منذ أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم على قطاع غزة قبل 82 يوما، حتى بدأت الأصوات تتعالى في داخل الأراضي المحتلة وشرع المسؤولون في حكومة الاحتلال لترويج فكرة تهجير سكان القطاع.
رغم المعارضة الدولية لا سيما العربية ومن الأردن ومصر على وجه التحديد لهذه الفكرة إلا أن الاحتلال لم يتوانى عن ترويجها والعمل على تحقيقها من خلال تنفيذ ابادة جماعية بحق المدنيين وإجبار من بقي على قيد الحياة للفرار ناجيا بحياته.
وفي هذا الصدد تناولت صحيفة هآرتس العبرية في افتتاحيتها الحديث المتزايد بين السياسيين لدى الاحتلال عن تسهيل "مغادرة سكان غزة إلى بلدان أخرى، حيث يواصل المشرعون الضغط من أجل القيام بذلك تحت ستار المساعدات الإنسانية، محذرة من أن تلك فكرة مشوهة وغير مقبولة.
وعرض عضو الكنيست داني دانون من الليكود ما اعتبره حلا لمشكلة غزة، قائلا إنه تلقى اتصالات من "دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا ترغب في استيعاب اللاجئين من قطاع غزة"، موضحا أن هذا الأمر "سيسهل الأمر على سكان غزة الذين سيبقون في القطاع، فضلا عن جهود إعادة بناء القطاع".
وليقنع الآخرين بغايته قدم دانون مثال ما جرى في سوريا على فكرته المشوهة وغير الأخلاقية التي عبّرت عن تفاهة حله وفقدانه الوعي الذاتي، حسب الصحيفة، قائلا: "هذا يحدث في كل حرب، انظر إلى ما حدث في سوريا، انتقل 1.5 مليون شخص إلى الأردن، و3 ملايين إلى تركيا، وبضعة ملايين أخرى إلى أوروبا".
واستغربت الصحيفة إصرار دانون على أن ما يقترحه من نقل السكان سيكون "طوعيا"، ورأت أن محاولة إظهاره فرار سكان غزة للنجاة بأرواحهم كما لو كان مغادرة "طوعية"، "مزحة سمجة"، في الوقت الذي يتم فيه قصف غزة بلا هوادة.
وتجاوز عدد الشهداء أكثر من 21 ألف شخص، وتم محو أحياء بأكملها، كما وأصبح القطاع يعاني من أزمة إنسانية، حيث لا يوجد ماء ولا طعام، وتنتشر الأمراض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأكثر إثارة للقلق في هذا الموضوع هو أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يناقش هذه القضية، حيث قال ردا على تصريح دانون: "إن إسرائيل يجب أن تشكل فريق عمل للتعامل مع هذه القضية، وإن مشكلتنا هي الدول التي ترغب في استيعابهم، ونحن نعمل على هذا الأمر".