اخبار البلد- كتب ماهر ابو طير - تفهم مما يقوله بعض أئمة المساجد،ان هناك غضبة عارمة على وزارة الاوقاف،وان النية تتجه لاعتصام ثمانية الاف امام،خلال الشهر المقبل،في ساحة النخيل،احتجاجاً على اوضاع الائمة،والاعتصام سيكون مفتوحاً،وليس لساعة او ساعتين.
تقرأ ايضا تصريحات تصعيدية لرموز في حراك أئمة المساجد،وُيلمّح هؤلاء الى فساد خطير في وزارة الاوقاف،وملفات مسكوت عنها،بشأن بعض المدراء،الى آخر ُمداخلات التصعيد،التي يتوجب ان لا تمر دون نفي او تأكيد.
تتعدد المطالب من تأسيس نقابة،مروراً بتحسين الوضع المالي،وصولا الى طرد السفير الاسرائيلي من عمان،وتنظيف البلد من الفساد الاخلاقي،ومن النوادي الليلية ودور الزنى،وتثبيت الائمة،وغير ذلك،من مطالب.
كثرة تعتقد ان الامام او الخطيب يجب ان يكون زاهداً في الحياة،جائعاً،باسم الدين،وان عليه باسم الزهد ان يرتدي دشداشة قديمة مثقوبة،وان لايّعلم اولاده،وان يكتفي بالاجر في الآخرة،وهي قناعات خاطئة تضغط على الائمة والخطباء،فوق ماهم فيه،من هموم.
وزارة الاوقاف مطالبة بالرد على اتهامات بوجود فساد داخل الوزارة،ولدى بعض المدراء،وعلى من يتهم بالفساد ايضاً،ان لايجعل الامر مرهوناً بتجاوب الوزارة مع متطلبات الائمة،اذ عليه ان يكشف ما لديه من معلومات،لا ان ُيسّخرها للضغط المرحلي.
نريد ان نعرف ايضاً الرابط بين حراك أئمة المساجد،وجماعة الاخوان المسلمين،حتى لاتختلط مطالب الائمة،بالدوافع السياسية في هذا التوقيت بالذات،وهذا تساؤل لايحمل الاتهام ولا الظن،بقدر الرغبة المشروعة بمعرفة اصل الحراك.
الربط ايضاً بين الحصول على مكاسب مالية من الوزارة،او التلويح بكشف المستور والاعتصام بشكل مفتوح،امر ينافي الدين،لان التستر على الفساد جريمة،والتلويح بكشف الاوراق للضغط على الوزارة للحصول على مكاسب،يعني المساومة والمقايضة.
لابد ان تتجاوب الوزارة مع فكرة تأسيس النقابة،وان يتم منح الائمة والخطباء حقوقهم،وان تتم تغطية النقص في مئات المساجد،وان لايبقى هذا القطاع مهملا باعتباره ترفاً نحن في غنى عنه .
في هذا الملف،تأتي اسئلة كثيرة،عن دور وزارة الاوقاف تاريخياً،وليس هذه الايام فقط،حتى لا نبدو مثل من يتحدث عن مرحلة الوزير الحالي،فقط،وكأن من سبقوه كانوا سمناً وعسلا على الائمة والمساجد والدين.
لماذا تغيب الوزارة عن دورها الديني الاساس،وتتحول الى وزارة لتحنيط الدين،وتسفيه الخطباء والائمة،وتنفير الناس من المسجد بهذه القسوة والجفوة وغياب الروحانية المنتجة عن المسجد لصالح النص الحرفي الجاف،والامر والنهي؟!.
المؤسف يتعلق فقط بالتهديد بعظائم الامور،من اجل تحسين ظروف الائمة،ثم ربط التهديد بقضايا محددة،مثل ما قاله رمز في حراك الائمة عن فساد مدراء في الاوقاف،وغير ذلك،في مقابلة صحفية اجراها قبل يومين.
كان الاولى ان لايتم السكوت على هذه الملفات طوال الوقت،لان التهديد يشي بالاستعداد للمقايضة لاحقاً بين السكوت،وتحسين ظروف الخطباء والائمة،وهذا يأخذنا الى استنتاج يقول ان الائمة يغمضون اعينهم عن قضايا كثيرة،طوال الوقت الفائت.
لاشك ابداً ان هذا قطاع مظلوم،ويتم الاستهزاء بالخطباء والائمة،واختيار الاسوأ لتولي هذه المراكز،ويتم وضع اغلبيتهم في ظروف صعبة،وكأن الخطيب او الامام ليس من حقه ان يعيش حياة كريمة مثل غيره من البشر.
لهذا كله نقول ان ملفات الاوقاف يجب ان تخرج الى العلن،وان تعالج هذه الاختلالات بشأن حقوق هؤلاء،حتى لانجد انفسنا امام اعتصام مفتوح،وان يكشف من يتهم بالفساد مالديه،وان ترد الوزارة على الاتهامات،لنعرف الفرق بين الحقيقة والادعاء.
ثورة الائمة في الطريق،غير اننا نريد منهم نزع مبدأ التهديد بكشف كل شيء،لان الاصل ان لايتم ذلك تحت وطأة المطالب المالية،ولان هذه "امانة مقدسة" لا ىيجوز رهنها للمال،فوق شبهة السكوت عن الحق،طوال السنوات الماضية!!.
فرق كبير بين وزارة مهمتها توزيع اباريق الوضوء البلاستيكية،ووزارة ُتحي الدين وتنعشه في نفوس الناس