إلا أن هذا الرحيل كان هادئاً جداً، فلا جنازة كبيرة ولا حضور بالمئات كما كان متوقعاً، حتى ظنّ البعض أن الخبر مغلوط من الأساس
إذاً.. لماذا كانت جنازة محمد الفايد محدودة الحضور؟ فقد وصف مصطفى رجب مدير جمعية "بيت العائلة المصرية" في لندن ومدير رئيس اتحاد الكيانات المصرية في أوروبا الفايد بأنه صاحب نجاحات ليس لها حدود
إلا أنه أكد أن الجناوة كانت فعلاً محدودة، بمسجد "ريجنز بارك" في لندن، حيث تمت المراسم وغاب الحضور الرسمي، وهو أمر غير متوقع بالنسبة لشخصية بحجم الفايد، ما أثار الشكوك حول صحة الخبر، وفق ما نقلت "الشرق الأوسط"
وأوضح أن العائلة كانت في سباق مع الزمن لإتمام إجراءات الدفن، قبل توقف الجهات الرسمية عن العمل يومي السبت والأحد، وإلا كانوا سيضطرون لدفنه يوم الاثنين
إرث كبير بالإسكندرية وعطايا تركت أثراً أما عن عطايا الراحل، فأوضح رجب أن الملياردير قطع مشواراً طويلاً مليئاً بالنجاحات والتحديات، بدأه في وقت مبكر من حياته، حين عمل عتّالاً في الميناء بمسقط رأسه الإسكندرية، مروراً بسفره إلى السعودية، حيث عمل في بيع ماكينات الخياطة، ومن ثم أصبح مستشاراً لمحمد حسن البقلية سلطان بروناي، وانتقل إلى بريطانيا في منتصف الستينات ليحقق نجاحات وصفقات ضخمة في مجالات عدة، وربما من أشهرها حصوله على الحصة الأكبر للأسهم من سلسلة محلات "هارودز" الشهيرة التي تحظى بالمعاملة الملكية، في منتصف الثمانينات
وقضى رجل الأعمال الراحل حياته في أوروبا حتى وفاته، بعد أن أقام مملكة اقتصادية ضخمة بلغت قيمتها نحو ملياري دولار. ولا يزال يقبع قصره المغلق في شارع يحمل اسمه بالإسكندرية
وأشار إلى أنه كان يهتم بالعمل المجتمعي، فكان على سبيل المثال بصدد القيام بنشاط مع الجالية المصرية
ماذا عن المذكرات؟ وأكد رجب أن الفايد كان رجل خير من المقام الأول، ولكن معظم الأعمال التي كان يقوم بها كانت تنصب على التعاون مع الجهات الرسمية والمؤسسات والمستشفيات، لا سيما في مسقط رأسه بالإسكندرية
كيف تحول حب لندن للملياردير المصري محمد الفايد إلى كراهية؟ إلا أن هذا النشاط تراجع بعد وفاة ابنه دودي، فعاش مع أسرته الصغيرة وآلامه ما بين سويسرا وفرنسا، وحاول كثيراً التوصل إلى كشف تفاصيل الحادث الأليم، لكنه لم يصل إلى شيء
كما لفت إلى عدم وجود أي معلومات حول ما إذا كان الراحل كتب مذكراته بالفعل أم لا، ولا أحد يعرف حتى الآن ماذا ستفعل أسرته بخصوصها إذا وُجدت، أو بملفاته السرية الكثيرة، فهل ستفصح عنها أم ستتكتم على كل شيء، على الأقل في الوقت الراهن
خسارة كبيرة يذكر أنه وبالتزامن مع الذكرى الـ26 لرحيل نجله عماد الفايد في حادث سيارة كان يستقلها مع الأميرة ديانا أميرة ويلز الراحلة، توفي الملياردير ورجل الأعمال المصري محمد الفايد، الجمعة الماضي، في بريطانيا عن عمر يناهز 94 عاماً بعد مسيرة طويلة في مجال الاقتصاد والأعمال
وولد الفايد بمدينة الإسكندرية في منطقة رأس التين 27 يناير 1929، لأب بسيط كان يعمل مدرساً للغة العربية
عمل في صغره بعدة أشغال، بينها عتال بضائع بميناء الإسكندرية. وخلال منتصف ستينيات القرن الماضي انتقل إلى المملكة المتحدة حيث جمع ثروته
كما احتل المرتبة 12 في قائمة أثرياء العرب بصافي ثروة 2 مليار دولار، فيما يحتل المرتبة 1516 عالمياً، حسب تصنيف فوربس
وكان مالكاً لمتجر هارودز الشهير في لندن، الذي باعه لقطر بقيمة تقدر بـ2.4 مليار دولار عام 2010. كما يملك فندق Ritz Paris الذي أعيد افتتاحه عام 2016، بعد تجديدات دامت 4 سنوات، حيث سُميت الغرف والأجنحة بأسماء ضيوف الفندق من المشاهير مثل Coco Chanel
وسبق أن باع عام 2013 نادي فولهام الإنجليزي لكرة القدم إلى الملياردير شاهد خان بقيمة مقدرة بلغت 300 مليون دولار