تُعتبر التهابات الأذن من الالتهابات الشائعة خصوصاً في موسم الشتاء. وهي تنتشر بشكل خاص بين الأطفال،ومن الحالات التي تسبّب قلقاً بين الأهل الذين يعتبرونها تنتقل بالعدوى. فما مدى صحة ذلك؟
كيف تقع الإصابة بالتهاب الأذن؟
بسبب تركيبتها الخاصة، تُعتبر الأذن أكثر عرضةً للإصابة بالبكتيريا والفيروسات التي تطال الأنف والحنجرة فتنتقل إلى الأذن. لذلك تُعتبر التهابات الأذن شائعة بعد الإصابة برشح أو التهاب في الحنجرة. كما تبدو الأذن أكثر حساسية لدى التعرّض إلى تغيير في الضغط الجوي، لذلك يمكن مواجهة هذه المشكلة بعد السفر في الطائرة أو بعد تجربة الغطس. عندها يمكن أن تتطور حالة الالتهاب مع إفرازات زائدة تضغط على طبلة الأذن. وتجدر الإشارة إلى أنّ الالتهاب يمكن أن يصيب الأذن الخارجية أو الوسطى او الداخلية.
هل ينتقل التهاب الأذن بالعدوى؟
ثمة فكرة شائعة بأنّ عدوى التهاب الأذن تنتقل بسهولة. بحسب ما نُشر في SanteMagazine، يصبح هذا الالتهاب معدياً عندما تضغط إفرازات الأذن إلى الخارج بما أنّ هذه الإفرازات تحتوي على الميكروبات التي يمكن أن تلوث المحيط. أما في حال عدم وجود مثل هذه الإفرازات، فلا يُعتبر الالتهاب معدياً بل إنّ الالتهاب الأساسي الذي كان المصدر الرئيسي لها هو الذي يُعتبر معدياً، ويمكن أن ينتقل إلى الآخرين مثل التهاب الحنجرة والرشح.
لماذا يُعتبر الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب الأذن؟
بسبب الاتصال المباشر الذي ترتفع معدلاته بين الأطفال، يزيد خطر انتقال عدوى مختلف الأمراض التي يمكن أن يصابوا بها، سواء في المدارس أو في دور الحضانة أو في أماكن اللعب. وهذه الجراثيم التي يمكن أن تنتقل قد تكون سبب الإصابة بالتهاب الأذن. لكن، بشكل خاص، يُعتبر الأطفال الذين في دور الحضانة الأكثر عرضةً لالتقاط عدوى التهاب الأذن، خصوصاً أنّ جهاز المناعة لا يكون قد نضج بنسبة كافية ليحمي هؤلاء الأطفال من الالتهابات التي يمكن أن يتعرّضوا لها.
كيف يمكن التعرّف على التهاب الأذن؟
يُعتبر الألم في الأذن العارض الأساسي والمعيار الذي يمكن الاستناد إليه للتعرف على التهاب الأذن. لدى الأطفال الصغار، يسهل التعرف عليه، إذ يمسك الطفل بأذنه ويبكي كثيراً ويعاني ارتفاعاً في الحرارة ولا يأكل جيداً. وفي حال ظهور إفرازات تخرج من أذنه، هو على الأرجح التهاب في الأذن. ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها أيضاً تراجع على مستوى حاسة السمع، مع الإشارة إلى أنّ ارتفاع الحرارة في هذه الحالة يُعتبر أكثر شيوعاً لدى الأطفال منه لدى الكبار. ولتأكيد التشخيص، يفحص الطبيب الأذن بجهاز خاص للتحقّق من صحتها. ففي حال الإصابة بالتهاب الأذن لا تبدو الطبلة شفافة كما هي عادةً. حتى أنّه من الممكن رؤية السائل من خلالها. كما يظهر تغيير في شكل طبلة الأذن بسبب الضغط الناتج من هذا السائل فيها. ومن الممكن أن تكون هناك حاجة لأن يستخرج الطبيب قسماً من الإفرازات للحدّ من الضغط. وقد تكون هناك حاجة إلى المضادات الحيوية أحياناً. لكن يمكن أيضاً ان تُشفى حالة التهاب الأذن تلقائياً من دون حاجة لأي تدخّل.