أخبار البلد - هبه راشد - "نحن الأصدق والأقرب حين نتحدث عن أنفسنا هنالك حين نغوص في أعماق الذكريات لنكتب من وحيها الحكايات".. بهذه العبارة افتتحت الأديبة الدكتورة رانيا أبو عليان مقدمة كتابها الأخير "حكايتي" الذي سردت فيه بأسلوب شيق بعض المحطات من حياتها المليئة بالتميز والإبداع.

الدكتورة أبو عليان شغلت العديد من المناصب والمسميات منها أديبة وكاتبة صحفية ومترجمة ومعدة للبرامج الإذاعية والتلفزيونية والعديد من المناصب الأخرى.

أخبار البلد التقت د.أبو عليان في حوارية تطرقت لبداياتها ومؤلفاتها وانجازاتها والتحديات التي مرت بها واستطاعت الهروب منها إلى القمة، وقالت إن "بدايتي كانت متواضعة، حيث بدأت مهارتي بالكتابة بالظهور في المرحلة الإبتدائية وتجلت بإبداعي بكتابة التعبير ثم تطورت للإذاعة المدرسية وبعدها شاركت بمسابقة أوائل المطالعين وكتابة الشعر والمقالة والتي كانت تقام على مستوى وزارة التربية والتعليم وكنت دائماً أحصل على المركز الأول."

وتضيف أبو عليان إن "المسابقة تنافس على مستوى الإقليم ومن يربح يتأهل على مستوى المملكة وكنت أحصل على المركز الأول على المستويين الإقليمي والمملكة، ومع تقدمها في العمر توسعت كتاباتها فأصبحت تنشر في صحف ومواقع الكترونية وخلال هذا الوقت كانت في طريقها لإصدارها كتابها الأول والذي حمل عنوان "لأنك مختلف".

وتقول الأديبة إن مؤلفاتها الأدبية توالت بعد إصدارها الأول، إذ وصل عدد مؤلفاتها إلى 6 كتب، وهي .. "لأنك مختلف"،"الهروب نحو القمة" ،"رسائل قد تصل" ، "رسائلي لصاحب الظل الطويل"، "و"حكايتي"، فيما يوجد كتاب مشترك مع أدباء من مصر باسم "شيء ما يومض" ضم مجموعة قصصية لقصص فازت على مستوى العالم العربي.

وتصف أسلوب كتابتها بالواقعي، وبأنه ملفت لنظر القارئ، حيث الكثير من القارئين من الأصدقاء أو المتابعين  أو المثقفين أو الجمهور أخبروها بأنهم شعروا بأنفسهم من خلال هذه الكتابات وأنهم عاشوا هذه التفاصيل في ظروف وأوقات معينة.

وعن سبب تسمية مؤلفها الأخير باسم "حكايتي"، تؤكد أنها استوحت فكرة الكتاب جراء طلب كتاب المبدعين العرب منها ترجمة سيرتها الذاتية بعد اختيارها مع كاتبين أخرين من الأردن، لافتة إلى أن الفكرة أعجبتها لتكملها وتصدرها على شكل قصة قصيرة بعنوان "حكايتي"، والتي تتحدث فيها عن مسيرتها منذ الطفولة إلى ما وصلت إليه.

وتحدثت د.أبو عليان أن أكبر تحديات حياتها صعوبة يتمثل بعدم وجود دعم مادي للمبدع، حيث إنها تطبع كتبها على نفقتها الخاصة، وكذلك الفعاليات الشعرية والأدبية تغطيها على نفقتها الخاصة أيضًا، مشيرة إلى أن المثقف لا يخصص له دعم مادي لطباعة كتبه وتسويقها في المعارض، لأن الثابت إذا كنت تريد أن تكون مثقفًا يجب أن تكون مقتدرًا ماديًا أو سيضيع في الزحام.

وتعتمد عليان في محور كتاباتها على النفس البشرية وما يمر معها من التفاصيل الجميلة التي تشعر بها أو مرت بها في مرحلة معينة ومخالطة المجتمع باعتبارها محور كتاباتها متصف بالواقعية دائماً.

وأما عن تمثال السعادة الذي ذكرته في مؤلفها الثالث "لأنك مختلف"، أوضحت "تمثال السعادة بالنسبة لي والذي استمد من خلاله قوتي أنني دائماً أنظر للنصف المليء من الكاسة فعندما أتعرض لحادثة مؤلمة أو موقف محبط أفكر في الجانب الإيجابي ففكرة تمثال السعادة تتمثل في النظر للجانب الإيجابي لأي موقف سلبي وطبيعتي شخص إيجابي في مجمل الأمر"..

وفي حديث ممزوج بالمشاعر والشوق والدموع تحدثت عليان عن داعمها الأول، وقالت .. في مرحلة الطفولة بلا شك كان أبي الداعم الأول لي فكان شاعرًا وأديبًا وكلامه مقفى وكانت لعبتنا المفضلة المناظرة الشعرية و90 % من شخصيتي وموهبتي استمددتها من أبي ونصف كتاباتي التي تشتمل على الحزن بسبب وفاته التي لم أتخطاها بسهولة، كمقالة سيارة إسعاف الثانية فجراً وتطرقت فيها لقصة وفاته، وأما حالياً الداعم الأول لي زوجي ونعم الراعي.

وأهدت جميع نجاحاتها لروحي والديها، لأنها لازالت تستشعر نظرة فخرهم بها، كما أن صدى جملة " احنا فخورين فيكي " يستمر مترددًا في أذنها، وكذلك تهدي نجاحاتها لزوجها وصديقها الذي لم يتقاعس ثانية عن دعمها الدائم والوقوف بجانبها.

وختمت أبو عليان حديثها مقدمة رسالة هامة ونصيحة وجهتها لجيل الشباب قائلة "نصيحة كتبتها في كتابي الهروب نحو القمة ناتجة عن تجربتي في الحياة والتي تتمثل في ان كل انسان يواجه انتكاسات وإحباطات في حياته ومشاكل عاطفية أو نفسية وأحيانا ضغوطات مجتمعية فغالبا ما ينجرف الأشخاص إلى 3 خيارات للهروب من هذه المعاناة اما للانحراف او للإكتئاب وعزلة الناس أو أن نضع قدمًا على هذه الصعوبات والهروب منها نحو القمة.

ويقول النص المقتبس تاليًا من كتاب الهروب نحو القمة والذي قدمته الكاتبة كنصيحة إنه "ومع تقدم العمر اكتشفت وأدركت أن فكرة واحدة ونظرية واحدة قد تصل بك إلى أعلى سلالم التألق والنجاح ونظرية محبطة أخرى قد تأخذك إلى عالم الهزيمة والإحباط والضياع والآن وبعد تجربتي التي كنت فيها أنموذجاً واختبرتها على نفسي بكل تفاصيلها فإني أنصحكن وأنصحكم بتجربتها فلتهربوا ولتهربن من كل واقع أليم ومن كل تجربة يائسة ومن كل حزن مقيم هروباً سريعاً ولكن باتجاه واحد فقط وهو نحو القمة".