أعلن الطلاب المعتصمون في جامعة هارفارد الأمريكية تضامناً مع فلسطين، توصلهم إلى اتفاق مع الإدارة لإنهاء الاعتصام في حرم الجامعة، مقابل قبول مطالبهم ومناقشة بعضها، فيما تواجه "كولومبيا" أزمة تمويل، إذ قرر عدد من الممولين وقف دعم الجامعة التي أصبحت رمزاً للاحتجاجات الجامعية في العالم.
وفي بيان، قال الطلاب الذين ينصبون خياماً في حرم الجامعة بولاية ماساتشوستس احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية على غزة، إنهم قرروا فضّ المخيم في الحرم بعدما توصلوا لاتفاق مع إدارة الجامعة بشأن مطالبهم.
وكانت مطالب الطلاب من جامعتهم إنهاء علاقاتها مع إسرائيل وسحب استثماراتها لديها، وفرض مقاطعة أكاديمية عليها بسبب الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وذكر البيان أن "إدارة جامعة هارفارد وافقت على عودة الطلاب المفصولين، ووافقت على مناقشة سحب استثماراتها في إسرائيل".
وأشار إلى أنه سيتم عقد اجتماع مع إدارة الجامعة لبحث إنشاء مركز للدراسات الفلسطينية.
يذكر أن الجامعة فصلت ما لا يقل عن 20 طالباً من الداعمين للمخيم التضامني المستمر منذ 3 أسابيع.
وتكثف العديد من إدارات الجامعات في الولايات المتحدة جهودها لإنهاء الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعاتها مع اقتراب احتفالات التخرج.
أزمة في جامعة "كولومبيا"
فيما تواجه جامعة كولومبيا نزوحاً جماعياً لبعض أهم داعميها الماليين، بعد أن أصبحت رمزاً للاحتجاجات الجامعية نصرة لغزة.
بحسب صحيفة"The Times"البريطانية، فقد قال ليون كوبرمان، المستثمر الملياردير ومدير صندوق التحوط الذي يمتلك حصة أقلية في مانشستر يونايتد، إن الاحتجاجات كانت "فوضى منظمة"، متهماً المسؤولين بالفشل في توفير بيئة آمنة للطلاب.
وأكد كوبرمان، الذي تبرع بعشرات الملايين من الدولارات لجامعته الأم، أنه سيوقف مؤقتاً أي تبرعات أخرى خارج تلك المخصصة لكلية إدارة الأعمال بالجامعة. وقال: "لقد منحت كولومبيا على الأرجح حوالي 50 مليون دولار على مدى سنوات عديدة. سأقوم بتعليق عطائي. سأعطيها لمنظمات أخرى".
فيما قالت أنجليكا بيري، رئيسة مؤسسة راسل بيري، التي منحت ما يقرب من 90 مليون دولار للجامعة، في رسالة بالبريد الإلكتروني إنها ستعلق التبرعات المستقبلية، وغالباً ما كان تبرعات المؤسسة مرتبطاً بإسرائيل والقضايا اليهودية.
وكتبت رئيسة الجامعة منيوش شفيق مقالاً في صحيفة فايننشيال تايمز اعتبر بمثابة رسالة للمستثمرين، قالت فيه إن كولومبيا يتعين عليها القيام ببعض "البحث الجاد عن الذات". وكتبت أنها استمعت إلى مطالب المتظاهرين بسحب أموال المدارس من الشركات الإسرائيلية التي تدعم الحرب في غزة. وأضافت: "لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق، لكن هذا لا يمكن أن يكون نهاية الحوار".
وتعتمد جامعة كولومبيا بشكل كبير على مانحيها الأثرياء، فضلاً عن شبكتها الواسعة من الخريجين المؤثرين، الذين يساهمون في إجمالي ما يصل إلى 20 مليون دولار سنوياً.
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسّعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا، وجامعات دولية.