أخبار البلد- هبة الحاج
شهدت مدينة العقبة مؤخرًا أحداثًا متوترة بشكل غير مسبوق وبصورة متكررة فسمعنا بالأخبار عن الحرائق العديدة التي شوهت المدينة حريق تلو حريق، فمثلاً بتاريخ 16/8/2023، أخمدت فرق الاطفاء دفاع مدني العقبة حريقا شب في مستودعين تابعين لشركة العقبة اللوجستية في المنطقة الجنوبية، دون وقوع اصابات بشرية، وامتد عبر مساحة كبيرة لمستودعين يحتويان على مواد قابلة للاشتعال وإطارات كاوتشوك وأجهزة كهربائية، وبتاريخ 20/8/2023، شب حريق ضخم في منطقة المعامل في العقبة، ومن الجانب الآخر تكررت العناوين العريضة عن تسرب الغازات، مثل الكلورين وغيرها، إلا أن الوضع لا يزال متوترًا في المدينة دون إيجاد حلول لهذه الأخطاء المقصودة أو ربما غير المقصودة التي قد تودي بحياة الكثيرين إلى الموت، وتشكل خطرًا كبيرًا على السياحة في المنطقة.
وآخر هذه الأحداث، اليوم بعد إصابة 22 شخصاً فجرًا بحالات اختناق يُعتقد أنها بسبب مادة الأمونيا وجرى نقل معظم المصابين إلى مستشفى الأمير هاشم العسكري، بعدما صرح محافظ العقبة، إن غاز الأمونيا لم يكن السبب في إصابة العاملين بضيق التنفس وإن الإصابات تفاوتت بين الطفيفة والمتوسطة، من جهتها، أكدت مديرة مديرية البيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تغريد المعايطة، ان الحالات في المنطقة الصناعية الجنوبية لعاملين على البواخر، نتيجة أغبرة انتشرت جراء الظروف الجوية والرياح الشديدة المحملة بالأغبرة.
على أية حال، وأيًا كانت الأسباب، يجب على الجهات المعنية إجراء دراسة تتناول جميع الحوادث التي وقعت في المنطقة، وبالتالي الاستدلال على المسببات الفعلية التي تكون سببا في اندلاعها ومن ثم رصد هذه الاسباب وبالتالي عنونة الدوافع التي ربما كانت وراء اندلاعها، فليست دائما ادانة الكهرباء والغبار تكون سليمة.
ويجب أن ننوه إلى أن العقبة تتميز بأنها منطقة إستراتيجية والمنفذ البحري الوحيد للأردن، لذا يجب لملمة أوراقها المبعثرة واستعادة زمام المبادرة لناحية إعادة إحيائها و البحث عن أدوار جديدة للمسؤولين لاحتواء الوضع والبحث عن حلولاً واقعية، بدلاً من الوعود الرنانة.
العقبة وللأسف وخلال الفترة الماضية شهدت حوادث كارثية ضربت البيئة ولا تزال تتكرر أصول تلك الحوادث بشكل دوري وكأن العقبة لم تعد مدينة سياحية ساحلية، بل مدينة صناعية جراء ما يجري أو ربما أن عين أصابت هذه المدينة وحسدتنا أو ربما عقاب نتجرع مرراته في كل موقف، الأمر الذي يتطلب بحماية ثغر الاردن الباسم وعروس البحر الأحمر من التلوث الذي يحتاج إلى وقفة حاسمة وحازمة من المسؤولين لمنع تكرار كوارث نأمل ألا تقع.