ركزت محاضرة قدّمها مركز السلم المجتمعي التابع لمديرية الأمن العام، في حرم جامعة الشرق الأوسط، على التأثير الممتد لتعاطي المخدرات على سلامة وأمن المنظومة المجتمعية؛ إذ إن المجتمع المسالم والنقي يوفر بيئة مواتية لتعزيز الصحة البدنية والعقلية، والعكس بالعكس، حيث يؤدي تعاطي المخدرات إلى تدهور الصحة العامة، وزيادة معدلات الإدمان، وتفاقم اضطرابات الصحة العقلية.
المحاضرة تعد امتدادًا لسلسلة المحاضرات التي تقدمها مديرية الأمن العام من خلال إداراتها ووحداتها، في تجسيدٍ واضح وصريح من الجامعة بأن مؤسسات الدولة الأردنية كافة تعد مثالًا يحتذى بها في رسم علاقةٍ نوعية لا مثيل لها.
وركزت المحاضرة التي أدارها عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق الدكتور ياسين القضاة، وقدمها النقيب عمّار الرواجيح على مفهوم السلم الذي يُستمد من السلام، أي غياب الصراع، والعدالة، والمساواة، واحترام التنوع، وأنه لبناء مجتمع نقي وسلمي، يجب معالجة الأسباب الجذرية للخلاف، وتعزيز بيئة يشعر فيها كل فرد بالتقدير، والاستماع، والاندماج.
وأكدت المحاضرة أن مقومات المجتمع الصالح، والمتعافي، والقويم هو الذي تحرر من الفساد، والتمييز، والسلبية، ما ساهم في ظهور حالة من النقاء الشامل الذي يمتد حتى الأبعاد البيئية، والاجتماعية، والفردية، ليكون السلام الداخلي كالمنبه الذي يعد أساسًا للطمأنينة.
وجاء في الجلسة الثانية التي قدمها النقيب سلامه العوران، أن الركيزة الأولى للتخلص من الزعزعة التي تتسبب بها المخدرات تكمن في التعليم، فالمعرفة هي ترياق فعّال للجهل، ومن خلال البرامج التعليمية الشاملة، يمكن فهم التأثير العميق لتعاطي المخدرات على حياة الأفراد والأسر ونسيج المجتمع، وأنه لا بد من سن التشريعات الوقائية والتأهيلية، عوضًا عن التدابير العقابية.