستثمارات"، الذي تنظمه شركة آفاق للاستثمار والتطوير العقاري، والذي عقد على مدار يومين في فندق الموفينبيك عمان بتاريخ 3-4 سبتمبر.
وافتتح المؤتمر الرئيس التنفيذي لبورصة عمان، مازن الوظائفي، بمشاركة نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور محمد الحلايقة، وعدد من المسؤولين من جهات وشركات مالية واستثمارية مختلفة.
وفي كلمته الافتتاحية، ألقى السيد مازن الوظائفي الضوء على الظروف الاقتصادية والسياسية التي تعيشها المنطقة، مشددًا على أهمية المؤتمر كمنصة لبحث التحديات الاقتصادية التي تواجه الأسواق المالية، وضرورة الخروج بحلول مبتكرة لتحقيق التنمية المنشودة.
وأشار إلى أهمية تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص لتعزيز المناخ الاستثماري وتطوير البنية التحتية للأسواق المالية في الأردن.
وعلق السيد ماجد غوشة، رئيس مجلس إدارة جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان، بأن التحول الرقمي في قطاع الاستثمار العقاري، أو ما يُعرف بـ"تكنولوجيا العقارات"، أصبح ضرورة لتعزيز هذا القطاع وتسريع الإجراءات وتحفيز الاستثمار، خاصة في ظل التطور السريع في مجال التكنولوجيا، وأوضح أن التحول الرقمي أتاح العديد من الحلول التقنية والبرامج التي تُسهِّل إدارة وتسويق العقارات، وتبسط عمليات البحث للمواطنين والمستثمرين عبر منصات رقمية سواء لأغراض البيع أو الإيجار، إضافةً إلى استخدام البنية التحتية الذكية لتحسين إدارة المباني وزيادة كفاءة الطاقة والأمن، مما يؤدي إلى خفض تكاليف التشغيل والفاتورة النفطية للمباني.
وأشار ماجد غوشة إلى أن الدولة الأردنية، بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، تواصل مسيرة التقدم والتطوير في التحول الرقمي، ورغم اتخاذ العديد من الإجراءات في المملكة لتعزيز التحول الرقمي في القطاع العقاري، مثل ما تم تنفيذه في أمانة عمان ودائرة الأراضي والمساحة، إلا أن هذه الإجراءات لا تزال غير كافية لتلبية كافة الخدمات للمستثمرين بالشكل الأمثل.
وأضاف أن برامج تحليل البيانات والمؤشرات العقارية الصادرة عن دائرة الأراضي والمساحة ودائرة الإحصاءات العامة ساهمت في تقديم قراءة أوضح لواقع القطاع العقاري في المملكة، مما يتيح للمستثمرين اتخاذ القرارات الاستثمارية الأفضل بناءً على هذه المؤشرات، كما تمكّن صناع القرار من اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة. وشدد على أهمية الاستثمار في تكنولوجيا العقارات، موضحاً أنه في حال قامت الحكومة بتطوير بنية تحتية ذكية شاملة لكافة خدمات القطاع، وتبنت شركات الإسكان والتطوير العقاري في الأردن التقنيات الحديثة بشكل فعّال، بما في ذلك توفير الموارد البشرية المدربة ذات المهارات الفنية المتقدمة في مجالات تحليلات البيانات، الذكاء الاصطناعي، والتسويق الرقمي، فإن ذلك سيوفر ميزة تنافسية كبيرة لهذه الشركات ويساهم في النهوض بالقطاع العقاري الذي يُعدّ قطاعاً استراتيجياً.
وناقشت الجلسة الأولى من المؤتمر "استكشاف مستقبل الأسواق المالية"، وركزت على تأثير الأحداث الإقليمية والعالمية على الأسواق المحلية. كما تناولت الجلسة دور المؤشرات الاقتصادية في قرارات الاستثمار، حيث شدد الخبراء المشاركون على أهمية الفهم العميق لأساسيات السوق في بناء استراتيجيات استثمار ناجحة. وقدم الحاضرون تحليلات متعمقة حول كيفية تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على أداء الأسواق، وناقشوا سبل تعزيز الاستقرار المالي ودعم النشاط الاقتصادي في ظل التحديات الحالية.
وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "البيانات المالية والابتكارات التكنولوجية"، تم تسليط الضوء على أهمية تقييم البيانات المالية للحصول على رؤى استثمارية دقيقة، بالإضافة إلى مناقشة الابتكارات التكنولوجية الحديثة في التحليل المالي والفني، وتناول المتحدثون في هذه الجلسة التطورات في تقنيات التحليل المالي، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، والتي من شأنها توفير رؤى أعمق وأكثر دقة للقرارات الاستثمارية.
كما استعرضت الجلسة الاتجاهات الجديدة في سوق الاستثمار، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار المستدام والمسؤولية الاجتماعية للشركات، وكيفية دمج هذه المفاهيم في الاستراتيجيات الاستثمارية الحديثة، وقد تم التأكيد على ضرورة تحديث البنية التشريعية والتنظيمية لدعم الابتكار وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يعزز من موقع الأردن كوجهة استثمارية إقليمية متميزة.
وقد أعرب المشاركون عن تفاؤلهم بإمكانية تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال، مشددين على أهمية استمرارية الحوار والتعاون بين الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المشتركة، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال استثمارات فعالة ومستدامة.