العملية تمت في شهر سبتمبر عام 2022. وأعلنت عنها هيئة مستشفيات باريس العامة، عقب كشف صحيفة لوبارزين التي التقت بوالدي وشقيقة الولد ليساندرو، الذي يبلغ من العمر الآن ثمانية أشهر ويتمتع بصحة جيدة، في بيته
هذه العملية الجراحية ليست الأولى التي تجرى لطفل في رحم أمه، إذ سبق أن تم بالفعل إجراء العديد من العمليات من هذا النوع، في السنوات الأخيرة، خاصةً لتشوهات الحبل الشوكي. لكن خصوصية هذه العملية أنها استهدفت دماغ الجنين بشكل مباشر، وهنا تكمن البراعة
كان الجنين يعاني من تشوه في وريد جالينوس، وهو وعاء دموي دماغي. وقد تؤدي هذه المشكلة في كثير من الأحيان إلى وفاة المولود الجديد أو لاحقًا إلى عواقب وخيمة. تم اقتراح العملية المحفوفة بالمخاطر للغاية على الوالدين، في ضوء اليقين الفعلي من الآثار الخطيرة أو المميتة للطفل المستقبلي، إذا ظل التشوه في الحالة
تكمن خصوصية العملية أيضًا في طبيعتها الأقل توغلاً: تم وضع جهاز قسطرة دقيق في وريد جالين، من خلال جلد ورحم الأم، ثم من خلال جمجمة الجنين ، كما توضح AP-HP
تمت العملية بسلاسة، ومن دون مشاكل، في نصف ساعة. والطفل، المولود في 16 أكتوبر 2022، بخير، وفق AP-HP، موضحة أن الحمل استمر بتحسن ملحوظ في وظيفة قلب الجنين، وانخفاض في أبعاد الأوردة المتضمنة في التشوه، الذي تم قياسه بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي
وقد وُلِد الرضيع بعد خمسة أسابيع بفترة كاملة عن طريق المهبل. وكان وزنه حينها 3,255 كيلوغراماً، ولم يظهر التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ عند الولادة أي تلف في الدماغ، تشرح AP- HP
بعد نحو ستة أشهر من نجاح فريق الأطباء في مستشفى نيكر الباريسي في هذه العملية غير المسبوقة، تم تكرار هذا العمل الفذ في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أجرى جراحون هناك عملية مماثلة في أحد مستشفيات مدينة بوستن، في شهر مارس عام 2022، وتوّجت هي الأخرى بالنجاح، مما أدى إلى ظهور منشور علمي في مجلة Stroke
وكتب الباحثون أن هذا التطور يمثل نقلة نوعية في مواجهة هذا النوع من التشوه، مشيرين إلى أن مثل هذه العملية تجعل من الممكن التدخل في مرحلة مبكرة، وقبل حدوث مضاعفات لا رجعة فيها