لا شك أن بلدية الزرقاء من البلديات المحورية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي محط أنظار كافة المهتمين بالشأن الخدمي، كما أنه يتم متابعة انتخابات بلدية الزرقاء بعناية، و يترقبها جميع أبناء الشعب الأردني لأهمية هذه المدينة العزيزة.

التحديات الموجودة في هذه البلدية تتشابه مع التحديات والمشاكل التي تواجه معظم البلديات في المملكة، ولكن يوجد لبلدية الزرقاء خصوصية تتمثل في قضيتين :

القضية الاولى : حجم الأزمة المالية التي تعاني منها البلدية  والتي تثقل كاهل العمل فيها، وهي نتاج كلفة ونفقات الرواتب الشهرية لموظفيها، حيث إن التحدي المالي هو الذي يقف حائلاً دون تنفيذ العديد من التطلعات  والمشاريع تجاه المدينة.

و يبلغ حجم الرواتب ما بين المياومة والمقطوعية 24 مليون دينار سنوياً، بالإضافة إلى وجود نفقات عاجلة لا يمكن تأجيلها شهرياً والتي تتعلق بمصاريف شاحنات تحميل القمامة والنظافة، ومصاريف آليات وحاجات البلدية، وعليه تحتاج البلدية مبلغ 4 ملايين دينارٍ؛ وجب عليها أن تمتلكها شهرياً من إيراداتها حتى تستطيع القيام بمهامها الأساسية في خدمة المواطنين، وهي تمثل تحدٍ وتحتاج جهداً كبيراً للتغلب على هذا الموضوع .

فيما القضية الثانية تتمثل بالجانب الإداري وحل مشكلة الترهل فيه، حيث نعمل ضمن استراتيجيات وخطط تتضمن دراسة مالية حتى نحدد المؤشر المستقبلي لمستقبل عمل بلدية الزرقاء، وأيضاً لوضع خطة تعافٍ لأجل الخروج من أزمة البلدية المالية.

نعم بالفعل؛ الإصلاحات في دائرة الآليات والمشاغل و الميكانيك بلغت "مستوى غير مسبوق"، حيث بلغت في عام 2022 نحو ثلاثة ملايين ونصف، وهذا رقم غير مسبوق بتاريخ البلدية، الأمر الذي أكد أنه لابد من وجود وقفة لمعالجة الاختلالات، بحيث نستفيد من تجارب شركات كبرى ومن تجارب القوات المسلحة في طريقة إصلاح الآليات، إلى جانب وضع خطة محكمة جدا استطعنا من خلالها الوصول إلى نتائج مبهرة تمثلت بأن تكلفة الإصلاحات لعام 2022 بلغت 900 الف دينار.

وفي سعينا لتطبيق خطتنا منذ بداية العام الحالي وحتى منتصفه، لم تتجاوز مصروفاتنا الـ250 الف دينار في دائرة المشاغل والميكانيك، وعليه فإن كلفة الإصلاحات في عام 2023 قد تصل إلى 500-600 ألف دينار، أي أن الوفر المالي ارتفع اكثر، وبهذا نكون قد أقفلنا هذا الملف إلى غير رجعة.

وهذا يدل على أهمية الإصلاح الإداري الذي أفضى للوصول لوفر مالي جيد، لذلك عناوين الإصلاح المالي والإداري ستتمثل في بلدية الزرقاء.

طبعا، فبلدية الزرقاء ستنتقل من مرحلة الإستدانة المستمرة لتغطية نفقاتها والحساب المكشوف، إلى مرحلة نقطة التعادل وصولاً الى مرحلة الاعتماد على الذات، ضمن الخطة المتوقعة لعام 2025، وهذه الخطة سوف تتضمن إصلاحات إدارية، كضبط موضوع النفقات، ووقف التعيينات في بلدية الزرقاء إلا الضروري منها، بحيث ستنخفض فاتورة الرواتب في العام 2025-2026 إلى 18 مليون دينار .

وجب أن تتسم العلاقة بروح التعاون، والموضوعية وروح الفريق، فالتنافر والمشاحنات والنزاعات في المجلس البلدي سواء في بلدية الزرقاء أو بغيرها أو أي مكان في العمل العام، يعيق العمل والإنجاز ويظهر المجلس البلدي بصورة غير تلك المطلوب إظهارها .

وأعزو ذلك لنقص الخبرة والحماس لتقديم الخدمات للأهالي والاعتقاد بأن ظروف البلدية المالية والإدارية مواتية لتنفيذ رغباتهم، وأن القرار يبدأ بالبلدية وينتهي بالبلدية؛ وهذا للأسف موجود في مفاهيم البعض من الزملاء الأعضاء الذين يكتشفون لاحقاً أن البلدية محكومة بسلسلة من القوانين والأنظمة، وأن الاستقلال المالي والإداري عنوان مهم، بحيث عندما يتم طرح أي عطاء أو خدمة للمواطنين نكون كمجلس بلدي مقيدون بحجز مسبق للمخصصات المالية، ومن ثم موافقة وزارة الإدارة المحلية

.

لذلك حب الخدمة السريعة والمؤثرة والفورية للأعضاء، يقود أحيانا إلى اختلافات أكبر من اختلافات وجهات النظر، لكن الأن الأمور أصبحت مثالية داخل مجلس بلدية الزرقاء، وأي قرار داخل المجلس البلدي يتم عن طريق التصويت، وجلسات المجلس البلدي يسودها الوئام والود بين الاعضاء، ويتم التعامل مع كل قرار بكثير من الإيضاحات والديمقراطية.

قناعاتي الفكرية والسياسية تحتم أن أكون على مسافة واحدة من الجميع، وحال إعلان نتائج الانتخابات، وجب أن يكون رئيس وأعضاء المجلس البلدي معاً لأجل خدمة جميع مناطق المدينة.

وعلى العكس، فرئيس البلدية الحصيف يجب أن يبادر لخدمة مجتمعه المحلي وأن يعمل على كسب ود الناخبين والأهالي في تلك المناطق، سواء أكانوا انتخبوه سابقاً ام لم ينتخبوه .

سمعت أحاديثًا كثيرة تتحدث عن موضوع التفرقة الخدمية، بما في ذلك حديث البعض عن التقصير في الخدمات تجاه منطقة جناعة،رغم احتلالي المركز الاول في جميع صناديق ناخبيها ولأكثر من دورة انتخابية ، وهذا معناه أنني لم اقصر بخدمة المنطقة أثناء وجودي على كرسي الرئاسة ، و أنهم صوتوا لي تقديراً لما قمت وسأقوم به لأجلهم .

قبل الحديث عن ذلك، وجب التذكير أن الزرقاء مدينة الهجرات القصيرة، مدينة العمال، ومدينة البسطاء، ولذلك هذه المدينة حرمت من التنظيم المسبق.

وفي عالم تخطيط المدن، يتم تخطيط المدينة بطرقها وشوارعها وتحديد أماكن المباني العامة والمساحات الخضراء وممرات المشاة، ويتم بناء البنية التحتية من مياه و صرف صحي واتصالات وكهرباء وكل ما يتعلق بتنظيم المدينة، لكن هذا الشيء حرمت منه مدينة الزرقاء.

هذه المدينة بدأت بمعسكرات للجيش منذ أيام الإنتداب البريطاني وبدأت تكبر شيئا فشيئا بتزايد أعداد قاطنيها، وبدأت عوائل الجيش والعاملين في المنشأت الصناعية بالهجرة إليها، ومن ثم بدأت الهجرات بالتدفق على المدينة، كهجرة الشيشان، وهجرة الأخوة الفلسطينيين، فضلاً عن هجرات الحجازيين والشوام و بني معروف و غيرهم.

بعد تلك الهجرات لم يتم تنظيم الزرقاء سكنياً بالمستوى المطلوب، وعليه للأن يرى سكان المدينة مشاريع بنية تحتية في عديد المناطق منها ما زالت قيد الإنشاء.

وتعمل بلدية الزرقاء على معالجة هذه الأثار فوق امكانياتها، وأعمال التعبيد التي نعمل عليها الأن، تنفذ في أهم شوارع المدينة والتي كانت تمثل 50-60% من شكاوي الاهالي ,وقد تم حلها والحمدلله.

وفيما يتعلق بمشاكل شارع الكرامة، تم تنفيذ خط تصريف مياه الأمطار ومجاري الصرف الصحي باقتدار، وما زالت أعمالنا مستمرة، خصوصا في طرح عطاءات للصيانة والتعبيد لفتح شوارع جديدة .

للاسف المشكلة حدثت بخطأ إداري في طريقة العمل، سببه لهفتنا ورغبتنا بالعمل وحل مشكلة الشوارع الرئيسية مثل شارع طلال وشارع بهاء الدين عبدالله، وعليه تم كشطهم وجرفهم بشكل سريع الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على الأعمال فيما بعد.

عدا أنه كان يوجد خلل يتمثل في تباطىء العمل من قبل المقاول، والسبب التغير المناخي وهطول الامطار الأمر الذي لم يكن متوقعاً خلال الشهور 3 و4 و 5 الماضية.

أيضاً مرحلة التعبيد انطلقت خلال وقت شهر رمضان المبارك، وهنا كان الخطأ الأكبر باتخاذ موعد العمل خلال الشهر الفضيل لما يشهد من عملية سير معقدة، ولا نستطيع إغلاق شوارع رئيسية لأجل انجاز العمل.

طبعاً، تنبهنا إلى هذا الخطأ في المراحل الأخرى من عملية التعبيد، وتابعت كل ماهو في مصلحة العمل لأجل التاكد من عدم التنغيص على الناس في تقديم الخدمة لهم .

هذا الأنجاز هو الأول بتاريخ بلدية الزرقاء منذ تأسيسها، وهذا سجل يحسب للمجلس البلدي وموظفي بلدية الزرقاء الذين ساندونا لأجل الحصول على هذا الجائزة، وهي مصدر فخرنا وأعتزازنا، وهي تدل على الجهد الكبير الذي تقوم به البلدية من حملة إصلاحات شاملة عادت بالفائدة على موازنة البلدية، بالإضافة إلى عملنا على عدم وجود أبنية مستأجرة على البلدية، والتي كانت تكلف في السابق نحو 60-70 الف دينار شهرياُ، تم ترتيبها مع أستغلال المباني الموجودة في البلدية ، كذلك تقليص فاتورة الوقود، حيث كانت تكلفتها علينا تصل إلى مليون و300 الف دينار سنوياً، نعمل على تخفيضها إلى النصف، بالإضافة إلى سلسلة من الإصلاحات الداخلية أبرزها البصمات الخاصة بالدوام، والتي أصبحت تعمم على كافة دوائر بلدية الزرقاء لأجل ضبط الدوام والمتسربين منه في البلدية .

الجائزة أتت بعد سلسلة من الإصلاحات لمسها من قيّم البلدية والتي كانت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي و مركز راصد، بحيث سيشكل هذا النجاح مصدر ثقة للمانح الأوروبي لأجل الدعم لحصول البلدية عليها وهذا الأمر دفعة معنوية كبيرة للبلدية .

التسرب الوظيفي لن يكون موجوداً في بلدية الزرقاء، ونعمل على نشر جهاز بصمة الدوام في جميع دوائر البلدية، بالإضافة إلى نشر الكاميرات لأجل تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن وجود موظفين في بلدية الزرقاء يتلقون رواتبهم وهم في المنزل .

هذه الحجوزات بعددها صحيح، ويوجد أشخاص أخرين في طريقنا للحجز على ممتلكاتهم ما لم يسددوا الذمم المترتبة عليهم للبلدية، وهذه الحجوزات غير معني بها فقراء المدينة، لأن المبالغ المتربتة على من تم الحجز عليهم تمتد لعشرات السنين، ومعظمهم أناس مقتدرون يشكلون نسبة 90% ممن رفعنا عليهم قضايا أما الـ 10% الباقية فهي على أناس متعثرين.

طبعا لبلدية الزرقاء ديون خارجية تبلغ 30 مليون دينار وهي تعادل مديونية بلدية الزرقاء بالحساب المكشوف، وباقي دين البلدية هو حساب بنك تنمية القرى والمدن والذي يتم تسديده على 10 سنوات بخدمة دين لا تتجاوز 150 الف دينار شهري لا يعيق عمل البلدية، وتسديد الضمان الاجتماعي مجدول ومرتب ولا يوجد تخلف عن تسليم مستحقاته .

وتجربة مجالس المحافظات في دورتها الأولى كانت متخبطة بسبب تبعيتها لأكثرمن مركز، بحيث أن المظلة التي كانت تشرف عليهم لم تكن واضحة، والأن أصبحت المجالس تحت مظلة الحكم المحلي، ووجب أن يتم تحديد الأولويات من قبل مجلس المحافظة بحيث تكون على علم بمخصصاتها المالية من قبل الوزارة، وبحيث يتم إعداد موازنة المجلس من مجلس المحافظة، مثل إعداد الموازنات، ووجب أن يكون رئيس مجلس المحافظة وأعضاء المجلس على علم بالصلاحيات والأدوار المنوطة بهم والقيام بها، حتى لا تتداخل مع أدوار ومراكز سلطات اخرى، عدا أن يتم السماح بتدوير الموازنات.

 ماهي أبرز الأعمال التي تقومون بها في البلدية حاليا لخدمة المجتمع المحلي ؟

يوجد العديد من المشاريع التي نعمل بها لأجل أهالي مدينة الزرقاء،والتي نأمل أن تلقى إعجابهم وسعادتهم بمجرد الانتهاء منها، أبرزها متنزه الزرقاء والذي وصلت نسبة الانجاز فيه إلى 90%، وأُنشأ على مستوى عالي من الكفاءة والتنظيم، ويوجد فيه العديد من المرافق التي يطالب بها أبناء الزرقاء، وسوف يكون من الإنجازات الرائعة التي تحسب من البلدية لأهالي المدينة وأتوقع أن يتم افتتاحه في نهاية العام الجاري.

كما أننا نعمل الأن على توفير مقر خاص برابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء، تقديراً منا لهم ولجهودهم ولتاريخهم الوطني، بدعم من البلدية أو بأجر رمزي بمثل الخطوة التي قمنا بها مسبقاً مع مكتبة عبدالحميد شومان .

خدمتكم واجب وشرف .