لم يكن أحد يتخيل أن يتحول الاهتمام والشغف والإثارة في مواجهات القمة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، إلى سلسلة من الأزمات التي لا تتوقف مع كل موسم جديد. من متابعة أهداف جميلة ولمسات ساحرة ومنافسة شرسة وصراع التتويج، إلى ترقب غاضب صامت لموقف ومصير القمة، حتى تأكد عدم إقامتها بسبب رفض نادي الزمالك الذي لم تتم الاستجابة لمطالبه بشأن "مبدأ تكافؤ الفرص".
ولم يكن هناك حديث طيلة 72 ساعة قبل لقاء القمة المرتقب بين ناديي الأهلي والزمالك، الذي كان مقرراً له يوم 25 يونيو/حزيران، في الجولة الـ27 من الدوري المصري لموسم 2023-2024، سوى مطالب نادي الزمالك الأربعة من أجل خوض القمة، إلى أن انتهى الأمر بإعلان الزمالك رسمياً عدم خوض المباراة. وتحولت مباريات القمة بين الأهلي والزمالك من كلاسيكو للكرة المصرية إلى مواجهة من الأزمات نظراً لكثرة الأحداث السلبية التي تتعلق بها.
وأعلن نادي الزمالك، عبر بيان رسمي، عدم خوض مباراة القمة، وجاء فيه: "تؤكد إدارة النادي أنها تعلم جيداً أن جماهير الزمالك العظيمة دوماً تعشق اللحظات التي يلعب فيها فريق كرة القدم، كما تعلم أن المنافسة الشريفة كانت باستمرار شعارها على مدى أكثر من قرن من الزمان، إلا أن ظروفاً قهرية تمنعها من فعل ذلك في مباراة الدوري، نظراً لغياب مبدأ تكافؤ الفرص الذي ترسيه قواعد ومبادئ كرة القدم". وفجّر نادي الزمالك قنبلة قبل لقاء القمة بأيام قليلة، عندما أصدر بياناً أكد فيه رفضه خوض مباراة القمة مع الأهلي، وكذلك كل المباريات المقبلة في منافسات الدور الثاني للدوري المحلي، قبل أن يتم استكمال المباريات المؤجلة من الدور الأول.
وحدد الزمالك مجموعة من المطالب لاستئناف مبارياته، تمثلت في إعلان التحقيق في أخطاء حكم مباراة الزمالك والمصري، وتعديل جدول البطولة، ومتابعة المباريات المؤجلة أولاً، بالإضافة إلى تشكيل لجنة محايدة لإدارة المسابقة بعيداً عن رابطة الأندية المحترفة، بداعي وجود تسهيلات يحصل عليها الأهلي من جانب رابطة الأندية في ترتيب مبارياته. وكانت الساعات الأخيرة شهدت محاولات للتوفيق مع إدارة الزمالك، قادها وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، في محاولة لإقناع الزمالك بالتراجع عن قرار خوض المباراة، في حضور أحمد دياب رئيس الرابطة.
وشهدت مواجهات القمة، في السنوات الأخيرة، جدلاً واسعاً في كثير من الأحداث، فلا أحد ينسى واقعة إعلان الأهلي عدم استكمال بطولة الدوري المحلي، وتجميد مبارياته مؤقتاً عام 2019، اعتراضاً على قرار تأجيل لقاء القمة مع الزمالك، ورفض الأهلي خوض مباراته مع الجونة، قبل أن تتدخل وزارة الشباب والرياضة لاحتواء الموقف باجتماع مع مسؤولي الأهلي، ويتم التأكيد أن التأجيل جاء لدواعٍ أمنية، ليعود الأهلي لاستكمال مباريات موسم 2019-2020، ولكن تأجلت القمة.
ولم تلعب قمة الأهلي والزمالك عام 2020 في الدوري المحلي، بسبب طلب الزمالك تأجيل اللقاء، ولكن قوبل طلبه بالرفض من اتحاد الكرة، ليفاجئ الزمالك الجميع بمشهد غريب في ليلة ممطرة، عندما أعلن خوض مباراة القمة بلاعبيه من فريق الشباب، الذين ظلوا يتحركون بالحافلة لأكثر من ثلاث ساعات في شوارع القاهرة، ثم أعلنوا عدم الوصول إلى استاد القاهرة، بداعي سوء الأحوال الجوية، وخرج اتحاد الكرة ليعلن اعتبار الأهلي فائزاً، مع توقيع عقوبات على الزمالك الذي اعتبر منسحباً.
ويتزامن الموعد الذي كان مقرراً للقاء القمة بين الأهلي والزمالك مع مرور 28 عاماً بالتمام عن قمة الأهلي والزمالك الملغاة عام 1996، المعروفة إعلامياً وجماهيرياً باسم قمة الحكم قدري عبد العظيم، إذ لم تستكمل مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في الـ25 من يونيو 1996 في الدور الثاني للدوري المصري قبل نهايتها بدقائق، عقب انسحاب الزمالك اعتراضاً على هدف لحسام حسن تقدم به الأهلي بهدفين دون رد، وتسببت الأزمة وقتها في إقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة، برئاسة اللواء حرب الدهشوري، بالإضافة إلى حل مجلس إدارة نادي الزمالك صاحب قرار الانسحاب، برئاسة الراحل المستشار جلال إبراهيم، وتوج وقتها الأهلي بطلاً للدوري، فيما ألغيت قمة الفريقين عام 1999 بعد خمس دقائق من صفارة الحكم الفرنسي باتا، بعد طرد لاعب الزمالك أيمن عبد العزيز.