10% من القتلى الإسرائيليين بغزّة سقطوا برصاص زملائهم
- السبت-2023-12-23 | 07:52 pm
أخبار البلد -
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيليّ أنّه سيفتح "تحقيقًا معمقًا” بعد أنْ أظهر مقطع فيديو تمّ نشره على وسائل التواصل الاجتماعيّ دبابة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ تقصف فيما جندية تقف أمامها.
وقال الجيش في بيان إنّ "الحادث الذي يظهر في الفيديو خطير ويخالف تمامًا تعليمات السلامة الصادرة عن الجيش الإسرائيلي”، مشدّدًا على أنه "سيكون هناك تحقيق معمق وسيتم فرض العقوبات”، على حدّ تعبيره.
في السياق عينه، قُتل 20 عنصرًا من القوات الإسرائيلية المشاركة في العمليات البريّة داخل قطاع غزة، "بنيران صديقة وحوادث أخرى متفرقة”، وليس خلال اشتباكات مع مسلحي حماس، حسبما نقلت صحيفة تايمز أوف اسرائيل عن الجيش الإسرائيلي. وأوضحت المصادر أنّ ذلك يعني أنّ أكثر من 10 في المائة من الجنود الإسرائيليين، الذين قتلوا في قطاع غزة، قضوا بنيرانٍ صديقةٍ.
وذكرت الصحيفة أنّه "من بين 105 جنود قتلوا في غزة، لقي 13 عنصرًا حتفهم بنيران صديقة، في غارات جوية وقصف للدبابات وإطلاق نار”، وفقا لبيانات أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيليّ.
وقتل عنصران في حادث دهسمركبات مدرعة تابعة للجيش، فيما قتل جنديان آخران بعد إصابتها بشظايا عرضية لمتفجرات أطلقها الجيش الإسرائيلي.
وقدّر الجيش الإسرائيلي أنّ هناك عددًا من الأسباب التي أدّت إلى وقوع هذه الحوادث المميتة، بما في ذلك "العدد الكبير من القوات العاملة في غزة، ومشاكل الاتصال بين القوات، وتعب الجنود وعدم اهتمامهم باللوائح”، على حدّ قوله.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه يقوم باستمرار بـ”تقييم القتال الدائر حاليًا في القطاع الفلسطينيّ”، بما في ذلك حالات النيران الصديقة، لاستخلاص الدروس المستفادة بسرعة”.
ومع ذلك، أشاد الجيش الإسرائيلي مرارا بالتعاون بين مختلف فروعه، وخاصة الطائرات التي تقدم الغطاء الجوي للقوات على الأرض.
ووصل إجمالي عدد القتلى من الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس في السابع من أكتوبر، إلى 434 ضابطًا وجنديًا، من بينهم 105 منذ بدء التوغل البريّ، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الأمن الإسرائيلية.
وأصيب 582 جنديًا آخرين في العملية البرية، من بينهم 133 بجروح خطيرة، و218 بجروح متوسطة، و231 بجروح طفيفة، وفقًا لبيانات نشرها الجيش الإسرائيليّ بشكلٍ رسميٍّ.
وأكّدت الصحيفة أنّ الجيش الإسرائيليّ بدأ باتخاذ سلسلةٍ من الإجراءات لمحاولة الحدّ من ظاهرة إطلاق النار، بسبب خطأ في تحديد الهوية.
كما أوضحت أنّ المشكلة الأساسية تتمثل في تحديد الهوية والتنسيق بين القوات وإغلاق دائرة النار، نظرًا لتواجد أعدادٍ كبيرةٍ من الجنود في غزة.
ولذلك، قام الجيش بتحليل الأحداث من أجل عدم تكرار مثل تلك الحوادث، والسعي لتوزيع المعلومات مباشرة على القوات الميدانية، بحسب الصحيفة الإسرائيليّة.
وشنّت حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) هجمات في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي ضدّ بلداتٍ جنوبي إسرائيل، ممّا أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصفٍ جويٍّ مكثفٍ على القطاع ترافق مع توغل بري منذ 27 تشرين الأوّل (أكتوبر)، مما أوقع أكثر من 20 ألف شهيدٍ فلسطينيٍّ، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب سلطات وزارة الصحة الفلسطينيّة في قطاع غزّة.
الأزمات النفسية تنهش جنود الاحتلال
إلى ذلك، أفادت صحيفة (هآرتس)، استنادًا إلى معطيات عرضتها رئيسة شعبة التأهيل التابعة لوزارة الأمن ليمور لوريا خلال نقاش في لجنة الصحة والرفاه التابعة للكنيست، أنّ 2816 جنديًا بدأوا بتلقي العلاج في شعبة التأهيل منذ اندلاع الحرب على غزة، و18% منهم، أي نحو 500 شخص يواجهون أزماتٍ نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة.
وبحسب المعطيات التي عرضتها خلال النقاش التي تناولت استعداد الشعبة، تبيّن أنّ 91% من المُعالجين مُصابون بجراح طفيفة، 6% متوسطة، 3%بليغة، و48% من ضمن المُعالجين مصابون في الأطراف.
وعندما زعمت لوريا أنّ: "شعبة التأهيل موجودة، في كلّ المستشفيات، وتصل بفاعلية للجرحى الذين يحصلون على رزمة مُساعدة لهم ولعائلاتهم”، قاطع مندوبو معوّقي الجيش من مصابي ما بعد الصدمة كلامها. إذ قال ناشط إسرائيليّ، بحسب الصحيفة: "من أجل حقوق مصابي ما بعد الصدمة” إنّ شعبة التأهيل غير مستعدة لمعالجة المصابين بصدمة الحرب، مطالبًا إياها بقول الحقيقة. وأكّد أنّ الوضع ليس جيدًا، وليس لديكم موارد ولا موظفين لمعالجة هؤلاء الأشخاص، فأنتم تهملون المصابين بصدمة الحرب”.
أفيخاي ليفي، وهو معوّق في الجيش ومصاب ما بعد الصدمة، قال خلال النقاش: "أنتم تتحدّثون عن المُعوّقين الجُدد، بينما المُعوّقون الذين يجلسون هنا مُهملون، فأنا أصبحتُ سكّيرًا وعنيفًا، ولديّ ديون أكثر من 800 ألف شيكل، وأنتظر عربة خدمة أو قرض، أتضرع منذ سنة ونصف، وأنا على طريق الإفلاس، أنا أقاتل يوميًا، أين موظفو التأهيل؟ أنا ذهبتُ للقتال من أجل كل واحد وواحدة هنا وأنا أستجدي المساعدة”.