فضيحة إنتخابات حزبية في جامعة مؤتة

فضيحة إنتخابات حزبية في جامعة مؤتة
أخبار البلد -   حسين الرواشدة 

ما حدث في انتخابات طلبة جامعة مؤتة، يجب أن يفتح عيوننا على سلوك بعض الأحزاب التي تتسابق لاختطاف الصناديق، لكي لا أقول اختلاسها، صحيح من حق الأحزاب أن تعمل في الجامعات، وأن تثري عملية التحديث السياسي من خلال صناعة «بروفة» انتخابية، أو إجراء تمرين سياسي، صحيح، أيضا، من حق الطلبة أن ينضموا للأحزاب ويخوضوا انتخاباتهم على أساس برامج حزبية، لكن ما جرى في مؤتة، وما قد يجري لاحقا في جامعاتنا، كما تؤكد بعض المؤشرات، يؤكد أننا نسير بعكس ذلك تماما؛ معظم الطلبة شاركوا بالانتخابات من خلال قوائم غير حزبية، وحين فازوا تدخلت بعض الأحزاب، ومعها «المال الأسود»، والإغراءات والوعود، فاختلط الحابل بالنابل، ومن يدفع أكثر يستقطب طلبة أكثر!

حين قرأت بيانات الطلبة الفائزين، وبيانات بعض الأحزاب، وما تضمنته من تضارب ومحاولات غير موفقة لإثبات (النسب) الحزبي أو نفيه، انتابني إحساس بالحزن والخيبة، معقول نسمح للتجارة الحزبية غير المنضبطة أن تفتح بازار التحديث السياسي بالمزايدات غير المشروعة والصيد الجائر، معقول نقف مكتوفي اليدين أمام حركة مجهولة لأموال تُدفع بلا رقابة ولا محاسبة، معقول نشوه وعي طلابنا الذين استبشرنا بإعادتهم إلى ميادين المشاركة في العمل الوطني، ونزرع فيهم أشواك الانتهازية السياسية؟

لا بأس أن تتنافس الأحزاب داخل حرم الجامعات، وأن تقدم برامجها، وتستقطب مزيدا من الأعضاء والداعمين؛ نحن بحاجة إلى مراكب وطنية تأخذ شبابنا إلى دفة العمل السياسي النظيف، وتخرجهم من دوامة المشاجرات والصراعات على تخوم الهويات الفرعية، وتضبط أنصبة الفاعلين السياسيين على ميزان عادل، لا ترجح فيه كفة أي طرف على حساب طرف آخر، لكن هذا يتطلب أن تدخل الأحزاب للمجتمع، والجامعات تحديدا، من بوابات مشروعة، وعلى مبدأ (الشرف الوطني)، وفي سياق خدمة بلدنا وإنجاح تجربته الإصلاحية، لا من بوابات «الفهلوة» والادعاءات المغشوشة بالدعم من هنا وهناك.

الدولة، بكافة إداراتها، على مسافة واحدة من الجميع؛ هذه الرسالة يجب أن تصل للجميع، أمناء الأحزاب الذين يرفع بعضهم شارات الاستقواء والمباركة والفوز مسبقا، الأردنيون الذين ما زالوا يتوجسون من سلوك بعض الأحزاب، ومن إرث الوصايات، لا مجال، أبدا، لإفشال تجربة التحديث، أو تعطيلها، في هذه المرحلة، فهذه تمثل مشروع الدولة الذي ضمنه الملك، ومن واجب جميع الأردنيين أن يدركوا ذلك، وأن يتعاملوا معه بمنطق الوطنية الحقة، لا الحسابات الشخصية المغلفة بتوزيع الوعود والمحاصصات، والبحث عن الغنائم السياسية.

نريد أن نخرج، حتى نهاية هذا الشهر، بانتخابات جامعية نزيهة، تشكل «بروفة» مشرقة لانتخاباتنا البرلمانية القادمة، نريد أن نسمع عن رقابة ومحاسبة حقيقية لكل من يحاول أن يفسد أو يحرف بوصلة العملية السياسية، أو أن يصطاد في المياه المعيشية العكرة لأبنائنا، هؤلاء الذين يحتاجون لعقلاء وملهمين، لا لقناصي فرص، ولأحزاب تأخذهم إلى سكة السلامة الوطنية، لا لأحزاب تعلمهم دروسا في الانتهازية السياسية. وفهمكم كفاية.
شريط الأخبار أجواء باردة وأمطار غزيرة وتحذيرات من السيول في عدة مناطق بالمملكة وفيات الأردن اليوم السبت 27-12-2025 اشتداد تصنيف المنخفض الجوي الذي يؤثر على الأردن.. طقس العرب يعلق الجمارك تعلن دوام كوادرها السبت الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة: لا تربطوا المزاريب على الصرف الصحي عن الضربات الجوية الأردنية للسويداء... الصرايرة يكتب خطة حكومية للبيوت المهجورة في عمان العجارمة لطلبة التوجيهي: أنتم أكبر من امتحان وأنبل من نتيجة التعمري لاعب الشهر في نادي رين الفرنسي الأمن: إصابة شخص في الطفيلة نتيجة استخدام (الشموسة) 33 ألف طالب وطالبة يتقدمون لأول امتحانات "تكميلية التوجيهي" السبت بالفيديو: مقتل مستوطنين وإصابة 6 في عملية دهس وطعن قرب العفولة الأردن يدين تفجير مسجد في حمص ويؤكد تضامنه الكامل مع سوريا غارات إسرائيلية عنيفة على جنوبي لبنان والبقاع انقطاع مياه الديسي 4 أيام عن عمان والزرقاء – إليكم المناطق المتأثرة الأرصاد تصدر تحليلاتها الاخيرة حول الثلوج في الأردن وكالة الأنباء السورية: 3 قتلى و5 مصابين في حصيلة أولية لانفجار حمص نصف مليار دينار قيمة صادرات الأردن للاتحاد الأوروبي خلال 10 أشهر للتذكير.. مناطق بعمان والزرقاء ستتأثر بانقطاع المياه الأسبوع المقبل - أسماء أسعار الذهب والفضة تسجل مستويات قياسية جديدة