خاص لـ أخبار البلد - رائده الشلالفه
غيّب الموت الزميل المصور الصحفي زهران زهران 51 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض، ليختم حياته بين يدي خالقه فيما هو يعايش إبتلاء المرض.
ومن أحبه الله عز وجل ابتلاه ، ومن أحبه الله تعالى أحبب الناس به، وقد كان الزميل زهران قريبا وصديقا للغالبية من الزملاء الصحفيين الذين بادلوه الحب حبا والاحترام تقديرا وثناء .
رحل الزميل زهران وفي جعبة المدونة الاعلامية الأردنية والعربية كماً وافراً من الصور الصحفية التي رصدت الحال السياسي يشخوصه واحداثه حينا، كما رصدت عدسته بفنٍ واحتراف مجريات الحدث الرياضي الاردني والعربي، وكذلك رافق عدسته كماً لا يستهان به للتقارير الاجتماعية وغيرها .
الزميل الراحل لم يكن محض مصورٍ صحفي فحسب، بل كان يقود عدسته مدفوعا بحسه الانساني اللصيق بمهنته كصحفي يلتقط الحدث بأبعاده التقنية ممزوجا بعين الانسان أولا، وأذكر في هذا المقام يوم رافقني لتصوير احدى السيدات التي تعرضت حفيداتها وأمهن للاختطاف في لبنان قبل سنوات، وعندما تحدثت السيدة / الجدّة عن لوعتها على حفيداتها، وحين انهمرت دموعها السخية النقية ، كان قلب الراحل زهران يلتقط وجعها قبل عدسته، وقد سجلت عدسته دموعا السيدة بحرفية فيها من الوجع ما يغني عن الكلمات .
زهران زهران الانسان المثابر كان رفيقا لكل صحفي زامله، تجده في مكان التصوير قبل الزملاء، لم يكن يشكو او يتذمر وتراه حاضرا في قلب الحدث يرصده ويسجله بأمانة ووفاء لادراكه ان عالم الصحافة رسالة انسانية اولى تستوجب الالتزام والصدقية وهكذا كان .
خارج العمل الصحفي، واكب زهران حياته الاجتماعية بكثير من الحياة والابداع، فلم تكن تفارقه الكاميرا ليكون حاضرا متأهبا لرصد اللحظات الآفلة بحلوها ومرها، ولم يتعامل قط مع الكاميرا كمصدر رزق وإنما كمصد حياة !
الزميل الراحل زهران من أوائل المصوريين الصحفيين الذين أثبتوا جدارتهم المهنية الاعلامية، وقد عمل مصورا صحفيا منذ ما يزيد على 20 عاما في عدة صحف محلية وعربية، ووكالات أنباء عالمية، ومطبوعات ومجلات محلية وعربية وعالمية.
وكان الزميل زهران رحمه الله، الذي يعد من أوائل المصورين الصحفيين الذين أدخلوا الكاميرات الرقمية إلى الصحافة الأردنية،وتميزبتفانيه وحبه للعمل، وإبداعه في صوره التي شارك فيها بمعارض محلية وعربية وعالمية متخصصة.
وبعد أن أثرى الزميل زهران المؤسسة الاعلامية الاردنية بموهبته وحرفيته ، وبعيدا عن حمى السياسة والحدث الصحفي، انتزع المرض زميلنا زهران، ليرقد مطولا تحت الرعاية الطبية، ليعوده الزملاء الصحفيين كافة في مرضه يناشدونه العودة بينهم، لكنها مشيئة الله عز وجل، أن يسترد وديعته تحت مطر اليوم الخامس عشر من آذار، فإلى رحمة الله وغفرانه زميلنا زهران،،، رحمك الله رحمة واسعة من عنده، ووهبك مغفرة كبيره من لدنه، وإنا لله وإنا إليه راجعون .