تماما كما قام رجال الجهاد الامريكي بتحطيم تماثيل بوذا, وكما قام زملاؤهم في مصر بمحاولة تحطيم ابو الهول والمتحف الفرعوني وقبلها في العراق بعد احتلاله, قام ثوار الناتو بالاعتداء على تمثال قائد الامة وزعيمها الكبير, الراحل جمال عبدالناصر في بنغازي .. وفتواهم جاهزة عن اوثان الجاهلية القديمة - الجديدة ..
فالفنون والقادة العظام في حقول السياسة والفكر التي لا تناسبهم رجس من عمل الشيطان ..
ولم يدركوا ان الحرب على بوذا ترافقت مع كتاب الامريكي, هنتنغتون "صراع الحضارات" وان المتحف الفرعوني يذكّر امريكا بحضارات الشرق العريقة كما يذكّر اليهود بعدوهم التاريخي, رمسيس الثاني, وكذلك متحف حمورابي الذي دنسته وحدات المارينز الامريكي.
اما عبدالناصر ومشروع القومية العربية الذي اطلقه ضد الهويات والكيانات الطائفية والجهوية فلا يزال عدوهم الأول وهو في قبره منذ اربعين عاما ويزيد, وليس بلا معنى ان الجماعات التي اعتدت على تمثاله في بنغازي سبق وقاتلت تحت راية الجهاد الامريكي في افغانستان وتعتقد ان زمنها السلفي التكفيري الذي يقسّم الامة الى طوائف ومذاهب قد حان ابتداء من نعي القومية واليسار العربي وليس ذلك سوى اضغاث احلام وعزة بالاثم زينها الامريكيون والفرنسيون لهم بأن لكم الساحات يا امراء الطوائف الجدد ..
ومن قبل وبعد, عبدالناصر ليس تمثالا, وليبيا لن تدوم لاحقادكم والله لم يخولكم التحدث باسمه وبناء مملكته على الارض بالتعاون مع الشيطان وعواصمه الرأسمالية العالمية المتوحشة.
