اخبار البلد_ قدم رئيس مجلس ادارة شركة مناجم الفوسفات وليد الكردي استقالته من الشركه اعتبارا من اليوم منوها الى ان الشركه حققت خلال الاعوام الست الماضيه التي تولى فيها رئاسة مجلس ادارتها مليار دولار ارباحا صافيه للشركه و652 مليون دولار ذهبت لخزينة الدوله.
نص استقالة الكردي والتي جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة مجلس ادارة شركة مناجم الفوسفات الاردنية الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(وأما الزبد فيذهب جفاءاً وأما ما ينفع فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم
اتقدم منكم جميعاً بالتحية والتقدير على دعمكم وحسن تعاونكم طوال الفترة التي تزاملنا فيها معاً، في مجلس الإدارة، فكان حماسكم مصدر لحماسي، وتشجيعكم أكبر حافز لي، لبذل أقصى الجهد، خدمة لبلدنا وللشركة، وخيرالعاملين فيها.
فقد حظيت بشرف العمل في شركة مناجم الفوسفات الاردنية في آخر ست سنوات، عرفتكم خلالها مثالاً للحرص والالتزام بمصالح الشركة، مثلما لمست عن كثب، كم كان كل العاملين فيها، في مختلف مواقع الانتاج وفي مقرها الرئيسي مثالاً لحب الوطن، والاخلاص والتفاني في سبيل الإنجاز، وهو ما اصبح واضحاً وملموساً على أرض الواقع.
وأؤكد هنا أنني أفتخر بهم جميعاً واعتز بقدرتهم وبجهدهم الخلاق، الذي هو صفة الانسان الاردني في مختلف مجالات الحياة. وبفضل ذلك ورغم قصر هذه الفترة الزمنية، حققنا أرباحاً وصلت الى ما يقارب مليار دولار، وأدخلنا لخزينة الدولة ما يزيد عن (652) مليون دولار واستقطبنا استثمارات الى الاردن بما يقارب 1.5 مليار دولار، وحققنا أعلى معدلات انتاج في سنة واحدة لم تحققها الشركة منذ انشائها. وانشأنا الميناء الجديد الخاص بالتصدير في العقبة، لإنهاء مشكلة التلوث بغبار الفوسفات الذي تعاني منه المدينة منذ عقود.
كما أعدنا تأهيل مرافق المجمع الصناعي بعد انتهاء عمره الافتراضي ليعود قادراً على الانتاج بأعلى المواصفات. وبذلنا أقصى جهد ممكن كي تنعكس انجازات هذه الشركة، على الاهل في المناطق المجاورة للإنتاج حتى وصلنا الى مرحلة متقدمة من المشاركة في عملية التنمية، بدافع الواجب الوطني، مكملين بذلك جهود الدولة.
وكان تجسيد مفهوم المسؤولية الإجتماعية أولوية بارزة لنا خلال المرحلة. فمن توفير مدينة سكنية كاملة الى مساعدات تنموية للبلديات والجمعيات الخيرية والمجتمعات المحلية في مناطق عملنا. وتجاوزنا ذلك الى قيامنا بتوظيف الجزء الاكبر من ارباح الشريك الاستراتيجي الممثل بسلطنة بروناي ودولة الكويت الشقيقة – واللتان يسجل لهما تفهمهما الكامل لخططنا وقناعتها الراسخة بالمشاريع والخطط المستقبلية – في انشاء مشاريع قائمة وموجودة الان على ارض الواقع وتدر ارباحاً وتوظف اخواننا. كما قمنا بزيادة رأس المال المحلي ايضاً في الشركتين الهندية واليابانية.
ولم نتوقف عند هذا الحد بل أجرينا حزمة واسعة من التعديلات على (دخول) العاملين في الشركة ومكتسباتهم، التي يستحقونها عن جدارة كحق لهم على جهودهم دون منة من أحد.
انني على يقين بأن المستقبل لهذا الصرح الاقتصادي الاردني الكبير، سيحمل معه كل الخير، بالرغم من حملات التشكيك والتصيد ونكران الانجاز وتغييب الحقائق التي ادت الى التأثير على مقدراتها، والاضرار بمصالحها. وفي ظل هذا المشهد العام الملتبس، وحتى لا يبقى العاملون في الشركة أسرى الانتظار والقلق، والتعرض لضغوطات تنعكس فيما بعد على الانتاج وربما على وجود الشركة ذاتها، فقد آثرت أن اقدم استقالتي برغبة شخصية خالصة، أساسها الحفاظ على الشركة وتغليب العام على الخاص.
السادة مجلس الادارة الموقر
انني اترك موقعي هذا اليوم، غير طامح أو راعي في شيء سوى رضى الله وراحة البال وحسن الختام. وانني ادعو الله من كل قلبي أن يستمر عطاء هذا الصرح الكبير، وأن يبقى مصدر الهام للمخططين الاقتصاديين، وانموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم، من حيث الانجاز والتوسع والقفزات النوعية، ومن حيث التطوير والنهوض بالمجتمع ككل.
واعذروني اخوتي وابنائي العاملين في الشركة على أي زلة او موقف صدر مني دون قصد، في غفلة من زحمة العمل ومسؤولياته واعذروني على حالة الحيرة والترقب التي مرت بها الشركة، نتيجة هذا المشهد العام المؤلم وأنا ارى أن المستقبل سيجلو عن هذه المرحلة بعض غبارها. ويقيني أن الاردن سيظل كبيراً طيباً عظيماً، وأن قيادنتا الهاشمية الملهمة ستبقى شمساً تشرق على كل الاماكن في وطننا الحبيب، وتبقى حاضرة في الازمنة. حمى الله بلدنا وشعبنا الردني الطيب، وقيادتنا الهاشمية الملهمة وحماكم الله جميعاً... وسدد خطاكم على طريق الخير والفلاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته