يُصادق الملك على «الجرائم الالكترونية» أم يردّه؟

يُصادق الملك على «الجرائم الالكترونية» أم يردّه؟
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 
هل يصادق الملك على قانون الجرائم الإلكترونية أم يرده؟ استدعاء السؤال يبدو ضروريا، وسط نقاشات استخدم فيها بعض معارضي القانون صلاحية الملك الدستورية للضغط باتجاه رفض القانون، اما الإجابة -حسب ما توفر من معلومات -فهي أن الملك سيصادق على القانون بأقرب وقت.
‏لماذا يفعل الملك ذلك؟ تشير الرواية الرسمية إلى أن هذه الضغوطات التي تم ممارستها لرد القانون دخلت في زاوية الابتزاز السياسي، وتم حرفها عن سياقها الدستوري والتاريخي أيضا، فأمام الملك قانون حظي بموافقة سلطات الدولة التشريعية (النواب والأعيان)، وتمت الموافقة عليه بالأغلبية، والملك يحترم إرادة هذه المؤسسات، ويحترم إرادة الأغلبية و رأي الأقلية أيضا، وهو كحامٍ للدستور والديمقراطية لن يسمح لأي سلطة أن تتغول على السلطات الأخرى، وخاصة في مجال الحريات العامة، هذه الرسالة، بالذات، التي سيبعثها الملك، قريبا، ستكون أكبر ضمانة للأردنيين للاطمئنان على أن القانون لن يُساء استخدامه من قبل إدارات الدولة وسلطاتها، ولن يكون عائقا أمام مسار التحديث بمساراته الثلاثة.
‏تشير الرواية الرسمية، أيضا، إلى أن المقارنة بين الرد الملكي لقانون تقاعد النواب (2014 ) وقانون الجرائم الإلكترونية، ليست صحيحة ولا عادلة، فالملك رد القانون الأول لانه صدر عن جهة لها مصلحة مباشرة بإقراره، ولاحقا تم اضافة مادة بالدستور، تمنع أي مجلس نيابي من الاستفادة من أي تشريع يتم إقراره في عهده، كما تشير الرواية، ثالثا، إلى أن الملك لا يملك حق «الفيتو» فيما يتعلق بالتشريعات، صحيح انه شريك لمجلس الأمة في التشريع، لكن الرد الملكي (بموجب المادة 93 من الدستور) ليس نهائيا كما يعرف فقهاء القانون.
‏ثمة بعض الاعتراضات على القانون، هذا صحيح، لكن مع غياب مقياس حقيقي لفرز حجم الأغلبية والأقلية، وباعتبار الملك ضامنا لحق الطرفين معا، فإن إقرار القانون، من قبل السلطة التشريعية يعكس رأي الأغلبية، وهذا ما يستند إليه الملك عند عدم رد القانون، أولا لأن الملك ليس طرفا في الصراع السياسي، وثانيا لكي لا تكون سابقة، خاصة في إطار عملية التحديث السياسي القادمة التي ستفرض ممثلين للأغلبية والاقلية، وصلاحية الملك محددة بالالتزام باحترام قرار الأغلبية، مهما كان الحزب الذي يمثلها، وثالثا لأن هذا القانون ليس مقدسا، فهو كغيره من التشريعات سيكون قيد التجربة، وربما سيتعرض للتعديل، إذا ثبت أي خطأ فيه عند التطبيق.
‏من المؤكد أن بعض الرسائل ستنطلق، قريبا، من إدارات الدولة، لتطمين الأردنيين على أن هذا القانون لن يمس حرياتهم العامة، ولن يتعارض مع عملية التحديث السياسي، ولن يُستخدم من قبل المسؤولين لمعاقبة المعارضين والمنتقدين، متى كان النقد في إطاره السليم، كما أن رسائل أخرى تتعلق بتلطيف المناخات السياسية، ونزع بعض الاحتقانات، سترسّخ لدى الشارع مصداقية إدارات الدولة في مجال الحريات العامة.
‏من المتوقع ان يمارس الملك حقه الدستوري بالمصادقة على قانون الجرائم الإلكترونية، ليس انحيازا ضد اقلية او اغلبية شعبية تقبله او ترفضه، وإنما احتراما للمؤسسية وما أفرزته من إرادة للأغلبية، وترسيخا لنهج ملكي دستوري حدد صلاحيات واختصاصات الملك في مجال التشريعات، ثم تأسيسا لمرحلة سياسية قادمة، تستوجب احترام حق الأردنيين بتداول السلطة، و إفراز الأغلبية والاقلية عبر آليات حزبية، يظل فيها الملك حاميا للدستور والديمقراطية، ومركزا لضبط التوازن بين السلطات، ومنحازا للمصالح العامة.
شريط الأخبار للتذكير.. غدا السبت دوام رسمي للمدارس الحكومية 350 يوما للعدوان.. مجازر بشعة في غزة والحدود اللبنانية تشتعل والكشف عن مخطط "البيجر" هل هواتفنا الذكية معرّضة للانفجار .. تقرير مفصّل هل يحضر نصر الله لعمل "من حيث لا يحتسبون؟".. قراءة في خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني قديروف يتّهم إيلون ماسك ب«تعطيل» سيارته «تسلا سايبرترك» عن بُعد تفاصيل 3 أحداث أفجعت الشارع الأردني خلال أسبوع أمطار متفرقة قادمة إلى الأردن.. تعرف على حالة الطقس وفيات يوم الجمعة 20-9-2024 إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4