اخبار البلد_ ماهر ابو طير _ هناك تسريبات تنساب وتجس النبض ازاء احتمال اعلان حالة الطوارئ في الاردن،لاسباب عدة،والتسريبات المبكرة تحاول قراءة ردود الفعل على مسارات متعددة.
عدد من الناشطين في الحراكات يعتقدون ان هناك إلماحات ميدانية لاحتمال اعلان الاحكام العرفية او اعلان حالة الطوارئ، ويعتقد هؤلاء ان اعتقال الناشطين،والتشدد في ردود الفعل في الفترة الاخيرة يعود الى بدء التهيئة لاعلان حالة الطوارئ في البلد،خصوصا،بعد طعن شرطي،والاعتداء على مرافق عامة بالحجارة وغير ذلك.
مستويات سياسية اخرى تقول ان مذكرة المئة شخصية التي لم يتم الاعلان عنها بعد ستحوي مطالبة من هذه الشخصيات بإعلان حالة الطوارئ،نظرا للفوضى التي تعم البلد،ونظرا لوصول الامور الى مرحلة صعبة جدا،لم يعد ممكنا فيها ضبط الامور على مستويات فردية،خصوصا،ان الامور مؤهلة للتصعيد.
سيناريو اعلان حالة الطوارئ بحاجة الى سبب كبير،ويقول محللون ان انفجار الوضع السوري تجاه الاردن،وهو امر محتمل،خصوصا،اذا حدثت تداخلات عسكرية خلال الفترة المقبلة،سيكون السبب الاساس في اعلان حالة الطوارئ في البلد،لمواجهة تداعيات الوضع السوري،وبالتالي ترتيب الوضع الداخلي تحت وطأة الوضع الاقليمي،وهذا التصور مربوط بدرجة اساس بنشوب حرب في المنطقة،او انفجار الوضع السوري بشكل خطير بما يؤثر على دول الجوار.
لااعتقد ان مجرد التفكير باعلان حالة الطوارئ سيحل المشاكل،لان حالة الطوارئ تم فرضها في دول اخرى،فلم تحقق غايتها،ولان اعلان حالة الطوارئ ايضا سوف يتسبب بخسائر كبيرة على اصعدة مختلفة،من بينها الوضع الاقتصادي،وجاذبية البلد السياحية،وغير ذلك،وهذه خسائر ليست سهلة،كما ان اعلان حالة الطوارئ،قد يؤدي الى نتائج عكسية،فلا احد يضمن ان تؤدي هذه الحالة الى ترتيب البيت الداخلي،ولربما ستؤدي الى انفلات اوسع،وغرق في عناوين جديدة لا نتوقعها.
هناك حلول افضل من حالة الطوارئ،ابسطها ايجاد حلول اقتصادية،والدعوة لمؤتمر وطني عام،يشارك به كل رموز الحراكات والاحزاب وممثلو مؤسسات المجتمع المدني والاعيان والنواب،وغيرهم من فعاليات،والوصول معا الى وصفة توافقية ازاء مختلف القضايا،عبر جدول زمني يقرر فيه الناس معا،منح البلد فرصة للهدوء واعادة ترتيب اوراقه،ومع هذا ايجاد مخرج عبقري لقضايا الفساد،التي بات الحديث عنها مضرا لسمعة البلد،اكثر من ضرر النهب والسرقة،ولايمكن ان نبقى الف عام نتحدث في قضايا الفساد،دون حسم واغلاق لكثير من الملفات عبر المحاسبة ورد حقوق البلد،والحلول الاخرى كثيرة،يمكن الوصول اليها بمجرد ان تتوفر النية لهذه الحلول.
اعلان حالة الطوارئ بسبب حرب ضد سوريا،او بسبب انفجار الوضع الامني في سوريا تجاه الاردن،لاقدر الله،امر غير مقبول،لاننا شهدنا حربا على العراق،وثورة في مصر،وانتفاضة في فلسطين،وثورة مسلحة في سوريا،وكل هذه الدول دول جوار،ولم يتم اعلان حالة الطوارئ،ولهذا لايمكن تبرير حالة الطوارئ في بلد ديمقراطي،تحت عنوان الظرف الاقليمي،لان لاسوابق في هذا الصدد.
اذا كانت وصفة اعلان حالة الطوارئ،حلا سحريا ينصح به خبراء او مقربون او مسؤولون سابقون او حاليون،فان هذا الحل،يحمل في احدى طياته مراهقة كبيرة،وخفة سياسية،وبدلا من هذه الحلول التي تتسم بالعبقرية ظاهرا،وبعدم العمق حقيقة،قد تؤدي الى نتائج عكسية جدا،مثل الدواء الذي يقرر المريض تناول جرعة كبيرة منه،املا في الشفاء،فأذ بالجرعة المرتفعة تحطم مناعته وتسبب له اثارا جانبية،وقد تهدد حياته.
لم نفقد الامل بعد في حلول كثيرة،ولانريد توتير الناس بحل مثل اعلان حالة الطوارئ،فما زال للحوار مكانه،ومازال للكلام تأثيره،ومازال الناس يستحقون ان يتم الوصول معهم الى حل وسط بعيدا عن التلويح بحالة الطوارئ،التي رأيناها في مصر على مدى سنين طويلة،لكنها لم تمنع الانفلات الاكبر،والفوضى المدمرة في نهاية المطاف.
سيناريو إعلان حالة الطوارئ في الأردن...
أخبار البلد -