اخبار البللد- لا زالت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي تؤرق سكان قطاع غزة، منذ أن دمرت إسرائيل محولات توليد الكهرباء التابعة لشركة كهرباء غزة قبل 5 سنوات، وهي الجهة التي تغذي القطاع بالكهرباء.
هذا الحال شكل تحد لعدد من الفلسطينيين، واضطرهم للجوء إلى الكثير من الخيارات البديلة، لكن في كثير من الأحيان كانت تلك الخيارات لا تلبي حاجة الفلسطينيين للكهرباء،
ما دفع عدد من المبدعين والباحثين الجامعيين للاستفادة من الطاقة الشمسية البديلة في توليد الكهرباء.
لم يستسلم المواطن محمود شاهين للظلام الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واستعان بالطاقة الشمسية وخلايا خاصة قام بشرائها قبل عدة أعوام، وبعض الأجهزة المحولة للكهرباء المتروكة منذ زمن، ليحول منزله المظلم إلى شمعة مضيئة وسط مدينة جباليا، شمال غزة، المظلم.
المخترع الفلسطيني محمود شاهين
بداية الفكرة منذ 21 عاماً
واستطاع أستاذ الكيمياء محمود شاهين (55 عاماً) أن يوجد ما يبحث عنه كل فلسطيني يسكن غزة.
يقول شاهين لـ"العربية.نت" "هذه التجربة راودتني منذ نحو أكثر من 21 عاماً، عندما أتى بالخلايا أحد التجار الفلسطينيين من داخل المدن الإسرائيلية، دون أن يعلم طبيعة عملها، فأخذتها منه وبدأت في ترتيب الخلايا وشبكها بأجهزة ومعدات، حتى استطعت أن أنير منزلي بشكل كامل بـ 220 فولت، كأي منزل في غزة، دون الاستعانة بشركة كهرباء غزة".
ولم يكن الحال بالنسبة لمشكلة الكهرباء بشكل أفضل منذ عشرين عاماً عن هذه الفترة. وقال شاهين "كان انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير جداً في وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يسيطر على كل الأراضي الفلسطينية، ولهذا جاءتني الفكرة منذ تلك السنوات، ولا زال منزلي يضيء وسط جباليا التي اعتاد سكانها على الظلمة".
ودمرت إسرائيل منذ أن أحكت قبضتها وحصارها على قطاع غزة، شركة الطاقة الوحيدة التي تغذي مناطق قطاع غزة في 2006م، بعد أن أسرت فصائل فلسطينية خلال عملية عسكرية لجندي إسرائيلي وأدخلته على غزة، ومنعت إدخال قطع غيار لإصلاحها.
توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بسيط جداً
يشير شاهين إلى أن الأجهزة التي تنير منزله تصل لأكثر من 3000 وات. وقال "هذا يعني أن كل أجهزة المنزل تعمل بشكل عاد جداً طوال الليل والنهار، الأمر الذي حفّز مئات الأسر الفلسطينية للاستفسار عن جدوى وتكلفة هذا العمل في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي".
وبحسب أستاذ الكيمياء شاهين، فإن فكرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بسيطة جداً. وقال شاهين "تحتاج فقط إلى عدد من الخلايا الشمسية التي تقوم بتحويل الضوء الساقط عليها إلى إلكترونات تخرج في أسلاك، ومن ثم تصل إلى بطاريات السيارات التي تضعها أسفل الخلايا الشمسية. وهنا تبقى هذه البطاريات محتفظة بشحناتها الكهربائية، إلى حين الاستفادة منها".
واستطاع شاهين تحويل عدد من الكراسي الكهربائية للمعاقين في غزة، إلى العمل بالطاقة الشمسية. وقال شاهين "يعاني كل المعاقين من انقطاع التيار الكهربائي، وهذا يعني عدم مقدرتهم على شحن بطاريات كراسيهم الكهربائية، ولهذا حوّلت عدد كبير من تلك الكراسي للعمل بالطاقة الشمسية".
إشماس طويل في الشرق الأوسط
وقال المبدع الفلسطيني "تمتاز منطقة الشرق الأوسط بأطول فترات الإشماس على مدار العام، وبإمكان الدول العربية أن تستغني عن الوقود والمحروقات وأن تستفيد من الطاقة الشمسية في إنارة مدنها".
ويحلم الأستاذ شاهين بأن تحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة. وقال: "قدمت مشروعي هذا للجهات الدولية المانحة، وأتمنى الموافقة عليه لأبدأ في تنفيذ مشروع إنارة قطاع غزة، أو على الأقل المؤسسات الهامة كالمستشفيات والشوارع الرئيسية".