ما يجري في قطاع غزة هو قتل جماعي بروح الانتقام وانتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني ويجب على إسرائيل أن توقف جرائمها وبات الوضع في قطاع غزة مأساوي، حيث لا يتوفر لا طعام، ولا ماء، ولا شراب، والشعب يموت من الجوع والعطش، ويقوم الاحتلال بقصف المستشفيات هناك، وما يجب فعله هو وقف فوري لإطلاق النار، وأن يكون هناك حاجة لتوصيل المساعدات مع عودة النازحين إلى بيوتهم في شمال غزة، وأن يتم ربط شبكة المياه والكهرباء وعودة الاتصالات .
وفي الوقت نفسه أصبحت الأمور المتصاعدة في الضفة الغربية ليست بعيدة عن جرائم الاحتلال، حيث منذ السابع من أكتوبر قتلت قوات الاحتلال 205 من الشهداء في ظل استمرار سياسة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وداخلها وبات الاحتلال يعمل على فصل قطاع غزة عن الضفة وضرب الوحدة السياسية للشعب الفلسطيني وسرقته لارضه، حيث عمل على دعم وتعزز الانقسام بالتعاون مع أطراف إقليمية واليوم يعمل الاحتلال من خلال إجراءات حكومة التطرف على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية .
الحرب العدوانية الظالمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هي حرب على الوجود الفلسطيني وعلى الهوية الوطنية المرتبطة بالأرض وهوية الإنسان، وهي حلقة من مسلسل العدوان المتواصل على مدى ما يزيد على قرن من الزمان، كما أنها أيضا وصمة عار في جبين من يدعمون هذا العدوان ويوفرون له الغطاء السياسي والعسكري، وسوف تكون أشلاء أطفالنا الذين تمزقهم صواريخ هذا العدوان الإسرائيلي، ودماء نسائنا ورجالنا الذين تغتال آمالهم وحياتهم قذائف جيش العدوان، لعنة على الاحتلال وعلى من يقف خلفه أو يسكت عن جرائم الحرب .
ما تمارسه حكومة التطرف من مخططات شيطانية لا تخفى على احد وأصبحت واضحة ومكشوفة ومفضوحة للجميع وتتلخص في فصل القطاع عن الضفة الغربية والعمل على تنفيذ مخطط الإبادة الجماعية وترحيل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حيث يصرح بعض قيادات حكومة التطرف الإسرائيلية بضرورة تهجير الفلسطينيين .
كل هذه المؤامرات لن تنال من صمود أهلنا وقوتهم وسيتحملون الصعاب والتحديات وان جماهير شعب فلسطين لقادرة على إفشال مؤامرات الاحتلال، ففلسطين هي وطننا الوحيد الذي لا نرضى به بديلاً، وإذا كان هناك من يجب أن يرحل عن أرضنا فهو الاحتلال واليوم الشعب الفلسطيني بصموده وبقاءه يعمل على إفشال كل مخططات الاحتلال وسنظل نعمل بكل طاقتنا من أجل الانتصار في معركة البقاء رغم كل الصعاب التي تواجهنا، هذا واجب وطني وإنساني وديني قبل أن يكون خيارا سياسيا .
لا بد من تركيز الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني ليتمكن من مواجهة مخاطر الإبادة وممارسات جيش الاحتلال العدوانية ويجب العمل فورا على تأمين كل مقومات صمود أبناء شعبنا، ولا سيما في قطاع غزة الذي كان وسيظل إلى الأبد جزءاً لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، وهو جزء أصيل من المسؤولية السياسية والقانونية والوطنية ويجب التمسك في تعزيز وحدة الوطن الفلسطيني والعمل على التصدي لمؤامرات استهداف الوجود الفلسطيني .
مخططات الاحتلال لا يمكن ان تمر وما تمارسه حكومة التطرف الفاشلة فشعب فلسطين متمسك بحقوقه برغم من حرب الإبادة الظالمة والعدوان الهمجي ولا يمكن إن تنكسر إرادة شعبنا او النيل من عزيمته وكل محاولات الاحتلال الهادفة إلى كسر إرادتنا واجتثاث وجودنا الوطني في أرضنا .