المستوطنون ليسوا مشاغبين بل إرهابيون يجب محاسبتهم

المستوطنون ليسوا مشاغبين بل إرهابيون يجب محاسبتهم
أخبار البلد -   أخبار البلد - في سبعينيات القرن العشرين أعطى المسرح المصري واحدة من أجمل المسرحيات الكوميدية العربية "مدرسة المشاغبين"، وهي مسرحية تصلح لكل زمان ومكان، على أية حال المسرحية ليست موضوعنا، ولكن لفت نظري المصطلح الإسرائيلي الجديد الذي يصف المستوطنين الذين يقتلون الشعب الفلسطيني ويحرقون ويدمرون ممتلكاته "بالمشاغبين"، وبالفعل شر البلية ما يضحك، لذلك تذكرت المسرحية وخفة دم المشاغبين في المسرحية المصرية. فإذا كانت كل وحشية وفاشية المستوطنين تدعى مجرد شغب فهذا دليل على أن إسرائيل لم ولن تصبح دولة قانون ولا يمكن وصفها بالدولة الديمقراطية.

بالمقابل الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه وجذوره العميقة في هذه الأرض يوصف بالإرهابي لأنه يقاوم الاحتلال، ولكن لماذا الاستغراب، قبل أن يصبح مصطلح الإرهاب دارجا في العالم بعد أحداث سبتمبر2001، كان السياسيون والإعلام الإسرائيلي يستخدمون مصطلح "مخرب" على كل فلسطيني يناهض الاحتلال ويسعى للدفاع عن نفسه وعن شعبه ومن أجل حريته. بقينا نسمع مصطلح المخرب والمخربين عقودا طويلة من الزمن، واليوم حل محلها إرهابي وإرهابيون. 

المستوطن باروخ غولدشتاين، على سبيل المثال وهو طبيب بالمناسبة، الذي دخل الحرم الإبراهيمي في الخليل في 25 شباط / فبراير 1994، يحمل رشاشا وحصد أرواح 29 مواطنا فلسطينيا وجرح 150 آخرين، حتى غولدشتاين هذا لم تطلق عليه إسرائيل إرهابيا، وادعت أنه مختل عقليا ومريض نفسيا، وماذا عن الإرهابيين الذين أحرقوا الطفل أبو خضير وعائلة دوابشة، هؤلاء مجرمون مع سبق الإصرار ولا يمكن اعتبار إرهابهم مجرد شغب.

تاريخ إسرائيل مليء بالإرهابيين ومجرمي الحرب، إلا أنهم جميعا نجوا من المحاسبة والعقاب، لذلك المستوطنين الإرهابيون القتلة، الذين وصفتهم إسرائيل بالمشاغبين بهدف التخفيف من جريمتهم، أيضا لن تجري لهم محاسبة جادة، وإن تم اعتقال عدد منهم فسيتم إطلاق سراحهم على الفور. مناحيم بيغن وعصابته "الإرغون"، وإسحاق شامير وعصابته "شتيرن" ، المسؤولتان عن سلسلة مذابح، أبرزها مذبحة دير ياسين، خلال حرب عام 1948 لم يحاسب أي فرد منهما ولا من "الهاغاناه" التي أصبحت جيش "الدفاع" الإسرائيلي بعد إعلان "استقلال إسرائيل".

المشاغبون هم عصابات إرهابية مسلحة. ندرك أنها فوق القانون، وأكثر من ذلك هي تلقى الدعم  من مؤسسات الدولة ومن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية على أوسع نطاق. وفي هذا الشأن فإن دعوة وزارة الخارجية الفلسطينية بإدراج هذه المنظمات الإرهابية ضمن قوائم الإرهاب هي دعوة على المجتمع الدولي الأخذ بها إن هو جاد في أقواله حول شجب واستنكار الاستيطان وإرهاب المستوطنين.

ولكن يبقى السؤال: ماذا يمكن للفلسطينيين أن يعملوا للجم إرهاب المستوطنين، خصوصا أن هذا المجتمع الدولي لا يتحرك بما يكفي لوقفهم؟

يحتاج الشعب الفلسطيني إلى وحدة في المواجهة وتضامن بين كل المناطق وتشكيل حالة دفاعية موحدة. ولكي نتفادى أخطاء الماضي وبعيدا عن الارتجال والفوضى، لا بد من عمل منظم له قيادة واحدة وقرار واحد. لا يمكن أن نواجه الاحتلال وهناك مرجعيات متعددة، والأهم ألا نسمح بتحويل المناطق الفلسطينية إلى كانتونات منفصلة عن بعضها البعض وفي كل كانتون قيادة عشائرية تعمل وحدها.

أما إسرائيل، فهؤلاء "المشاغبون" الذين يعيثون فسادا في الضفة دون رادع، فإنهم سرعان ما يكونون أداة القوى الفاشية في داخل إسرائيل لضرب وإرهاب التيارات الليبرالية واليسارية، فلن يتوقف "شغبهم" عند حدود الضفة. وزير الحرب الإسرائيلي غالانت يقول بصراحة إن الدولة لم يعد بإمكانها وقف المستوطنين. بالطبع هذا دجل وتضليل، لأن باستطاعة جيشه لجمهم وتقييد حركتهم إذا أراد. إرهاب المستوطنين سيصل قلب إسرائيل قريبا لفرض النظام الأكثر فاشية وعنصرية.

بهذا المعنى فإن إسرائيل تلعب بالنار عبر تغذية النزعات الفاشية، النار التي قد تحرقها لتعري ديمقراطية إسرائيل بالكامل.
 
شريط الأخبار للتذكير.. غدا السبت دوام رسمي للمدارس الحكومية 350 يوما للعدوان.. مجازر بشعة في غزة والحدود اللبنانية تشتعل والكشف عن مخطط "البيجر" هل هواتفنا الذكية معرّضة للانفجار .. تقرير مفصّل هل يحضر نصر الله لعمل "من حيث لا يحتسبون؟".. قراءة في خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني قديروف يتّهم إيلون ماسك ب«تعطيل» سيارته «تسلا سايبرترك» عن بُعد تفاصيل 3 أحداث أفجعت الشارع الأردني خلال أسبوع أمطار متفرقة قادمة إلى الأردن.. تعرف على حالة الطقس وفيات يوم الجمعة 20-9-2024 إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4