اول من امس كان الطلبة من أوائل الثانوية العامة بين يدي جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله في لفتة سامية تفضل جلالته خلالها بتكريمهم ومباركة جهدهم وتميزهم بحصولهم على معدلات مرتفعة وضعتهم في طليعة المتقدمين لامتحان الثانوية العامة للعام الفين وثلاثة وعشرين.
التكريم الملكي سنة حميدة ونهج ملكي مبارك اعتدنا عليه وفي مثل هذه المناسبات تتجسد الأبعاد الكبيرة للرؤية الملكية فلا يقف حفظه الله عند حدود تسليم المتفوقين جوائزهم التقديرية إنما يذهب إلى ما هو ابعد من ذلك فيكون منه ما يستوقفنا للتفكير بالطريقة والكيفية التي نترجم فيها ما تفضل به جلالته والتي كانت أمام طلبة الثانوية العامة عبارة عن نصيحة ابوية حين أبدى توجيهاته الحكيمة للطلبة بأن يختاروا تخصصاتهم بما يتناسب مع ميولهم وبما يحتاج اليه سوق العمل ومعنى ذلك أن يبتعدوا عن التخصصات الراكدة والمشبعة التي تتفاقم معها مشكلتي الفقر والبطالة عندما يتخرجون من الجامعة فلا يجدون فرصة عمل لهم لأنهم لم يحسنوا قراءة احتياجات الواقع والسوق معا.
عندما يوجه الملك نصيحة ثمينة لأبنائه الطلبة فذلك يعني أكثر من دلالة وينطوي على أكثر من رسالة اعتقد ان الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة هي الأولى بالتقاطها والعمل على الأخذ الفوري بها من خلال قيامها بتوظيف ادواتها الأكاديمية والاعلامية والذهاب إلى توجيه الطلبة لخلق حالة من الوعي والثقافة والاقناع لديهم للاقبال على التخصصات المهنية والصناعية وعلوم الحاسوب والاتصال التي باتت هي المطلب الرئيسي الذي يحتاج اليه سوق العمل سواء كان على الصعيد المحلي في الأردن او على مستويات دول الإقليم والعالم سواء بسواء ومن هنا فإن على الجامعات ان تبادر على وجه السرعة لتوضيح معالم رسالة الملك ونصيحته التي تنم عن اطلاع ملكي وخبرة ودراية خاصة وان جلالته قد طاف بلدان العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا واطلع وشاهد وعرف انه المستقبل للشباب والشابات ممن يحملون شهادات علمية في تخصصات مقبولة، وتزداد الحاجة إلى الأخذ بتوجيه الملك عندما ندرك حقيقة انه كان وما زال يفاخر بالمهارات ومستويات الذكاء التي يتمتع بها الأردني والتي تجعله قادرا على تحقيق أقصى درجات التنافسية مع نظرائه من شعوب دول المنطقة خاصة والعالم عامة.
الملك يفكر بعيدا، ويمهد الطريق أمامنا كي نحسن اختياراتنا( هذا هو لسان حال ابنائنا من طلبة الثانوية العامة المكرمين بين يدي جلالة الملك وجلالة الملكة) وهم وذووهم لا شك أنهم سعداء للغاية بأن يستهلوا حياتهم عبر مسار التعليم الجامعي بلقائهم مع قائد الوطن ولسوف تبقى ذاكرتهم تشرق وتستذكر هذا اللقاء المفعم بحب مليكهم الإنسان لهم وهم بنظره حفظه الله بمثابة ابنائه فيحرص عليهم ويريد لهم مستقبلا ناجحا وواثقا ومباركا.