كشفت الأبحاث الحديثة أن الضرر العصبي الناجم عن الالتهابات الفيروسية الحادة، مثل زيكا وكوفيد-19، ناجم عن استجابة الجهاز المناعي، وخاصة من خلال مجموعة فريدة من الخلايا التائية. وينقل هذا الاكتشاف التركيز من الفيروسات إلى الجهاز المناعي، مما يوفر طرقًا جديدة للعلاج.
استراتيجيات علاج جديدة
وفي التفاصيل التي نشرها موقعscitechdaily، أن دراسة حديثة اكتشفت أن الخلايا التائية، وليس الفيروسات، هي المسؤولة عن الضرر العصبي في أمراض مثل زيكا وكوفيد-19، مما يقترح استراتيجيات علاجية جديدة.
ولسنوات، كان هناك اعتقاد طويل الأمد بأن الالتهابات الفيروسية الحادة مثل Zika أو COVID-19 هي المسؤولة بشكل مباشر عن الضرر العصبي، لكن باحثين من جامعة ماكماستر اكتشفوا الآن أن استجابة الجهاز المناعي هي التي تقف وراء ذلك.
البحث، الذي نُشر في الخامس من فبراير الجاري، في مجلة Nature Communications، أشرف عليه إليزابيث بالينت، طالبة دكتوراه في جامعة ماكماستر، وعلي الأشقر، الأستاذ في قسم الطب وكرسي أبحاث كندا في المناعة الطبيعية ووظيفة الخلايا القاتلة الطبيعية. .
دور الخلايا التائية في الأمراض العصبية
تقول بالينت: "كنا مهتمين بمحاولة فهم سبب ارتباط العديد من حالات العدوى الفيروسية بالأمراض العصبية”، مضيفة: "تشير أدلتنا إلى أن الفيروس نفسه ليس هو الذي يسبب الضرر، ولكن مجموعة فريدة من الخلايا التائية، التي تعد جزءًا من الجهاز المناعي، هي المسؤولة فعليًا عن الضرر”.
وللوصول إلى هذا الاستنتاج، ركز فريق ماكماستر على فيروس زيكا. وأثناء الاختبارات المعملية، كما كان متوقعا، وجد الباحثون خلايا تائية خاصة بفيروس زيكا ومصممة للقضاء على الخلايا المصابة. لقد وجدوا شيئًا آخر أيضًا.
تابعت: "الأمر المثير للاهتمام في دراستنا هو أنه على الرغم من أننا وجدنا بعض الخلايا التائية الخاصة بفيروس زيكا، فقد حددنا الخلايا التي لا تعمل مثل الخلايا التائية الطبيعية وكانت تقتل الكثير من الخلايا التي لم تكن مصابة بفيروس زيكا”.
وتسمى هذه الخلايا خلايا NKG2D+CD8+ T ويقول الباحثون إن استجابتها العدوانية مسؤولة عن الضرر العصبي الذي تعاني منه من عدوى تتجاوز مجرد فيروس زيكا، مثل كوفيد-19 وحتى الصدمة الإنتانية.
الاستجابة المناعية والعلاجات المحتملة
الاستجابة العدوانية هي نتيجة إنتاج الجسم لكميات كبيرة من البروتينات الالتهابية تسمى السيتوكينات، والتي تساعد باعتدال على تنسيق استجابة الجسم في مكافحة العدوى أو الإصابة عن طريق إخبار الخلايا المناعية إلى أين تذهب وماذا تفعل عند وصولها.
وتذكر الباحثة: "إذا كانت الخلايا المناعية في الجسم تبالغ في رد فعلها وتفرط في إنتاج السيتوكينات الالتهابية، فإن هذه الحالة ستؤدي إلى تنشيط غير محدد لخلايانا المناعية مما يؤدي بدوره إلى أضرار جانبية. يقول الأشقر: "قد يكون لهذا عواقب وخيمة إذا حدث في الدماغ”.
ويقدم هذا الاكتشاف للباحثين والعلماء هدفًا جديدًا لعلاج الأمراض العصبية الناجمة عن الالتهابات الفيروسية الحادة. في الواقع، لقد وجد بالينت بالفعل علاجًا يبشر بالخير.
فيما يقول الأشقر: "لقد أجرت إليزابيث تجارب على جسم مضاد يمكنه منع وعلاج السمية العصبية المدمرة بشكل كامل في النموذج الحيواني، والذي يخضع بالفعل للتجارب السريرية لاستخدامات مختلفة على البشر”.
وفيما تأمل بالينت أن تواصل عملها من أجل إيجاد علاج فعال لدى البشر، قالت: "هناك عدد قليل من الفيروسات الأخرى المختلفة التي نحن مهتمون بدراستها، والتي ستساعدنا في إيجاد أفضل خيارات العلاج”.