أخبار البلد- حتى في ظلّ المآسي التي نعاني منها اليوم، وليس آخرها ما يجري في قطاع غزة، أضطر للكتابة الساخرة، والتي هي الكوميدياء السوداء، فالحياة باتت سوداء فعلا، نعيش في ظلام وظلم، وربما ينطفيء النور نهائيا إن لم نتدارك ما يجري حقّا.
لست ضد الفنان محمد رمضان، فهو شخص موهوب، وليفعل ما يشاء في عالم الفن والغناء والرقص، والمرحلة أكثر من صعبة وقاسية على كل عربي شريف، يراقب ويتابع ويشعر بالغضب والحنق مما نحن فيه من ذلّ وانكسار، لا نستطيع فعل شيء من أجل وقف ما يجري من مجازر، بات الجميع يشاهدها عبر البثّ المباشر، في الوقت الذي تجلس فيه الجيوش العربية في ثكناتها، ولا أعلم متى ستكون الحاجة إليها، أو ربما لا نحتاجها فعلا، فالمقاومة الفلسطينية كفيلة بكافة الترتيبات اللازمة.
مؤخرا استقبل وزير خارجية عربي الفنان المصري محمد رمضان، حيث جرى بحث القضية الفلسطينية وسبل حلّها، وأعلن رمضان تضامنه مع الفلسطينيين، وشكر معالي الوزير على تضامنه مع الشعب الفلسطيني .
يبدو أننا كنّا بحاجة لمثل هذا اللقاء في هذا الوقت بالذات، وربما تصمت آلة الحرب الصهيونية بفعل حفلات هؤلاء الفنانين التي لا تتوقف، لا في دبي ولا في الرياض أو غيرهما من عواصم العرب، فليفرح العرب ويرقصون ويغنّون، ولتتمايل الفتيات على أنغام الألحان الهابطة، ولأهل غزّة ربّ هو الكفيل بحمايتهم.
قد نلجأ خلال الفترة القادمة للمزيد من الفنانين العرب في عالم الغناء والرقص، وربما يشارك هؤلاء في قمّة عربية طارئة، فنستمع منهم لجملة من المقترحات المفيدة، لعلّها تسهم في إنقاذ ما تبقّى من قطاع غزة، ووقف التهجير، قد نلجأ ياسادة لطلب النجدة والعون من السيدة هيفاء وهبي والفاضلة أليسا، والراقصة العروبية البطلة صافينار، وسيّدة الرقص الشرقي دينا، فهؤلاء قد يكون لهم دور في المعركة القادمة مع العدو الصهيوني.
نعم ياسادة ياكرام ؛ هذا هو الوضع العربي اليوم، يبعث على المزيد من الحنق والقهر، في الوقت الذي يناشد فيه الشعب الفلسطيني القادة العرب للتحرّك ولا من مجيب، وأرى أن طلب الإغاثة والعون قد يأتي من محمد رمضان وحسن شاكوش والراقصات اللهلوبات اللواتي ربّما يفعلن ما عجز عنه حكّام هذا الزمان.
ختاما ؛ يقول المتنبي ..
سادات كلّ أناس من نفوسهم وسادة المسلمين الأعبد القزم
أغاية الدين أن تحفّوا شواربكم ياأمّة ضحكت من جهلها الأمم
كاتب فلسطيني